لا شيء يقف أمام الكوارث الطبيعية أو حتى يهدئ من روعها ، فعلى الرغم من تقدم العلم والتكنولوجيا وتمكّن العلماء من رصد وتوقع الكوارث الطبيعية، إلا إنها تفوق كل التوقعات عندما تضرب ضربتها، ومنذ عام 1989، شرعت دول العالم في تخليد اليوم العالمي للحد من الكوارث الطبيعية بعد دعوة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة لتوعية الناس وتعزيز ثقافة عالمية بكيفية اتخاذ إجراءات للحد من خطر تعرضهم للكوارث..فكل الشعوب تتمنى ايجاد طريقة للحد من هذه الكوارث. وتم إعلان 13 أكتوبر موعد لاحتفال المجتمعات في جميع أنحاء العالم بكيفية الحد من تعرضهم للكوارث وزيادة الوعي حول أهمية كبح جماح المخاطر التي يواجهونها جراءها، وتهدف نسخة العام 2017 من هذه التظاهرة الدولية إلى إذكاء الوعي العالمي بالإجراءات والسياسات والممارسات الفعالة المتعلقة بخفض التعرض للمخاطر على مستوى المجتمعات المحلية، وبالتالي المساهمة في الحفاظ على منازل الناس ومقومات حياتهم اليومية. وفى هذا الإطار، دعت الأمم المتحدة دول العالم إلى تطبيق جهود إدارة مخاطر الكوارث الواردة في إطار "سينداي سبعة " وهي استراتيجية الأمم المتحدة الجديدة التي دشنتها العام الماضي للحد من الكوارث، والتي تهدف الى خفض معدل الوفيات الناتجة عن الكوارث ، وخلق موجة من الوعي حول الإجراءات المتخذة للحد من الوفيات في العالم. وتعتبر الأمم المتحدة أن حملة "سينداي سبعة" بمثابة فرصة للجميع، بما في ذلك الحكومات، والحكومات المحلية، والمجموعات المجتمعية، ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والمؤسسات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة، لدعم أفضل ممارسات على المستوى الدولي، والإقليمي، والمحلي عبر جميع القطاعات، للحد من مخاطر الكوارث والخسائر الناجمة عنها. ويري خبراء أنه على الرغم من الدور الفعال الذي تضطلع به أنظمة الإنذار المبكر في التنبؤ والحد من الكوارث الطبيعية، فإنها لم تعد كافية للتقليل من الحصيلة الثقيلة الناجمة عن الكوارث الطبيعية الذي تفاقم بشكل مهول خلال السنوات الأخيرة. وأكد باحثون معنيون بالكوارث الطبيعية، أن الحاجة باتت ملحة لإرساء حلول جذرية وخلاقة للحد من حجم وأعداد الأعاصير والزلازل والسيول والفيضانات وانجراف التربة وأمواج المد البحري العاتية (التسونامي) وذوبان كتل الجليد وارتفاع مستوى مياه البحار والمحيطات وغيرها من الكوارث الطبيعية التي بلغ عددها وفقا للأمم المتحدة 4130 كارثة في الفترة ما بين 2002 و2011. فيما حذر البنك الدولي، في آخر تقرير له ، من أن الكوارث الطبيعية يمكن أن تدمر المناطق الحضرية وتدفع ما يصل الى 77 مليون شخص حول العالم إلى الفقر بحلول عام 2030 "إذا لم يتم إنشاء المزيد من البنى التحتية المرنة". وبحسب الأمم المتحدة، فإن 226 مليون شخص يتأثرون سنوياً بالكوارث الطبيعية، وسجلت خلال الأربعين سنة الماضية، معظم حالات الوفاة الناجمة عن الكوارث الطبيعية البالغ عددها 3،3 مليون حالة، بالدول "الأشد فقرا"، وبين عامي 2000 و2010 لقي أكثر من 680 ألف شخص حتفهم بسبب الزلازل وحدها. م . م ;
مشاركة :