بعيداً عن أجواء الصفقات الضخمة، وما يتوارد عنها من أنباء يُفترض أن تكون وقوداً للبورصة طيلة الأيام الماضية، وما هو قادم من جلسات أيضاً، جاء أداء السوق بعكس التوقعات. وسجلت القيمة السوقية الإجمالية لأسهم الشركات المُدرجة خلال الجلسات الخمس الماضية انخفاضاً بنحو 500 مليون دينار لتصل إلى 29.36 مليار دينار. ولعل ما حدث من تراجع جاء نتيجة واضحة لعمليات جني الأرباح والضغط المتعمد من قبل بعض المحافظ المالية والصناديق الاستثمارية، وكبار اللاعبين على الأسهم الثقيلة التي استحوذت على معظم السيولة المتداولة في البورصة خلال الفترة الأخيرة. وفي المقابل، لوحظ تكوين مراكز مختلفة على شريحة من الأسهم التي تتداول ما بين 50 الى 100 فلس، لاسيما التي تنتمي الى مجموعات لها سمعتها الطيبة في السوق وسط قناعة بان المستويات الحالية مغرية للشراء، وكان هناك توجه للدخول في موجة نشطة عليها. ويتأكد بشكل مستمر أن أصحاب النفس الطويل يرون الفرص أكثر وضوحاً في البنوك والشركات الخدمية التي تمثل الملاذ الآمن لكثيرين. ولا تزال أسهم «زين» و«بيتك» و«الوطني» و«الامتياز» و«أجيليتي» الأكثر تداولاً من حيث القيمة منذ بداية العام وحتى إقفالات أمس، إذ بلغ إجمالي السيولة المتداولة على أسهم تلك الكيانات القيادية حتى الآن نحو 1.8 مليار دينار، الأمر الذي يترجم توجهات المحافظ في السوق. وشارك كبار الملاك في تلك التوجهات، إذ كان لمساهماتهم الشرائية غير المباشر أثر كبير في مسار العديد من السلع التشغيلية. من ناحية أخرى، قالت شركة «الاستثمارات الوطنية» في تقريرها الأسبوعي «إن التراجع في تداولات البورصة جاء في ضوء عمليات جني الأرباح والضغوط البيعية التي طالت الأسهم القيادية، وهي تأتي ضمن حركة تصحيحية طبيعية خصوصاً بعد وصول أسعار اسهم الشركات التشغيلية والبنوك إلى مستويات قياسية خلال الفترة الماضية». واضاف تقرير «الاستثمارات» أنه على الرغم من هذا التراجع الواضح على الأسهم القيادية والتشغيلية، إلا أن هذا لم يمنع وجود عمليات الشراء الانتقائي على بعض هذه الأسهم، وذلك من قبل بعض المستثمرين لبناء مراكز استثمارية خلال آخر جلستين. وفيما يتعلق بأخبار بعض الشركات، فقد أعلنت «زين» أن شركة الخير الوطنية قامت بتوقيع خطاب نوايا مع عمانتل بخصوص تخارجها من حصتها في «زين» البالغة 12 في المئة من رأس المال. وأغلقت بورصة الكويت تعاملاتها في الأسبوع الثالث لشهر سبتمبر على انخفاض في أدائها، وذلك مقارنة مع أدائها خلال الأسبوع الماضي، حيث تراجعت المؤشرات (السعري - الوزني - مؤشر «كويت 15» - NIC 50) بنسب بلغت 0.5 في المئة و1.5 في المئة و2.3 في المئة، و1.6 في المئة على التوالي. وانخفض المعدل اليومي لقيمة الاسهم المتداولة وفقاً للتقرير بنسبة 18.3 في المئة ليبلغ 25.8 مليون دينار خلال الأسبوع، بالمقارنة مع 31.6 مليون دينار للأسبوع الماضي، بينما انخفض المعدل اليومي لكمية الأسهم المتداولة بنسبة 21 في المئة.
مشاركة :