استأنفت أسعار النفط موجة الصعود في الأسواق أمس، وذلك بدعم من تنامي الطلب العالمي، وتراجع المخزونات الأمريكية، ما ينبئ بشح في السوق.وقال متعاملون إن بيانات قوية لواردات النفط الصينية دعمت أسعار الخام أيضا، وأن الأسواق العالمية أصبحت متوازنة عموما بعد تخمة معروض دامت لسنوات وذلك وسط خفض إنتاجي تقوده منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).سجل الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 51.91 دولار للبرميل مرتفعا 99 سنتا، بما يعادل 1.96 %، عن التسوية السابقة. وارتفع برنت 1.06 دولار أو 2.06 % إلى 57.41 دولار للبرميل.كانت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية قالت إن مخزونات الخام بالولايات المتحدة انخفضت 2.7 مليون برميل للأسبوع المنتهي في السادس من أكتوبر/‏ تشرين الأول إلى 462.22 مليون برميل.وتراجع إنتاج الخام 81 ألف برميل يوميا إلى 9.48 مليون برميل يوميا.ودعمت الأسعار أيضا بواردات نفط صينية قوية بلغت في المتوسط 8.5 مليون برميل يوميا بين يناير/‏ كانون الثاني وسبتمبر/‏ أيلول وسجلت تسعة ملايين برميل يوميا في سبتمبر/‏ أيلول مع تعزز مركز الصين كأكبر مستورد في العالم.وقال بنك ايه.ان.زد «واردات النفط الصينية ظلت قوية، بمعدل نمو 12.2 %منذ بداية السنة. سيخفف ذلك المخاوف من طلب ضعيف في الصين.» قال جاري روس رئيس وحدة تحليلات النفط العالمية لدى ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس ومؤسس بيرا انرجي إنه من المرجح أن تمدد «أوبك» تخفيضات إنتاج النفط لمدة ستة أشهر أثناء اجتماعها في مارس/‏ آذار.وفي مؤتمر في نيويورك قال روس إن من المستبعد أن تزيد منظمة البلدان المصدرة للبترول إنتاجها بواقع مليون برميل يوميا مجددا ما لم ترتفع الأسعار.وأضاف أنه إذا رأت السعودية أن السوق بحاجة لخفض إضافي في حدود بضع مئات الآلاف من البراميل فإنها ستفعل ذلك.وقال إن التخفيضات ربما تصبح دائمة بشكل أساسي. وأظهرت بيانات الجمارك الصينية ارتفاع واردات الصين من النفط الخام في سبتمبر/‏ أيلول إلى ثاني أعلى مستوى لها على الإطلاق وزيادة واردات الغاز الطبيعي نحو 5% مع استعداد أكبر بلد مستهلك للطاقة في العالم لتلبية الطلب الشتوي.وبلغت واردات الغاز 48.38 مليون طن منذ بداية العام بزيادة 22.3 % حسبما أظهرته أرقام الإدارة العامة للجمارك.وبلغت تسليمات الغاز الشهر الماضي 5.94 مليون طن بارتفاع 3.7 % عنها قبل عام وزيادة 4.9 % عن أغسطس/‏ آب.تستعد الصين لتدفئة ملايين المنازل بالغاز للمرة الأولى ما يؤجج الطلب على واردات الغاز الطبيعي المسال الأرخص من الإمدادات المحلية.وزادت واردات النفط الخام 12 % في سبتمبر/‏ أيلول إلى 37 مليون طن بما يعادل نحو تسعة ملايين برميل يوميا ارتفاعا من أدنى مستوى في ثمانية أشهر المسجل في أغسطس، وذلك بفضل مشتريات مصفاة جديدة لشركة سنوك وشركات التكرير المستقلة العديدة.ونمت مشتريات الخام 12 % على أساس سنوي منذ بداية العام لتبلغ 318 مليون طن أو 8.5 مليون برميل يوميا وهو مستوى قياسي مرتفع.في المقابل تراجع إجمالي صادرات المنتجات النفطية في سبتمبر/‏ أيلول 11 بالمئة إلى 3.82 مليون طن عنه قبل عام وانخفض 17 بالمئة عن أغسطس. إلى ذلك، قال مصدر بقطاع النفط إن إنتاج حقل الشرارة الليبي يبلغ حاليا نحو 220 ألف برميل يوميا.ويتعافى حقل النفط الليبي الأضخم بعد إغلاقه على يد مجموعة مسلحة مطلع الشهر الحالي في أحدث تطور ضمن سلسلة توقفات.وصل إنتاج الحقل إلى 280 ألف برميل يوميا هذا العام لكنه عانى من تعطيلات بفعل الاحتجاجات والمشاكل الأمنية.تشغل المؤسسة الوطنية للنفط الليبية حقل الشرارة بالاشتراك مع شركات ريبسول وتوتال وأو.ام.في وشتات أويل. (رويترز )