سرمد الطويل، وكالات (عواصم) وصل الرئيس العراقي فؤاد معصوم إلى مدينة السليمانية حاملاً رسالة مؤلفة من مجموعة من النقاط من قبل العبادي، وهيئة «الحشد الشعبي» إلى قيادة «الاتحاد الوطني الكردستاني» الذي كان يتزعمه الرئيس الراحل جلال طالباني. وتتألف نقاط الرسالة التي يحملها معصوم من نقاط 6 وهي كالاتي: تسليم مطار كركوك، وتسليم معسكر كيوان العسكري، وتسليم جميع الآبار النفطية، وإقالة محافظ كركوك نجم الدين كريم من منصبه. كما تتضمن النقاط أيضاً تسليم «الدواعش» الذين سلموا أنفسهم لقوات البيشمركة، إلى السلطات الأمنية الاتحادية، إضافة إلى تسليم المناطق التي كانت تحت سيطرة «داعش» إلى القوات العراقية. وفي وقت سابق، اندفعت الأزمة بين بغداد وأربيل بسرعة أمس، باتجاه مواجهة عسكرية وخيمة العواقب، حيث شهدت منطقة كركوك تحركات من قبل القوات العراقية و«الحشد الشعبي» اعتبرتها سلطات كردستان مقدمة لاقتحام كركوك والسيطرة على آبار النفط والمطارات والمعابر، متحدثة عن أن رئيس الوزراء أمهل البيشمركة 48 ساعة لإجراء حوار وإلا فستواجه بالقوة لإنجاز المهمة، ما دفع الأخيرة لإعلان الاستنفار الأمني وحشد آلاف المقاتلين، رافضة الانسحاب من كركوك. وفيما نفت قيادة العمليات العراقية المشتركة ما تم تناقله عن انطلاق عملية عسكرية جنوب كركوك، مؤكدة أن القوات تقوم بعمليات تطهير وتفتيش ومسك في المناطق المحررة مؤخراً من «داعش»، قال المسؤول في البيشمركة سيروان بارزاني، إن قواته بدأت تدريجياً بالتراجع في خطوط دفاعها حول المحافظة الغنية بالنفط في مسعى لخفض فرص الاحتكاك بالقوات العراقية، لكنه تحدث عن «تحركات غير متوقعة ومؤشرات عدائية». واتهم رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، العبادي بتحشيد القوات في محافظتي كركوك ونينوى للهجوم على البيشمركة، داعياً المرجع الديني علي السيستاني والأطراف العراقية والمجتمع الدولي إلى التدخل لمنع وقوع حرب جديدة بالمنطقة، وجدد استعداده لحوار بناء لحل المشاكل. وقالت الحكومة المركزية على لسان سعد الحديثي المتحدث الإعلامي بمكتب رئيس الوزراء، إنه ليس لديها شروط للحوار مع أربيل بل» مجموعة من أسس ومبادئ الوطنية» يجب العمل بها، مشيرة إلى ضرورة التزام كردستان بوحدة أراضي البلاد، والاعتراف بالسلطة الوطنية، والعودة للدستور، إضافة إلى تطبيق السلطة السيادية في النفط وقضايا الأمن والحدود، والاقرار بمسؤولية السلطة الاتحادية عن المناطق المتنازع عليها التي تضم كركوك ذات التركيبة الإثنية المتعددة. واستعادت القوات الاتحادية أمس، مواقع سيطرت عليها قوات البيشمركة قبل 3 سنوات في محافظة كركوك عندما إنهار الجيش العراقي أمام «داعش»، لتحول دون سقوط حقول النفط في يد التنظيم الإرهابي. وجاءت هذه العملية العسكرية مع تصاعد الأزمة بين إقليم كردستان وحكومة بغداد على خلفية الاستفتاء على الانفصال في 25 سبتمبر المنصرم. ونفت قيادة العمليات المشتركة العراقية، انطلاق أي عملية عسكرية جنوب كركوك، وأكدت استمرار عمليات التطهير في المناطق المحررة من «الدواعش»، بعد أن ذكرت وسائل إعلام عديدة في وقت سابق أن الجيش العراقي أطلق عملية عسكرية جنوب كركوك تهدف لاقتحام المدينة والسيطرة عليها من قبضة البيشمركة. وقالت السلطات الكردية إن القوات العراقية تتمركز على بعد 3 كلم عن خط جبهة البيشمركة «وأجهزة استخباراتنا تشير إلى أن الغاية هي السيطرة على آبار النفط القريبة وعلى المطار والقاعدة العسكرية». وفي وقت لاحق، نفى الأمين العام لوزارة البيشمركة الفريق جباري ياور، أن تكون الحكومة الاتحادية قد أمهلت قواته 48 ساعة للخروج من كركوك، قائلاً «ليس هناك أي شيء رسمي من هذا القبيل». عودة 333 ألف نازح في نينوى و670 ألف مشرد من الموصل بغداد (الاتحاد، وكالات) أعلن وزير الهجرة والمهجرين العراقي جاسم محمد الجاف، أن أعداد العائدين إلى مناطق سكناهم في محافظة نينوى بساحليها الأيمن والأيسر تجاوزت الـ 333 ألف عائد. بينما أكدت ليز جراندي المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في العراق، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لبدء الحملة العسكرية لاستعادة الموصل من «داعش»، أن نحو 670 ألفاً من المليون شخص الذين شردوا بسبب القتال، مازالوا نازحين حتى الآن. وقال الجاف إن أعداد العائدين إلى ديارهم المحررة في محافظة نينوى بلغت333 و 132 نازحاً من مجموع أكثر من مليون شخص كانوا قد نزحوا خلال عمليات تطهير أقضية ونواح ومناطق المحافظة من براثن الإرهابيين، مؤكداً استمرار الوزارة بتشجيع النازحين على العودة بعد عودة الحياة إلى كل مناطق المحافظة. وفيما عاد غالبية النازحين إلى ديارهم شرق الموصل، إلا أن أوضاع غرب المدينة مازالت صعبة للغاية، بحسب المنظمة الدولية.
مشاركة :