تحقيق:إيمان سرور تلعب الأنشطة المدرسية والمنافسات الوطنية والمهرجانات العلمية التي تنظمها الجهات التربوية على مستوى الدولة، دوراً كبيراً في تطوير مهارات التعليم لدى الطلبة وتحبب إليهم العمل الجماعي وتقبل الآخر، كما ترفع وعيهم وتحفزهم للانخراط في مساقات تعليمية يحتاجها سوق العمل مستقبلاً، كما تنمي المسابقات والمهرجانات العلمية مهارات القيادة لدى الطالب من خلال ما تقدمه له من معارف وخبرات.تُعد المدرسة أحد أهم الأماكن التي يتعلم الطالب فيها مبادئ وأسس ومهارات القيادة، حيث تركز على اكتشاف مواهبه منذ مرحلة مبكرة، وتمنحه من خلال المشاركات في المسابقات وتنظيم البرامج التعليمية التي تهتم بالتكنولوجيا والعلوم، فرص الاطلاع واكتشاف مهاراته لتخلق منه طالباً مبدعاً مبتكراً، وتساعده على اختيار مساره التعليمي السليم الذي يتوافق مع ميوله ورغباته. وفي سياق متصل، تنطلق اليوم في العاصمة أبوظبي، فعاليات الحفل الافتتاحي لمسابقة المهارات العالمية أبوظبي 2017، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتستمر الفعاليات حتى 19 أكتوبر الجاري في مركز أبوظبي الدولي للمعارض، بمشاركة 1300 متسابق من 59 دولة، يتنافسون في 51 مهارة متنوعة، ويشارك 43 مواطناً في تقديم 31 مهارة. وأكد خبراء تربويون أن التغيير والتنويع والتحديات في ارتفاع، ويضع المؤسسات التربوية والتعليمية في تحد لرفع مستوى جودة نظامها التعليمي والارتقاء بمعدلات التحصيل العلمي لطلابها في المدارس والمعاهد والجامعات، مشيرين إلى أنه من خلال التعليم والتدريب والتنمية المهارية للطالب، والتوعية المبكرة بالتعليم المهني والتقني سيؤدي إلى استمرارية تطور وجذب الأيادي الماهرة الشابة إلى الوظائف التقنية والمهنية الإنتاجية التي ترفد سوق العمل، باعتبار التدريب المهني يشكل دوراً مهماً في المدى القصير والمتوسط كأداة فعَّالة في تعزيز ورفع مهاراتهم. تجهيز الشباب وقال الدكتور عبد الرحمن جاسم الحمادي مدير عام معهد أبوظبي للتدريب والتعليم المهني إن اكتساب الطلبة المهارات والمؤهلات اللازمة وهم على مقاعد الدراسة يؤهلهم للانخراط في سوق العمل، وإنه للوصول إلى هذه الغاية فإن المجال التعليمي في الدولة يخصص التوجيه اللازم لتلبية الطلب المتوقع لتخريج كوادر عاملة قيادية لرفد قطاعات العمل والإنتاج في المستقبل والدفع بعجلة التنمية إلى الأمام، مشيراً إلى أن تجهيز فئة الشباب للدخول و الانضمام إلى سوق العمل، يتحقق من خلال المناهج الدراسية، وزيادة معدلات المشاركة والإنجاز في المستويات التعليمية، و أيضاً تشجيع الشباب على العمل بدوام جزئي والعمل في فترة الصيف في المجال التعليمي للتعرف إلى المجال العملي وتعزيز التعليم المهني.وأضاف إن المعهد يهدف إلى طرح تخصصات تفيد القطاعات الاقتصادية والصناعية وترتقي بالطالب الإماراتي من الجانب التعليمي وتدريبه مهنياً وتمكينه للحصول على فرص عمل لخدمة القطاعات الحيوية في الدولة. جذوة الإلهام وقال المهندس فهر علي السويدي رئيس الاتصال والتسويق في مسابقة المهارات العالمية أبوظبي 2017، إن مسابقات المهارات، والبرامج والأنشطة التعليمية والمهارية تغرس جذوة الإلهام في نفوس الشباب وتحثّهم على الانخراط في تعلم المهارات المهنية، مثل صيانة الطائرات والروبوتات المتحركة، إلى تنسيق الحدائق وتقنية تصميم الأزياء وغيرها، لتكون الأداة التي تسمح لهم بإنشاء أعمالهم الخاصة أو رفع مستوى تطورهم الوظيفي مستقبلاً.وأضاف السويدي إنه من خلال مشاركة الأبناء في المسابقات المحلية والعالمية سواء بالمشاركة الفعلية أو بالحضور والتشجيع للفرق المتسابقة يساهم في جذبهم لاختيار مسارهم التعليمي في المجالين التقني والمهني، كما أن التحفيز من خلال الرحلات والزيارات العلمية الخارجية أو الداخلية لبعض المصانع الناجحة والمجالات التي تستخدم فيها التكنولوجيا أمر مهم لرفع مستوى التحصيل للطالب وترغيبه لدراسة مجال التعليم المهني والتقني. تنمية المهارات وأكد عبيد مفتاح المحرزي مدير مدرسة أن تنفيذ أنشطة تنمية المهارات العلمية التكنولوجية للطلبة في مرحلة عمرية مبكرة تكسب الطالب مهارات التفكير العلمي، حيث يجيد الطالب من خلالها استخدام مصادر متعددة غير الكتاب المدرسي والمعلم، كما يشارك الطالب من خلال تلك الأنشطة في ابتكار طرق متنوعة لحل المشكلات التي تواجهه في مجتمعه، بالإضافة إلى تطبيق تلك الأنشطة العلمية والتكنولوجية يساعد الطلبة على تطبيق مفاهيم العلوم والتكنولوجيا مستقبلًا، بما يمكنهم من القدرة على المنافسة فى عالم المعرفة، حيث تعتبر هذه الأنشطة عاملاً مساعداً لهم لفهم واستيعاب مادة العلوم. تلقين المعلومة وأشارت فاطمة الحوسني - تربوية - إلى أن مناهجنا التعليمية الحالية تسعى لتعليم الطالب مهارات التفكير مثل النقد والمنطق والإبداع والتفكير العملي، ولكنها لا تعلمه كيف يخطط لنفسه ويستغل وقته، بل تكتفي بتلقينه بعض المعلومات والنصائح التي ينساها فور خروجه من الفصل، بصيغة أخرى فإنّ المدارس لا تؤهّل الطلّاب لمواجهة المستقبل الذي لا يعلمون عنه شيئاً، بل تكتفي بتلقينهم بعض المهارات والمعارف الجامدة، والتي وإن كانت مفيدة في عالم اليوم، فهي لن تكون بالضرورة كذلك في عالم الغد. قادة المستقبل وقال محمد جودات - تربوي - إن عالم اليوم يتسم بالدينامية والتطور السريع والمستمر، ويفرض علينا أن نعلم الطالب كيف يكون أكثر إبداعاً وأكثر قابلية للتكيف، وهذا بالضبط يهيئه للحياة الحقيقية خارج الفصول الدراسية، حيث ينبغي تعليمه مجموعة من المهارات المحدّدة التي تسهم في صنع شخصيته القيادية، فالمدرسة لها دور مهم في إكساب طلابها وتأهيلهم ليكونوا ضمن قادة المستقبل من خلال ما تقدمه لهم من معارف وخبرات، ونجاح المدرسة في تحقيق ذلك أمر مرهون بمدى جودة بيئة العملية التعليمية فيها.وأشار إلى أن التوعية المهنية المبكرة مهمة جداً من خلال وضع أهداف وبرامج هادفة، وكذلك التخطيط المهني المدروس وأساليب التوعية المهنية المبكرة للوصول إلى مجتمع متطور. تنمية القدرات وقال عمر عبد العزيز وكيل مدرسة ثانوية إن المشكلة نابعة من أولياء الأمور، فهم عندما يتحدثون مع أبنائهم خلال المرحلة الثانوية أو حتى قبلها، أو يفكرون بمستقبلهم المهني أو الوظيفة التي يريدونها لهم أو يريدونها لأنفسهم تغلب عليهم تطلعاتهم الشخصية وينحصر فكرهم في الوظيفة الحكومية، حيث يقولون لهم إن الوظيفة في هذه الوزارة أو تلك الهيئة لها مستقبل، وذات مردود جيد، أو إن لها مكانة ومستقبلاً واعداً، ولا يفكر أغلبية الآباء مع الأسف في أن يتجه أبناؤهم نحو التعليم المهني والفني، الذي قد يكون مرتبطاً بأذهانهم منذ الصغر، لذلك ينبغي علينا كآباء ومعلمين أن نساعد الأبناء على تنمية ميولهم وقدراتهم، وتحفيز التفكير المهني لديهم، وبلورة الأهداف المستقبلية والأحلام التي تحيا في خيالهم لتكون واقعاً وحقيقة يعيشون تفاصيلها في المستقبل القادم. مهارات مبكرة: وأكدت نعمة المرشودي مديرة المشاريع الخاصة في دائرة التعليم والمعرفة أن الطفل إذا تم تزويده بالتفكير المهني وحب العمل، منذ نعومة أظافره سيملك شيئاً من الثقافة المهنية المبكرة وسيتجه نحو التعليم المهني.وقال أحمد حسن الحوسني اختصاصي اجتماعي، إن برامج التوعية المهنية في مراحل مبكرة للطالب توسع من آفاق الطلاب الثقافية حول المهن وطبائعها ومستوياتها ومردوداتها على الأفراد ومجتمعاتهم أمر مهم للطالب إذ تعتبر بداية الطريق إلى المستقبل الواعد.
مشاركة :