وجدت دراسة حديثة نشرت بمجلة الصورة العصبية، أن الأحداث والبالغين الذين ولدوا قبل اكتمال فترة الحمل لديهم أدمغة أكبر عمراً، مقارنة بمن هم في أعمارهم من المولودين بعد اكتمال المدة الطبيعية للحمل.ويكتمل نمو دماغ الجنين خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل؛ لذلك فإن ولادة الجنين في وقت مبكر تعطل تلك العملية، ويكون الطفل الخديج لاحقاً عرضة للإعاقات النمائية، مثل ضعف التعلم واللغة ومشاكل السلوك. والسؤال الأهم هنا هو: لماذا تؤثر الولادة المبكرة على الدماغ في فترة لاحقة من العمر، مثل فترة سن الشباب، وهو ما حاول الباحثون الإجابة عليه من خلال الدراسة الحديثة التي درست البنية الدماغية لأكثر من 300 شخص بالغ، ممن ولدوا قبل الأسبوع ال33 الحمل. وتم تقييم حالتهم في مرحلة بداية الشباب (متوسط العمر 19.8 عام)، وفي مرحلة الشباب (متوسط العمر 30.6 عام)، وذلك باستخدام تقنية الرنين المغناطيسي الوظيفي، وتمت مقارنة النتائج بنتائج أكثر من 300 شخص ولدوا بعد اكتمال الحمل (المجموعة الضابطة)، وبنتائج مسح دماغي أجريت من قبل لأكثر من 1200 شخص. وكان التركيز على حجم المادة الرمادية بالدماغ، التي تعتبر علامة على عمر الدماغ، وبالمقارنة مع المجموعة الضابطة، وُجد أن المادة الرمادية أقل حجماً لدى الأحداث والبالغين المولودين قبل اكتمال مدة الحمل، خصوصاً بمناطق الدماغ المرتبطة بمعالجات الذاكرة والعاطفة.كما لوحظ عدد من التغيرات بالبنية الدماغية، التي تشير إلى مرونة الدماغ في التأثر بالولادة المبكرة. فعلى سبيل المثال، وجدت زيادة بحجم المادة الرمادية في المناطق التي ترتبط بالتحكم السلوكي. ويعتقد الباحثون أن تلك التغيرات ناتجة كتعويض لوظائف الدماغ الأخرى، التي تأثرت سلباً بالولادة المبكرة. وبمزيد من البحث وجد الباحثون، أن تراجع حجم المادة الرمادية الموجود لدى الخدّج، ارتبط بتسارع نضج الدماغ؛ لذلك فإن أدمغتهم تبدو أكبر عمراً من أقرانهم.
مشاركة :