أكد مسؤولون وخبراء اقتصاد ومختصون في الاستثمار، أن الإمارات تعتبر الوجهة الأفضل للاستثمارات الأجنبية على مستوى المنطقة، مفيدين بأن البنية التحتية والتشريعية التي تتمتع الدولة بها، تعتبر المحرك الرئيس لجاذبية الإمارات الاستثمارية، مشيرين إلى أن نمو هذه الاستثمارات دليل على تنامي مكانة الإمارات ضمن الخارطة الاقتصادية العالمية، ودليل ثقة من المستثمر الأجنبي بإمكانات الدولة على مختلف الصعد. ريادة وقال فهد القرقاوي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، إحدى مؤسسات اقتصادية دبي، أن مركز حـــــــمدان لمسـتقبل الاسـتثمار يعزز من ريادة دبي في ابتكار أطر معرفية وسياسات نوعية وحديثة للاستثمار الأجنبي المباشر على المستوى العالمي. وأوضح في تصريحات لـ «البيان الاقتصادي»، أن المركز يعمل على تطوير رؤى وأفكار تعتمد على مقاربات مختلف من خلال مشاريع وبرامج يتم طرحها للمرة الأولى في العالم، بحيث يشكل المركز منتدى فكري مفتوح يعمل على صياغة أطر معرفية، تشكل خارطة طريق للاستثمار الأجنبي المباشر. مشيراً إلى أن هذه الخطوة تتكامل مع رؤية القيادة الرشيدة الهادفة إلى ترسيخ الدور القيادي للدولة بشكل عام، وعدم الاكتفاء بالمشاركة فحسب، بل تفعيل المساهمة الإماراتية في صياغة ورسم رؤى وتوجهات المستقبل في مختلف المجالات التنموية والعلمية والاقتصادية والاستثمارية. ولفت إلى أن باكورة برامج المركز، تتمثل في برنامج الاستثمار المؤثر في التنمية، الإطار الأول من نوعه على مستوى العالم، الذي سيتم استعراض أهدافه وبرامجه خلال فعاليات أسبوع دبي للاستثمار، موضحاً أن البرنامج يطرح إطاراً متكاملاً للمساهمات الاجتماعية والتنموية لمشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر، بما يتجاوز الآثار المالية المباشرة لهذه المشاريع، بحيث تصب في دعم سياسات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية وصياغة منظومات جديدة للاستثمار. استراتيجيات طموحة وأشار القرقاوي إلى أن إطلاق المركز يأتي في ظل الاستراتيجيات الطموحة للدولة ككل، ولدبي بشكل خاص، التي تؤسس لمرحلة تنموية استثنائية ومسيرة تطوير نوعية ضمن مجموعة من المحاور الاستراتيجية، التي تشمل تقنيات الـ «بلوك تشين» والمدن الذكية والثورة الصناعية الرابعة والاقتصاد الأخضر وغيرها، ما يبرز أهمية تطوير الأطر والسياسات والتشريعات المعنية بالعمل التجاري والاستثماري لمواكبة التوجهات الجديدة، التي يشهدها عالم الاستثمار في مختلف القطاعات. وأوضح أن فعاليات أسبوع دبي للاستثمار، سيشهد إطلاق حوار سياسات الاستثمار بهدف صياغة التوجهات العصرية للاستثمار الأجنبي المباشر على المستوى العالمي، ووضع الأطر الفعالة لمواكبتها، حيث تقدم فعاليات الأسبوع لمجتمع المستثمرين نظرة شاملة لفرص النمو والشراكة والابتكار، ومستقبل الاستثمار في كافة القطاعات الحيوية التي تدعم أهداف الأجندة الوطنية 2021 لدولة الإمارات، وخطة دبي 2021. مشيراً إلى أن فعاليات الأسبوع ستشهد تطورات نوعية في المنتديات الحوارية المطروحة والمشاركات المحلية والدولية، بفضل القيمة المضافة التي يزخر بها الحدث من حيث تحفيز المستثمرين على التواصل وبناء علاقات طويلة الأمد، بين المعنيين من القطاعين الحكومي والخاص والمستثمرين، وصناع القرار. إذ ستستعرض أهم الموضوعات في مجال تعزيز فهم المستثمرين للركائز الرئيسة للنمو بدبي والمنطقة ودورة النمو الجديدة في الإمارة، والتعريف بفرص الاستثمار المتنوّعة، وتسليط الضوء على آفاق التوسّع والنمو في الأسواق الإقليمية والعالمية. وأشار إلى أن العمل على مكونات الدورة الثالثة، وإطلاق برنامج «أسبوع دبي للاستثمار»، يأتي في إطار المتابعة الدقيقة لأهم اتجاهات وقضايا الاستثمار الحالية والمستقبلية، وتعزيز الشراكة مع المستثمرين الإماراتيين والعالميين، بالإضافة إلى توطيد الشراكة مع مجتمع الاستثمار المحلي والعالمي، وزيادة مستوى المعرفة بفرص النمو والابتكار، سواء في دبي، وأيضاً الأسواق التي يمكن الوصول إليها عبرها. استقطاب وحول جاذبية دبي الاستثمارية، تابع القرقاوي: تواصل دبي استقطاب أهم الشركات والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، ويأتي ذلك في ظل تطور البنية التحتية والتحسينات التشريعية المستمرة بإمارة دبي، مثل قانون الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، ولا تزال دبي ماضية في هذا نهج التطور، الرامي إلى دمج المعرفة، وكذلك تبني التكنولوجيا والابتكار، الأمر الذي يعزز من نجاحها، باعتبارها بوابة الأعمال للشركات العالمية. وأضاف: تعد الولايات المتحدة أكبر دولة مصدرة لكل من رأس المال الأجنبي المباشر، بمعدل 28.7 %، وعدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الدولة بمعدل 25 %، خلال الربع الأول من 2017، حسب مرصد دبي للاستثمار الأجنبي. وتظهر المؤشرات بالربع الأول من 2017، أن دبي تلقت 4.77 مليارات درهم من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ما يجعلها في المرتبة التاسعة عالمياً، من حيث عائدات الاستثمار الأجنبي المباشر. وذكر أن 69 % من مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر التي اجتذبتها دبي في الربع الأول نفسه، تنطوي على التكنولوجيا العالية، وهي تبلغ في قيمتها ما معدله 24.3 % من إجمالي رأس المال الأجنبي المباشر إلى دبي. وهو دليل على موقع دبي كمركز لتطوير وتصدير التكنولوجيا الحديثة. مبادرات وقال القرقاوي: استطاعت دبي اجتذاب العديد من الشركات والمستثمرين الأميركيين، من خلال استمرار المبادرات ذات القيمة المضافة، ومنها استراتيجية دبي الصناعية 2030، التي تهدف إلى رفع مستوى دبي إلى منصة عالمية للصناعات القائمة على المعرفة والاستدامة. وتركيز دبي على الابتكار، ومشاريع البنية التحتية المرتبطة بمعرض إكسبو 2020. وأكد أن الفضل في نجاح دبي في جذب استثمارات نوعية، يعود للقيادة الحكيمة التي أطلقت مشروعات دبي الذكية ومشروعات الطاقة المتجددة والبناء الأخضر، وغيرها من المبادرات الذكية في كافة القطاعات التي تساعد على تحسين الإنتاجية، وزيادة الكفاءة، إلى جانب تسريع وتيرة التحول إلى اقتصاد أخضر ومستدام. ومن ناحيته، أكد جمال الجروان، الأمين العام لمجلس المستثمرين الإماراتيين في الخارج، أن الإمارات تعتبر وجهة استثمارية مفضلة للمستثمرين الأجانب، منوهاً بأن هذا يتأتى بفعل قناعة المستثمر الأجنبي بأن الاقتصاد الوطني يعمل بوتيرة تنافسية حرة، ووجد المستثمر الأجنبي في الإمارات بيئة استثمارية جاذبة من ناحية القوانين والتشريعات ونظم الحوكمة المعمول بها في الدولة والبنية التحتية الحديثة. وأوضح أن إنشاء مثل هذا المركز يَصب في مصلحة المستثمر والاقتصاد الوطني ليمثل مركز الفكر الاستثماري، الذي سيعود بالمنفعة على الوطن من دون شك، فمركز حمدان لمستقبل الاستثمار يعد مثالاً للابتكار الفكري والرؤية الثاقبة لقيادتنا الرشيدة، فالاستثمار هو ثقافة وفكر اقتصادي تنهض عليه اقتصاديات الدول لاسيما بعد زيادة التنافسية بين اقتصاديات العالم، والمنافسة حادة والطلب على نهوض الاقتصادات الوطنية أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. والنمو المستدام هو مقصد الشعوب وإنشاء صرح مثل مركز حمدان لمستقبل الاستثمار سيمثل مركزاً مهماً في تطوير العمل الاستثماري للدولة. التوقيت في إطلاق مثل هذه المبادرة ممتاز وخاصة تطور هذا المجال أكثر من غير لشموليته وخاصة أنه أصبحت مشاركة الاستثمار في الناتج الوطني أن تكون بحدود 5% من الناتج القومي، وإنشاء المركز سيفيد كثيراً في تسريع عجلة التنمية. أصبحت نظرية التخصص تزيد في الإنتاجية وهي مبدأ تتبعه الدول وإنشاء فرق عمل تخصصية لتسريع عجله النمو. وتسير دولة الإمارات بخطى ثابتة نحو تعزيز وزيادة الاستثمارات الأجنبية والإقليمية مع الإعلان أمس عن إطلاق مركز حمدان لمستقبل الاستثمار بما يعزز من مكانة وريادة دبي في مجال الاستثمار. فوفق إحصائيات رسمية، وصل حجم الاستثمارات الأجنبية التي جذبتها الإمارات العام الماضي إلى 12.65 مليار دولار، بنمو 10% مقارنة مع 11.5 ملياراً العام 2015، كما من المتوقع أن تخترق حاجز 14 مليار دولار بنهاية العام الجاري حسب توقعات وزارة الاقتصاد. صدارة وقال إيهاب رشاد الرئيس التنفيذي لشركة الصفوة مباشر للخدمات المالية، إن إمارة دبي خصوصاً والإمارات عموماً تواصل تصدرها دول المنطقة على صعيد استقطاب الاستثمارات الأجنبية، حيث صنفها تقرير الأونتكاد العام الماضي في المركز الثامن عالمياً ضمن الاقتصادات الواعدة في جذب الاستثمار الأجنبي، كما صنفها ضمن أكبر 15 وجهة استثمارية عالمية بشكل عام. وأضاف بأن تأسيس المركز سيساهم بشكل كبير في جذب مزيد من الاستثمارات سواء الأجنبية أو الإقليمية، وسيعمل على زيادة جاذبية الإمارات من ناحية الاستثمارات عموماً، مقارنةً بباقي دول المنطقة. وأكد رشاد أن الحكومة الإماراتية تعمل بشكل عام على تعزيز الاستثمارات عبر تهيئة البنية التحتية ووضع القوانين والتشريعات اللازمة لتنظيم الأعمال والمشاريع وهو ما يضع الدولة دائماً في الصدارة على كافة الأصعدة والمجالات. تعزيز وقال أيمن القصبي المحلل والخبير الاقتصادي لدى غلوبال للخدمات المالية، إن الإمارات تتصدر في مجال جذب الاستثمارات وخصوصاً إمارة دبي التي احتلت المركز السابع عالمياً في إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر خلال العام الماضي كما أنها احتلت المركز الثالث عالمياً من حيث عدد المشاريع الأجنبية التي استقطبتها العام الماضي بنحو 247 مشروعاً. وأضاف القصبي إن تأسيس المركز يعتبر خطوة مهمة على صعيد تعزيز وزيادة الاستثمارات الأجنبية وخصوصاً في ظل تواجد بيئة استثمارية تحكمها القوانين وتوافر مزايا عدة لكافة المستثمرين. وأوضح أن المركز سيعزز بشكل كبير من ريادة دبي في مجال الاستثمارات، بفضل ما يتم تحقيقه من إنجازات تنموية في مختلف القطاعات. بيئة مثالية قال فهد القرقاوي إن دبي تتمتع ببيئة أعمال مثالية جاذبة للاستثمار، واقتصاد متنوع، يستمد قوته من موارد بشرية مؤهلة، مع توفر وسائل الراحة والسعادة، بالإضافة إلى إطلاق العديد من المشاريع المتميزة عالمياً.
مشاركة :