شارك العشرات من المواطنين السوريين في محافظتي حلب وإدلب (شمال)، السبت، بمظاهرات حاشدة لدعم عملية انتشار الجيش التركي في محافظة إدلب، بإطار اتفاق أستانة. وشهدت بلدة الأتارب في ريف حلب، مظاهرة حاشدة رفع خلالها المتظاهرون الأعلام التركية وأعلام الثورة السورية، فضلاً عن لافتات تدعم عملية الجيش التركي في محافظة إدلب. وفي هذا السياق، قال مراسل الأناضول إن نشطاء سوريين أطلقوا -عبر مواقع التواصل الاجتماعي- دعوات لتنظيم مظاهرات مماثلة في مختلف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، وقد لاقت الدعوات استجابة واسعة، خاصة في محافظتي حلب وإدلب. ويستمر الجيش التركي بإرسال تعزيزات عسكرية إلى مناطق خفض التوتر في إدلب، فيما تمركز مزيد من القوات على الحدود المقابلة لمناطق سيطرة منظمة «ب ي د/بي كا كا» الإرهابية في بلدة عفرين شمالي سوريا. كما عبر أهالي مدينة معرّة النعمان؛ التابعة لمحافظة إدلب السورية، عن ترحيبهم بدخول الجيش التركي لإنشاء نقاط مراقبة وقف إطلاق النار في المنطقة، معربين عن اعتقادهم بأن انتشاره سينهي التهديدات المختلفة التي تواجه منطقتهم. وأجرى مراسل الأناضول مقابلات مع عدد من سكان معرة النعمان، المشمولة في منطقة «خفض التوتر»، واطّلع على آرائهم حول انتشار الجيش التركي في المنطقة. وأعرب محمود الداي (23 عاماً) عن أمله في أن ينهي دخول الجيش التركي حالة الفوضى السائدة في المنطقة، والغارات الجوية التي تتعرض لها المدينة، ويُسهم في تحسين الظروف في كافة المجالات. وقال: «في حال لم يدخل الجيش التركي، فإن الغارات الجوية والمجازر والحرب ستبقى مستمرة». وأضاف: «لا مكان هنا لمنظمة ب ي د/بي كا كا، ولا للنظام، ولا لداعش». أما مصطفى طعمة (45)، فقال: «باسمي وباسم الأهالي أوجه شكري للجيش التركي، وآمل أن يقلل دخوله الغارات التي تستهدف المنطقة، ويعيش السكان وسط أمن وحياة كريمة». كما أشار شريف رحوم (46 عاماً) إلى أن العلاقات بين الشعبين التركي والسوري متجذرة، مبيناً أن الأهالي يدعمون دخول الجيش. وأضاف رحوم: «كل ما فعله الأتراك حتى هذه اللحظة يتناسب مع مبدأ حسن الجوار، ومنذ مئات السنوات نعيش معهم جنباً إلى جنب، لذا فإن محبتنا لهم ليست بجديدة». وتابع: «كما أننا نرفض دخول ب ي د/بي كا كا الإرهابية إلى منطقتنا؛ فهم يجلبون معهم المشاكل». على النحو ذاته، أعرب عبد الغفار زكري (25 عاماً) عن أمله في أن يُسهم انتشار الجيش التركي بإدلب في وقف الغارات التي تستهدف المدنيين، وعودة الأمن للمنطقة. وبخصوص تهديد «ب ي د/ بي كا كا» الإرهابية، قال زكري: «ليس هنا قاعدة شعبية تدعم المنظمة، كما أن الجيش الحر على حدودها، لذا لا يمكن لها أن تدخل إلى هنا». والجمعة، أعلن الجيش التركي البدء في تشكيل نقاط مراقبة في «منطقة خفض التوتر» بمحافظة إدلب السورية، في إطار مسار أستانة. وسيواصل الجيش التركي إرسال تعزيزات عسكرية إلى المناطق الحدودية المتاخمة لعفرين، استناداً إلى اتفاق أستانة. ومنتصف سبتمبر الماضي، أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانة (تركيا، وروسيا، وإيران) توصلها إلى اتفاق على إنشاء منطقة خفض توتر في إدلب، وفقاً لاتفاق موقع في مايو الماضي. وفي إطار الاتفاق تم إدراج إدلب ومحيطها (شمال غرب) ضمن «مناطق خفض التوتر»، إلى جانب أجزاء محددة من حلب (شمال)، وحماة (وسط)، واللاذقية (غرب).;
مشاركة :