تشهد الولايات المتحدة معركة قضائية مستعرة حول المذكرات التي كتبها مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي المقال، جيمس كومي، عن تفاصيل اجتماعاته مع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب. وطلبت عدة وسائل إعلام ومنظمات حقوقية أميركية من القضاء، في قضية رفعت في وقت سابق من العام الحالي، رفع السرية عن المذكرات وإطلاق نسخها الأصلية فورا بدون تأخير، فيما دفع محامو الإدارة الأميركية أمام المحكمة برفض تلك الطلبات، وفقا لموقع شبكة "سي أن أن" الأميركية. وفى وقت متأخر من مساء يوم الجمعة، طلب المحامون من المحكمة أيضا إضفاء السرية حتى على الحجج التي يدفعون بها للإبقاء على حظر مذكرات كومي، باعتبار أن الكشف عنها يضر بالتحقيقات الجارية حول احتمال التدخل الروسى في الانتخابات الأميركية، ويعرقل سير العدالة. واستندت طلبات رفع السرية عن مذكرات كومي إلى قانون حرية المعلومات. وفي جلسة سابقة، قال كومى أمام الكونغرس، إن مذكراته عن اجتماعاته مع ترمب تضمنت طلبا من الأخير لكومي عن تعهده بالولاء الشخصي، وهو ما اعتبره مدير مكتب التحيقيات الفيدرالي المقال محاولة لتقييد التحقيقات الجارية حول دور مستشار الأمن القومي المقال، الجنرال مايكل فلين، وعلاقته بروسيا. كومي أدلى بشهادة أمام الكونغرس عقب إقالته ورغم أن كومي أقر أنه كتب مذكراته الشخصية عن تفاصيل لقاءاته مع ترمب كي لا يتم تصنيفها كوثائق سرية، إلا أن الإدارة الأميركية فرضت الحظر على أجزاء منها بدعوى أن الكشف عنها يضر بسير التحقيقات الجارية. وللحيلولة دون وقوع هذا الضرر، طلبت الحكومة من القاضي المحلي، جيمس إ. بواسبرغ، الذي يعمل في واشنطن العاصمة، السماح لها بالترافع في القضية سرا، والاستشهاد بموظف في مكتب التحقيقات الفيدرالي لا يستطيع أن يدلي بشهادته إلا وراء الأبواب المغلقة حول أسباب ضرورة الحفاظ على سرية مذكرات كومي. وأكدت الحكومة الأميركية أنه حتى الكشف علانية عن حججها بالحفاظ على سرية مذكرات كومي سيتطرق إلى معلومات حساسة يمكن أن تؤثر على التحقيقات الجارية. وتم الكشف عن وجود المذكرات لأول مرة عندما طلب كومي من صديق تقديم محتويات مذكرة واحدة غير سرية عن اجتماعات ترمب لصحيفة "نيويورك تايمز". وأطلق كومي المذكرة بعد أن أقاله ترمب بسبب دوره في التحقيقات حول مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية، والتي تولاها لاحقا محقق مستقل. ويشدد ترمب على أن مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات، والتي لم تثبت حتى الآن، هي قصة مفبركة، الهدف منها هو الإضرار بشرعية رئاسته. وتحدث كومي أمام الكونغرس في يونيو/حزيران عقب إقالته مشيرا إلى أن ترمب طلب منه في لقاء خاص تجاهل التحقيق مع فلين. وقال إن الرئيس دعاه مرة أخرى إلى عشاء منفرد شعر أنه محاولة للتدخل في استقلالية عمل مكتب التحقيقات الفيدرالي. وسلم كومي نسخة كاملة من مذكراته الشخصية عن اجتماعات ترمب إلى محاميه الخاص. الجنرال مايكل فلين عقب إقالته
مشاركة :