الصابون البيولوجي المصنوع من حليب النوق يجعل الوجه أكثر صفاء، والذروة تعالج أمراض الروماتيزم والتهاب المفاصل والربو وتساقط الشعر ومشاكل التنفس.العرب [نُشر في 2017/10/15، العدد: 10782، ص(21)]حليب الإبل غنيّ بالفيتامينات الرباط - يمثل الجمل أو "شريان الصحراء" الذي يحظى بمكانة خاصة في الحياة والثقافة الصحراوية وسيلة للنقل، إذ يشارك في التظاهرات الثقافية والسياحية وينشط سباقات مثيرة، كما يزود الأسواق بلحومه وحليبه ودهونه وصوفه ووبره. فقد أصبح حليب ودهن الجمل (المعروف في المغرب باسم الذروية)، الشهير بخصائصه العلاجية، والذي يتسيّد الموائد الرئيسية بالأقاليم الجنوبية للمملكة يدرّ فوائده اليوم على مجال آخر يتعلق بمستحضرات التجميل. وفي هذا الصدد، أكدت أعمر غلانة، مديرة تعاونية "صحراء بيو" التي تشتغل في مستحضرات التجميل بمدينة العيون، "بما أن حليب الإبل غنيّ خمس مرات بفيتامين ‘سي’ ويحتوي على الحديد والفيتامينات ‘أ’ و‘بي1’ و‘بي 2’ و‘بي 12’، فقد خطرت ببالنا، أنا وأربع صديقات لي، فكرة استغلال هذه المادة الحيوية في إعداد مستحضرات التجميل وصناعة صابون بيولوجي". وأوضحت غلانة أن "هذا الصابون البيولوجي، المصنوع من حليب النوق، يجعل الوجه أكثر صفاء، كما ينعشه ويغذيه ويجعله أكثر نعومة"، مشيرة إلى أن التعاونية تنتج أيضا كريمات وزيوتا من سنام الجمل.أصبح حليب ودهن الجمل (المعروف في المغرب باسم الذروية)، الشهير بخصائصه العلاجية، والذي يتسيّد الموائد الرئيسية بالأقاليم الجنوبية للمملكة يدرّ فوائده اليوم على مجال آخر يتعلق بمستحضرات التجميل وقالت غلانة "لقد بدأنا في مرحلة أولى بصناعة صابون بيولوجي، ولما لاحظنا أن هناك إقبالا متناميا على منتجاتنا، قمنا بتوسيع مشروعنا عبر إنتاج مستخلصات عضوية أخرى من ذروة الجمل"، معبّرة عن اعتزازها بكون تعاونيتها تظل الأولى في المغرب وبأفريقيا التي تسوّق مستحضرات للتجميل من هذين المكونين. وتابعت أن الذروة تعالج أيضا أمراض الروماتيزم والتهاب المفاصل والربو وتساقط الشعر ومشاكل التنفس، ولهذا "قمنا بإنتاج زيت للشعر ودهن ضد آلام المفاصل وآخر لترطيب اليدين والقدمين فضلا عن بلسم للشفاه". وفي ما يتعلق بإعداد منتجاتها أكدت مديرة التعاونية أنها تصنع من حليب النوق الطازج. بعد ذلك يتم وضع المنتوج في قوالب ليجف في بادئ الأمر لمدة 24 ساعة ثم لمدة 30 يوما في مكان ظليل. وبخصوص الرائحة القوية للذروة ولحليب النوق أشارت غلانة إلى أنه تتم إضافة قطرات من الزيوت الطبيعية إلى منتجاتها، مشيرة في هذا الصدد إلى أن منتجاتها تباع بأسعار في متناول الجميع. وخلصت إلى "أننا قدمنا طلبنا للحصول على الشارة الجماعية (صنع محلي بالمغرب)، لدى وكالة التنمية الفلاحية، ونأمل في تحقيق ذلك لنتمكن من تسويق منتجاتنا على الصعيد الوطني، ولمَ لا على الصعيد الدولي". وأكدت زهرة معافيري المديرة العامة للمركز المغربي لإنعاش الصادرات (المغرب تصدير)، أن صناعة مستحضرات التجميل بالمغرب تتوفر على إمكانيات هامة للنمو واستقطاب استثمارات جديدة. وأبرزت معافيري، خلال مشاركتها في حلقة حوارية نظمت على هامش انعقاد الدورة الثانية والعشرين لمعرض "عالم جمال الشرق الأوسط" التي احتضنتها دبي في شهر مايو الماضي، أنه بالرغم من كونه قطاعا ناشئا فإن صناعة مستحضرات التجميل بالمغرب مؤهل لنمو كبير بفضل الإمكانيات التي تتوفر عليها المملكة وجودة مؤهلاتها الطبيعية وخبرة مواردها البشرية وتظافر جهود عدد من المخططات والاستراتيجيات القطاعية الأخرى. وأضافت أن تطوير صناعة مستحضرات التجميل يرتبط أيضا بالمجهودات الحثيثة التي تبذلها المقاولات الوطنية ولا سيما على مستوى تطوير علامات تجارية محلية وحرصها على ضمان أعلى معايير الجودة والسلامة والصحة وتوجّهها نحو المنتجات العضوية "بيو" في مراعاة تامة مع شروط احترام البيئة والتنمية المستدامة. وتعد صناعة مستحضرات التجميل بالمغرب إحدى المكونات الهامة لقطاع الصناعات الكيمائية وشبه الكيمائية في إطار الاستراتيجية الوطنية للتسريع الصناعي.
مشاركة :