انطلقت أولى حفلات مهرجان «السلام» بدورته الثانية الذي تنظمه أكاديمية «لوياك» للفنون الأدائية «لابا» بالتعاون مع حديقة «الشهيد»، من خلال حفل غنائي أحيته الفنانة الأردنية هند حامد، التي صدحت بصوتها القوي الدافئ حتى سحرت وأسرت الحاضرين طوال ساعتين من الوقت، مع أعضاء فرقتها أيمن مبروك على آلة الإيقاع ومحمد فرج على آلة الناي، ورامي عطا الله على آلة «الكيبورد»، إلى جانب رولا برغوثي على آلة القانون وسامر جرجس على آلة «الغيتار». حامد التي تمتاز بحضور قوي ولون فني يميزها عن غيرها من مغنيات جيلها، تمنت قبل الغوص في عالمها الفني أن يستمتع الحضور بالحفل الذي يحمل الكثير من المحبة والسلام لقلوبهم، فاستطاعت من خلال زيارتها الأولى للكويت - كما صرّحت لهم - إرضاء ذائقة جمهورها الذي ملأ كل زاوية من زوايا المسرح المكشوف داخل حديقة «الشهيد»، حيث بدا مستمتعاً، منطرباً، متفاعلاً ومنجذباً إلى كل كلمة في أغنية أدتها، خصوصاً أنها قدمت خلطة متنوعة من الأغاني ذات الكلام والأشعار الصوفية إلى جانب أخرى تحمل في طياتها المحبة والسلام كما وصفتها، فانطلقت محلقة في فضاء عالمها، فسمع الحضور لأغنية «بعدنا» و«الحب رجائي» إلى جانب «لا تنتقد خجلي الشديد»، «طالما أشكو غرامي»، «ياحبيبي»، «إني ذكرتك بالزهراء» بمصاحبة آلة القانون وأغنية «أرض من نور» التي قدمتها إهداء من الشعب الأردني إلى شعب الكويت، هذا إلى جانب غنائها لبعض الأغاني باللغة الإنكليزية وهي «I believe»، «I›ve got my eyes On You» و«Secret Garden»، فأثبتت قدراتها الفنية والصوتية على التلوّن مع تقديم مستوى الإحساس نفسه مهما اختلفت اللغة. لم يمضِ الحفل الغنائي لحامد من دون أن تقدم بعضاً من الموشحات ذات الطابع الصوفي، عندما اختارت للحلاج أغنية «ما طلعت شمس ولا غربت» التي كان أهداها إياها - كما قالت - في وقت مضى الموسيقار عمر خيرت، ومن ثم تبعتها بـ «زدني بفرط الحب». كما اختارت أغنية للفنانة فيروز بعنوان «أعطني الناي» التي نالت استحسان الحضور، وتبعتها بأغنية للفنان مارسيل خليفة وهي قصيدة شعرية من ديوان الحلاج. ومع انتهائها، قدمت ترانيم «يارب استعملني لسلامك»، لتختار بعدها أغنية من القدود الحلبية التي تغنّى بها الفنان صباح فخري بعنوان «هيمتني»، لتكون محطتها التالية مع أغنية «شويخ من أرض مكناس»، وهي قصيدة في الزجل الأندلسي ألفها الشاعر أبو الحسن الششتري وغناها العديد من الفنانين منهم أحمد الجميري ورجاء محمد، وختاماً عادت إلى بستان الفنانة فيروز وقطفت منها أغنية «يا جسراً خشبياً». وعلى هامش الحفل، صرحّت حامد لـ «الراي» موجهة شكرها لكل القائمين على إقامة المهرجان من إدارة «لوياك» ورئيسة مجلس الإدارة فارعة السقاف وكذلك القائمين على «حديقة الشهيد»، وأيضاً على إعطائها هذه الفرصة في إحياء حفل غنائي وصفته بالرائع والذي غمره الدفء والتفاعل الجميل من الجمهور، وأردفت: «سعيدة جداً بهذا الجمهور الكويتي الذواق للفن الراقي، وأتمنى زيارة الكويت مرات عديدة. لقد جذبني مسرح حديقة الشهيد ذو الأجواء الرائعة، وقد كانت تجربة الغناء فوق خشبته لطيفة جداً، خصوصاً في هذا المحتوى الصوفي المليء بالسلام والتصالح مع الذات». وأوضحت حامد السبب وراء اختيارها لهذا اللون الغنائي بالقول: «إلى الآن ما زلت أكتشف موهبتي ومساحة صوتي، وربما قد تكون هذه الأمور التي أحبها هي التي سترسم لي خطي بطريقة مقصودة أو بصورة غير مباشرة. وهنا لا أخفي حبي وعشقي للتمثيل وشغفي للغناء، إذ إن الأخير لن يتوقف باعبتار أنه الأهم بالنسبة إليّ، ولهذا سأستمر في التركيز عليه».
مشاركة :