«ابن عربي» في حديقة الشهيد... بهدوء صوفي! فقد أحيت الفرقة المغربية «ابن عربي» حفلاً ضمن فعاليات مهرجان السلام الذي تنظمه أكاديمية لوياك للفنون الأدائية «لابا» بالتعاون مع حديقة الشهيد، وسط حضور تقدمهم نائب السفير المغربي محمد المداح الإدريسي والوزير المفوض مليكة الإدريسي وعثمان الغليمي من العلاقات العامة بالسفارة المغربية، حيث تفاعل الجميع مع كل ما قدمته الفرقة من أغنيات ذات إطار وأجواء صوفية. الحفل الغنائي الذي امتد طوال 90 دقيقة من الوقت، اتسم بروح وأجواء مختلفة وجديدة، حيث خيّم الهدوء على خشبة المسرح كما علّق الحضور أسماعهم و أبصارهم نحو العازفين في كل أغنية، وقد يكون السبب أن هذا اللون الفني الصوفي غير منتشر في منطقة الخليج العربي، لكن اندماج الحضور وانسجامه مع كلمات الأغاني والألحان كان واضحاً وجلياً. إلى جانب ذلك، يمكن القول إن اختيارات أعضاء الفرقة للأغاني التي قدمتها طوال فترة الحفل كانت موفقة وذكية، إذ بدا واضحاً أنهم اعتمدوا في زيارتهم الأولى للكويت أن يقدموا أشهر ما غنوه على نطاق الوطن العربي والعالم، في سبيل عامل الجذب والتفاعل مع الجمهور الكويتي، والتي كان قد كتبها كبار المتصوفين الأندلسيين والمغاربة والمشارقة ممن ما زالت أشعارهم تصدح في الآفاق، وأيضاً رغبة منهم في التعريف أكثر عن هذا اللون الفني بصورة جميلة في المنطقة. فكانت أول قصيدة غنوها بعنوان «أنتم فروضي ونفلي» لعمر ابن الفارض، تلتها «ولو فهموا دقائق حب ليلى» لسيدي محمد الحراق المغربي، ثم «سلبت ليلى» لأبي الحسن الششتري، تلتها «تحيي إذا قتلت» للشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي، وأعقبتها «قالوا أتنسى الذي تهوي» لأحمد الرفاعي، و«أفناني ذا الحب» لأبي الحسن الششتري. كما ادوا أيضاً «قال لي المحبوب» لجلال الدين الرومي و«حب غيداء» للششتري، بعدها قدموا أغنية لرابعة العدوية بعنوان «عرفت الهوى»، تبعها أغنية «أقبل البدر علينا» لأبي الحسن الششتري ثم قصيدة «الصبح بدا من طلعته» للإمام البوصيري، وكان الختام مع الششتري بأغنية «رضي المتيم فى الهوى بجنونه». فرقة «ابن عربي» المغربية، التي تأسست في العام 1988، جاءت من منطقة قصبة طنجة بشمال المغرب، وتحديداً من أحضان الزاوية الصدّيقية الدرقاوية إحدى أشهر زوايا المغرب علماً وتصوفاً ومحافظةً على السماع، لتحط رحالها في الكويت للمرة الأولى، وعلى خشبة المسرح الخارجي في الحديقة من أجل أن تنشر السلام والمحبة - كما يصرّح أعضاؤها دائماً - من خلال إحيائها للموسيقى الصوفية. الحفل الغنائي طغت عليه روح الانسجام والتفاهم بين أعضاء الفرقة الستة، وهم عازف الدفّ ومنشد الفرقة عبدالله المنصور، إلى جانب مايسترو الفرقة ومؤسسها عازف القانون أحمد الخليع الحاصل على الدكتوراه في التصوف والموسيقى الروحية من جامعة السوربون الفرنسية، عازف العود هارون تبول، عازف الناي عبدالواحد الصنهاجي، عازف الدّف كيفان شميراني، وعازف الكمان أسامة الخليع، وهو الأمر الذي كان عاملاً أساسياً من عوامل نجاح حفلهم بشهادة الحضور الذين أثنوا فور انتهاء الحفل على ما سمعوه من كلام ولحن.
مشاركة :