الرقة (سوريا) (أ ف ب) - تخوض قوات سوريا الديموقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية، معارك هي "الاقوى" ضد تنظيم الدولة الاسلامية في مدينة الرقة في هجومها الأخير ضد جيوب الجهاديين المتبقية في معقلهم الابرز سابقا. ويأتي ذلك بعد خروج نحو ثلاثة آلاف مدني فضلا عن عشرات المقاتلين المحليين في صفوف التنظيم المتطرف من المدينة بموجب اتفاق بوساطة وجهاء العشائر. ويقدر عدد الجهاديين المتبقين بنحو 300 في آخر عشرة في المئة ما زالوا يسيطرون عليها في المدينة. وقالت المتحدثة باسم حملة "غضب الفرات" جيهان شيخ احمد لفرانس برس عبر الهاتف "تخوض قوات سوريا الديموقراطية حاليا معارك هي الاقوى في مدينة الرقة"، مشيرة إلى أنه "من خلال هذه المعركة سيكون انهاء الوجود الداعشي وهذا بحد ذاته يعني اما موت داعش او استسلامه، اي القضاء عليه" في كلتا الحالتين. واعلنت قوات سوريا الديموقراطية الاحد بدء الهجوم الاخير لانهاء وجود تنظيم الدولة الاسلامية في الرقة، حيث لا يزال يتحصن في مواقع عدة بوسط وشمال المدينة كما في الملعب البلدي والمستشفى الوطني. وقالت القوات ان الهدف هو "تطهير كامل المدينة من الإرهابيين الذين رفضوا الاستسلام، ومن بينهم الإرهابيون الأجانب". واوضحت شيخ احمد ان "عناصر داعش المتبقين يقاومون خاصة انه جرى التحضير منذ زمن طويل للمعركة" في الاحياء التي ما زالوا يتواجدون فيها شمال المدينة مثل حي الاندلس. واضافت ان تنظيم الدولة الاسلامية كان يتوقع المعركة على هذه الجبهة وبالتالي فانها "مناطق محصنة ومزروعة بالغام كثيفة". وسمعت مراسلة فرانس برس في غرب الرقة الاثنين اصوات قذائف مدفعية متفرقة تقطع الهدوء المسيطر بشكل عام على المدينة. - "لا ننسى بيتي" - وفي اطار معارك مستمرة منذ السادس من حزيران/يونيو 2017 في مدينة الرقة، باتت قوات سوريا الديموقراطية تسيطر على 90 في المئة منها، فيما "تدور المعارك في المساحة المتبقية" التي تتضمن احياء في وسط وشمال المدينة بينها البدو (وسط) والاندلس (شمال). ومنذ اعلانها المرحلة الاخيرة من المعركة، حققت قوات سوريا الديموقراطية تقدما وتمكنت الاحد من استعادة حي البريد (شمال غرب)، وفق شيخ احمد التي اشارت الى ان القوات تسعى اليوم "لتحرير حيي الاندلس والمطار" (شمال). وقالت شيخ احمد، المتحدرة من مدينة الرقة، "يجب الا ننسى ايضا حارة البدو (وسط) حيث يقع بيتي" الذي خرجت منه منذ اربع سنوات، ولم تره منذ ذلك الحين. واوضحت شيخ احمد ان الجهاديين لا يزالون متمركزين في المستشفى الوطني والملعب البلدي في وسط المدينة، واللذين باتا خاليين من المدنيين. وكان تنظيم الدولة الاسلامية يتخذ مدنيين دروعا بشرية له في المستشفى الوطني. وغابت الاثنين المشاهد المعتادة لمدنيين يفرون من الرقة، وفق مراسلة فرانس برس في المدينة. وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية طلال سلو لفرانس برس عبر الهاتف الاحد "خرج اكثر من ثلاثة آلاف مدني مساء السبت الى مناطق آمنة تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية بموجب الاتفاق الذي تم بين مجلس الرقة المدني ووجهاء العشائر، ومقاتلين محليين من تنظيم الدولة الاسلامية". وقاد مجلس الرقة المدني ووجهاء من عشائر محافظة الرقة الاسبوع الماضي محادثات لضمان خروج المدنيين. وخرج بموجب الاتفاق ايضا 275 شخصا بين مقاتلين سوريين في صفوف التنظيم المتطرف وافراد من عائلاتهم من دون ان تعرف وجهتهم حتى الآن. وباتت مدينة الرقة، "خالية تماما من المدنيين الذين كان يأخذهم داعش دروعا بشرية"، وفق سلو. ودفعت المعارك في الرقة عشرات آلاف المدنيين الى الفرار، وبقي الآلاف محاصرين في آخر جيب يسيطر عليه تنظيم الدولة الاسلامية، وغالبيتهم تحولوا الى دروع بشرية للجهاديين. وتضاربت المعلومات حول خروج مقاتلين اجانب ايضا من مدينة الرقة ، الا ان مسؤولين محليين اكدوا عدم مغادرة اي منهم. واوضح سلو انه لا يزال هناك نحو "250 الى 300 ارهابي اجنبي من الذين قرروا متابعة القتال حتى آخر لحظة. وبقي معهم افراد من عائلاتهم" في الرقة. وكان التحالف الدولي بقيادة واشنطن، الداعم لقوات سوريا الديموقراطية، اكد مرات عدة ان المقاتلين الاجانب ممنوعين من مغادرة الرقة. وقال المتحدث باسم التحالف ريان ديلون لفرانس برس الاحد "نحن مصرون على عدم السماح للمقاتلين الاجانب بمغادرة المدينة"، مضيفا "موقفنا كان ان يبقوا ويقاتلوا او يستسلموا من دون شروط". واضاف "آخر ما نريده هو ان نرى المقاتلين الاجانب يغادرون، ما يتيح لهم العودة الى بلادهم للتسبب بالمزيد من الرعب". ولن تكون خسارة تنظيم الدولة الاسلامية الوشيكة للرقة سوى واحدة من هزائم ميدانية عديدة مُني بها خلال الفترة الماضية في كل من سوريا والعراق اللتين اعلن فيهما ما اسماه "الخلافة الاسلامية" في العام 2014 بعد سيطرته على مناطق واسعة تمتد على جانبي الحدود بينهما.مايا جبيلي مع ربى الحسيني من بيروت © 2017 AFP
مشاركة :