قوات سوريا الديمقراطية تنفذ هجوما أخيرا على «داعش» بالرقة

  • 10/16/2017
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

تقاتل قوات مدعومة من الولايات المتحدة مقاتلين أجانب يدافعون عن آخر جيب لتنظيم «داعش» في مدينة الرقة، معقل التنظيم المتشدد في سوريا، اليوم الإثنين لتقترب حملتها المستمرة منذ أربعة شهور على المدنية من تحقيق النصر. وشاهد مراسل لـ«رويترز»، الدخان يتصاعد في سماء المدينة وسمع دوي رصاص مدافع رشاشة وقذائف مورتر، لكنه قال، إن معدل الضربات الجوية انخفض مقارنة بما كان عليه أثناء زيارات سابقة للمدينة خلال الأسابيع القليلة الماضية. وقال قائد ميداني في قوات سوريا الديمقراطية التي تضم جماعات كردية وعربية في الرقة، إنه يتوقع انتهاء الحملة اليوم الإثنين، لكن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قال، إنه لا يمكنه تحديد إطار زمني للمعركة. وقالت قوات سوريا الديمقراطية أمس الأحد، إن قافلة تضم مقاتلين سوريين في صفوف تنظيم «داعش» وأسرهم غادرت الرقة ليل السبت، وبقي ما يتراوح بين 200 و300 متشدد أجنبي في المدينة لخوض المواجهة الأخيرة. وتستعد قوات سوريا الديمقراطية حاليا للقضاء على الحكم الوحشي لـ«داعش» في الرقة، التي تباهى التنظيم فيها بسلسة انتصاراته المدوية عام 2014، وكانت مركزا للتخطيط للهجمات على أهداف مدنية في الغرب. وتأتي هزيمة التنظيم في الرقة في أعقاب انهياره في أنحاء العراق وسوريا وطرده من المدن ومقتل عدد من قياداته في ضربات جوية وفقده السيطرة على الآبار النفطية التي كانت مصدر تمويل «خلافته». وفقد التنظيم السيطرة على الموصل في العراق في يوليو/ تموز، بعد شهور من القتال. وكانت الموصل أكبر وأهم مدينة استولى عليها التنظيم. وانحسر التنظيم، الذي كان يحكم في أوج أيامه ملايين الأشخاص في البلدين، في قطاع من الأراضي في وادي الفرات جنوبي دير الزور في سوريا ومناطق صحراوية على جانبي الحدود السورية العراقية. وقال رايان ديلون المتحدث باسم قوات التحالف، «نفذنا بعض الضربات في الساعات الأربع والعشرين الماضية، لكنني أتوقع أن تتكثف سريعا مع تقدم قوات سوريا الديمقراطية إلى المناطق الأخيرة المتبقية في المدينة». ويساند التحالف قوات سوريا الديمقراطية بقوات جوية وقوات خاصة في حملتها على الرقة التي بدأت في نوفمبر/ تشرين الثاني، وتضمنت هجوما استغرق شهورا لعزل المدينة. وبدأت المعركة داخل مدينة الرقة نفسها في يونيو/ حزيران، وتسببت الضربات الجوية المكثفة وحرب الشوارع بداخلها في نزوح كثير من سكانها إلى مخيمات للنازحين وحولت غالبية المباني إلى أنقاض. ووصف القائد الميداني في الرقة القتال الذي يدور اليوم الإثنين، بأنه «عملية تطهير»، وتوقع سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على كامل المدينة بنهاية اليوم الإثنين. وقالت إلهام أحمد الزعيمة السياسية البارزة في قوات سوريا الديمقراطية، إنها تتوقع الإعلان عن انتهاء الحملة ضد التنظيم المتشدد في الرقة في غضون ساعات أو أيام. لكن المتحدث باسم قوات التحالف قال، إنه لا يمكنه تحديد إطار زمني للعملية.راية كان مراسل لـ«رويترز» برفقة وحدة قناصة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية على خط الجبهة عند مستشفى يعد من آخر المعاقل لتنظيم «داعش» في المدينة. وشاهد رجلين في زي مموه وهما يصعدان على مبنى ويرفعان راية. وكانت سيارات في الشوارع بالأسفل تبث رسائل عبر مكبرات صوت على ظهرها إلى ما تبقى من مقاتلي التنظيم، وتؤكد أنهم لن يتعرضوا لسوء إذا سلموا أنفسهم. وقال قائد ميداني آخر بقوات سوريا الديمقراطية يدعى أشرف سرهاد، إنه سمع عن بقاء 250 من مقاتلي تنظيم «داعش»، مضيفا، أنه شاهد أمس الأحد حافلات صغيرة وحافلات تغادر المستشفى وعلى متنها بعض المستسلمين. وقال عمر علوش المسؤول في المجلس المدني الذي شكلته قوات سوريا الديمقراطية لإدارة الرقة، إن القافلة التي غادرت المدينة ليل السبت كانت تقل نحو 100 مقاتل، ونحو 200 من أفراد أسرهم. وأضاف، أن قوات الأمن احتجزت المقاتلين الذين غادروا في القافلة استعدادا لاستجوابهم وربما محاكمتهم. كما مكن الاتفاق المدنيين من مغادرة الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم «داعش». وقال ديلون، إن نحو 3500 مدني غادروا المناطق التي يسيطر عليها المتشددون الأسبوع الماضي. وأقوى جماعة في قوات سوريا الديمقراطية، هي وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها تركيا امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا ضد أنقرة منذ عقود. وتشعر تركيا بالاستياء من نفوذ الوحدات في مساحات شاسعة من شمال سوريا، بما في ذلك مناطق ذات أغلبية عربية، ومساندة الولايات المتحدة لها.حملات متنافسة تمكنت الحملة التي تساندها الولايات المتحدة من طرد «داعش» من معظم شمال سوريا، في حين طردت حملة منافسة يقودها الجيش السوري بدعم من روسيا وإيران وفصائل شيعية مسلحة، المتشددين من الصحراء في وسط البلاد. وانسحب تنظيم «داعش» من الريف المحيط بالرقة قبل أشهر، وتتقلص سريعا آخر منطقة كبيرة من الأرض يسيطر عليها بامتداد مصب وادي الفرات في دير الزور وفي الصحراء على الجانبين. ومع تثبيت التنظيم المتشدد أقدامه في سوريا والعراق أصبحت الرقة أهم مركز له، إذ كان يستخدمها قاعدة للتخطيط والعمليات. وكان كثير من قادته يتمركزون هناك. وقال رهائن سابقون، إن محمد إموازي، الذي يعرف بالجهادي جون، سجنهم إلى جانب آخرين أعدمهم لاحقا في مبنى قرب المدينة. وقتل التنظيم عشرات الأسرى من الجنود السوريين هناك في يوليو/ تموز 2014، وجعل المدينة موقعا لبيع النساء اليزيديات اللائي أسرن في العراق وأعطين للمقاتلين. وقال التحالف، إن الرقة مركز لشن هجمات في الخارج. ووجهت فرنسا ضربات جوية على أهداف تابعة لـ«داعش» في المدينة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، بعدما قتل متشددون أكثر من 130 شخصا في باريس. لكن التنظيم يدافع عن آخر رقعة من الأرض يسيطر عليها في المدينة، والتي تتناثر فيها الحفر الناجمة عن إلقاء القنابل، وتظهر فيها جليا كلفة المعركة. وتحول كثير من مناطق الرقة إلى أنقاض وقتل مئات المدنيين وفر آلاف آخرون.

مشاركة :