المشاهد تكثر وتتنوع، فينظر إليها الإنسان ويشعر بجمالها ويرتاح قلبه إذا وقع نظره على منظر خلاب لأزهار متفتحة أو أشجار باسقة أو نبتة نضرة. ما أجمل منظر الغزالة حين تبرز من خدرها تنظر في رحاب الافق خيوطاً ذهبية، يستشعر الذي ينظر إلى هذا المشهد بجماله. وأناس يستشعرون المناظر والصور ببصائرهم، ويكون شكرهم مضاعفا لأنهم يحسون بقلوبهم وعقولهم ووجدانهم... أولئك هم المبصرون. تحتفل الامم المتحدة في 15 أكتوبر في كل عام، باليوم العالمي للمكفوفين، الذي اقر نتيجة توصية من المجلس العالمي لرعاية المكفوفين الذي عقد في فبراير العام 1980 في باريس، ويسمى أيضا بـ «يوم العصا البيضاء»، تلك العصا التي اتفق على ان تكون رمزاً لاستقلالية المكفوفين، إذ استخدمت منذ 1931 كي تساعد من يحتاج المساعدة من ذوي الإعاقة البصرية. هذه الديرة الطيبة اهتمت برعاية وتعليم وتدريب وتنشئة وتأهيل المكفوفين منذ 1952 حيث بدأ تعليمهم في بيت في منطقة شرق، ثم خصص مبنى لمعاهد التربية الخاصة في منطقة شرق أيضاً، يضم معاهد النور والأمل والتربية الخاصة ثم نقلت معاهد التربية الخاصة في السبعينات الى منطقة حولي، حيث كان المكفوفون يتلقون تعليمهم في مدرسة النور والأمل حتى الثمانينات، حيث نقلوا إلى مدرسة خاصة بهم اطلق عليها مدرسة النور، وأول مدير لهذه المدرسة هو الاستاذ زيد فهد المزيد. وتواصلت خلال هذه الفترة أساليب مختلفة في التربية والتدريب ومستلزمات متنوعة في التنشئة والتأهيل التي تعمل على تنمية القدرة وتقوية الاستعداد لدى هؤلاء المبدعين لمواصلة تعليمهم وشق طرق الحياة ببصيرة واثقة وأمل لا ينضب، فبرز كثير منهم وتألقوا وأعطوا ثمرات يانعات يشهد لها الذين جنوها. فتحية للدكتور المتألق مدرس الرشيدي، استاذ القانون بجامعة الكويت، وللاستاذ الدكتور زكي السليمي الوكيل المساعد للشؤون القانونية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وللاستاذ محمود الشطي، والرحمة لكوكبة تركت بصمات لن تنسى، منهم، الدكتور توفيق العودة المتخصص في مجال النحو، والاستاذ علي حسين الحسيني، الذي كان رئيساً لمطبعة «برايل» في مدارس التربية الخاصة، وهو قارئ للقرآن الكريم. والاستاذ علي الميل، الذي ترأس لفترة جمعية المكفوفين. والعم الملا علي حمود مكي المتروك، والد الاعلامي القدير حسين ملا علي، وقد تتلمذ على يد الملا عابدين والملا يعقوب الناصر، وأسس مدرسة في بيته في شارع دسمان. ونحن نحتفل باليوم العالمي للمكفوفين، لا بد وان تضاعف الجهود لتوفير الامكانات التي تعمل على تيسير عملية التعليم والتعليم والاستفادة من السوشيال ميديا، كي يتواصلوا مع مشاهد الدنيا ومعالمها فتزيد من عزيمتهم ويستغلوها ببصائرهم. والتحية لجميع الذين ساهموا في ابراز هذا اليوم وتفعيله. وتحية لبرنامج «رزنامة»، وللإعلامي المتألق بسام الجزاف على تغطيته لاحداث هذا اليوم وتبصير المجتمع نحو ماهيته وأهدافه. والتحية لكل المبصرين الذين يقهرون الظلام ببصائرهم المملوءة بالنور الساطع ليحققوا آمالهم. أمل أنتم يا أمل فاجتهدوا نحو العمل الدهر مملوء أمل فحققوه يا أمل
مشاركة :