أكد محمد سالم ولد محمد اليعقوبي، الباحث الموريتاني في قضايا الصحراء الكبرى، والناشط في المجتمع المدني، في دراسة حول الدور التخريبي لتنظيم الحمدين في الوطن العربي والصحراء الكبرى، أن المسلسل التخريبي والتدميري لدولة قطر في الوطن العربي وفي منطقة الصحراء الكبرى، بدأ مع تولي أميرها السابق حمد بن خليفة آل ثاني للحكم بعد إطاحته المشينة بوالده سنة 1995 في سابقة لم يعرف التاريخ لها مثيلاً، وأضاف أن تلك الخطط تأسست على تخريب بلاد العرب والمسلمين بواسطة الفتن والمؤامرات التخريبية المتعددة الأوجه والأطوار، فتراها تستخدم الدين تارة والطائفية تارة والتمازج العرقي والفئوي تارات أخرى، كما تجدها تنشر الفوضى والرعب في كل مكان وتستبيح دماء الأبرياء والمسالمين في هذه البقعة أو تلك من الوطن العربي، فمنذ أزيد من عشرين عاماً وقطر تحاول أن تصنع لنفسها طريقاً مختلفاً عن الآخرين، وربما لمشكلات خاصة بحاكمها حمد السابق وجاسم وتميم أو عقد نفسية وسياسية ترسخت في عقولهم لأسباب غير مفهومة. خلايا خبيثة وتابع اليعقوبي:«لم تقتصر خطط قطر ومؤامراتها الخبيثة على منطقة معينة ولا على بلد معين بل أنها طالت جميع المناطق وجميع البلدان فلم تزل تزرع هنا وهناك خلايا تابعة لها في محاولات غريبة للاستيلاء على السلطة في هذا البلد أو ذاك، كما أنها دأبت على الاعتماد في الكثير من مؤامراتها على التنظيم الدولي لجماعة الإخوان بالإضافة إلى تمويل المنشقين في دول الخليج العربي وغيرها للتأثير عليهم واستغلالهم مستخدمة مختلف التكتيكات التخريبية للمنطقة بواسطة التعامل بينها مع شريكيها المخربين تركيا وإسرائيل». و«ظلت قطر تسعى على مدى عشرين عاماً لزعزعة الأمن في منطقة الخليج عموماً والمملكة العربية السعودية خصوصاً، فلم تزل تحيك مؤامراتها الدنيئة ضد هذا البلد الشقيق كما يشهد به الاعتراف الصريح بذلك لأميرها السابق في مكالمة مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي». وتابع الباحث الموريتاني: «كان أبرز دور إرهابي لقطر ضد المملكة هو تورطها في محاولة اغتيال الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، بالإضافة إلى مؤامراتها المتكررة ومحاولتها نسف الصف الداخلي السعودي، ناهيك عن تهربها الدائم عن الوفاء بالتزاماتها وانتهاكها ونكثها بما تعهدت به من اتفاقات كاتفاق الرياض 2013 والاتفاق التكميلي لعام 2014 ولا ننسى الدور الخبيث والأشنع الذي مثله تآمر قطر مع الحوثيين في اليمن ضد قوات التحالف ومساعدتها على استهداف حدود المملكة العربية السعودية والأخطر من ذلك إعطاؤها إحداثيات قوات التحالف في اليمن مما أدى لاستشهاد جنود إماراتيين في مأرب، إضافة لاستشهاد عدد من الجنود السعوديين والبحرانيين في الرابع من سبتمبر 2015 بفعل صواريخ ميليشيات الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح». دسائس وأبرز اليعقوبي أن كل هذه الدسائس وهذه المؤامرات تراكمت لتدفع بالمملكة العربية السعودية لاتخاذ قرار قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وهو قرار فرضته الانتهاكات الجسيمة التي مارسها ومارستها السلطات في الدوحة سراً وعلناً طوال السنوات الماضية بهدف شق الصف الداخلي السعودي وتحريض الخروج على الدولة والمساس بسيادتها واحتضان جماعات طائفية إرهابية تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة ومنها جماعة الإخوان وداعش والقاعدة والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعلامها بشكل دائم ودعم نشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة القطيف شرق المملكة العربية السعودية. وأردف اليعقوبي أن قطر «دأبت أيضاً على انتهاج سياسية خبيثة مبينة على خلط الأوراق بما يتعلق باليمن الجريح، حيث دعمت المتمردين الحوثيين في صنعاء وحليفهم الإخواني حزب الإصلاح في مسعى واضح لدعم مشروع الحوثيين الهادف لاختطاف اليمن لصالح إيران» مشيراً إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة لم تسلم من تآمر قطر وتدخلها في شؤونها الداخلية، كما أن مملكة البحرين هي الأخرى عانت من التآمر القطري من خلال التشويه الإعلامي ودعم المخربين وتجنيد الإرهابيين لإثارة الفوضى. تحريض ضد مصر وأبرز اليعقوبي أن قطر دأبت كذلك على التحريض ضد مصر ودعم المنظمات الإرهابية والتخريبية ضدها خصوصاً الحركة المسلحة «حسم» التي تبنت عدداً من العمليات الإرهابية المروعة، واستهدافاً منها للمؤسسة العسكرية المصرية أي للجيش المصري الذي صنفته دراسة حديثة لأحد المراكز الدراسات الجيوستراتيجية الغربية بأنه الأول عربياً والعاشر عالمياً، قامت قطر بمحاولة يائسة لتفصيل جيش آخر على هواها عام 2014 سمته الجيش المصري الحر، وأنصار بيت المقدس في مصر، وتعاونت مع مخابرات أجنبية على زعزعة أمن واستقرار مصر بضرب حزامها الأمني المباشر: فلسطين والسودان ولبيبا، وبعدها الاستراتيجي المتمثل في الساحل الإفريقي الممتد من موريتانيا غرباً وحتى إريتريا شرقاً، مبرزاً أن قطر سعت بكل الوسائل لتفتيت الجيش المصري بالتعاون مع النظام التركي وأجهزة أمن دول أخرى من بينها الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، وبذلت المستحيل للتشويش والتأثير على الحكومة المصرية.
مشاركة :