كشف رئيس قسم المخ والأعصاب استشاري جراحة أورام المخ بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر وجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل البروفيسور عبدالرحمن حمود العنزي لـ«الوطن»، أن ما يعرف بـ«عرق النسا» يحدث بسبب انزلاق غضروفي يحدث في الظهر، ويستغله المعالجون الشعبيون لكي يتربحوا منه عن طريق العلاج بالكي. وأضاف أن على العامة إدراك الأمر وعدم الانصياع وراء الشائعات التي يروج لها البعض ومراجعة الأطباء المتخصصين في علم المخ والأعصاب وكذلك طب العظام. الرجال الأكثر إصابة ذكر العنزي أن الرجال هم أكثر عرضة للإصابة بـ«عرق النسا» بنسبة تقريبية تصل إلى 60 % سنويا من مجمل الحالات، مع أن الإحصائيات الدقيقة لهذا المرض غير متواجدة. وبرر سبب ارتفاع الإصابة لدى الرجال بأن ذلك يعود للأعمال الشاقة التي يعمل فيها البعض منهم مثل «الحمالون الذين يعملون في نقل البضائع، والرياضيون المتخصصون في حمل الأثقال». انزلاق غضروفي بين المتخصص في طب الأعصاب والمخ العنزي، أن سبب هذا المرض هو انزلاق غضروفي يحدث بين فقرات «الدسك» أو الغضروف الواقع بين الفقرة الرابعة والخامسة أو العجزية الأولى، وفي حالة خروج الغضروف من مكانه يُحدث ضغطا على منطقة العصب الأيمن أو الأيسر. وأوضح أن الاسم العلمي لهذا المرض هو «الانزلاق الغضروفي»، ولكن المسمى المتداول بين العامة هو «عرق النساء» بالهمزة مما يجعل الكثيرين يعتقدون أن المرض له علاقة بالإناث وأن أكثر من يصاب به هن، ولكن الحقيقة خلاف ذلك، إذ إن اسم المرض الصحيح هو «النسا» بدون همزة، وهو ألم يمتد من أسفل الفقرات القطنية في العمود الفقري ويصيب العرق المتوجه من الورك إلى الكعب. خطورة العلاج بالكي أوضح استشاري العظام الدكتور أحمد السيد، أن عرق النسا يصيب الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و50 عاما، ولكن قد تظهر أعراض المرض في المراحل الأولى من العمر أي في عمر 19 عاما، ويكون الألم محصورا في آلام الظهر الشديدة ويميل إلى الزيادة ويؤثر على مساحة شاسعة من الظهر والساق. وحذر استشاري العظام من استغلال من يدعي العلاج بالطب الشعبي خاصة الباحثين عن المال الذين يلجؤون إليهم المرضى بعرق النسا بحثا عن علاج سريع، حيث يستخدم هؤلاء المعالجون العلاج بالكي للتخلص من آلام عرق النسا. وحذر السيد المصابين بالمرض من هذا الأمر خصوصا مرضى السكري الذين قد يصابون بجروح ومضاعفات خطيرة جدا نتيجة الكي الأمر الذي قد يهدد حياتهم. وبين أن من أهم أسبابه التقدم في العمر، والإصابات، والحوادث، وكذلك الزيادة في الوزن «السمنة» فهذا يتسبب بالضغط على العمود الفقري، والجلوس لأوقات طويلة ويحدث ذلك عند الموظفين الإداريين ومن يعمل في المجال المكتبي، وكذلك مرضى السكري. ماذا يتوجب على المريض فعله أكد استشاري العظام بمستشفى الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة الدكتور وليد محمد موسى، أن الأسباب وراء التهاب عرق النسا متعددة، ولكن ينبغي على المريض الذهاب إلى الطبيب المختص وفحص العمود الفقري، وعلى الطبيب معرفة التاريخ المرضى والحالة الصحية والغذائية والبنية المحيطة بالمريض، موضحا أن أشهر أسباب الإصابة بعرق النسا هو الانزلاق الغضروفي وهو عبارة عن تحرك جزء من الغضروف بين الفقرات ليضغط على أعصاب الطرف السفلي. وأضاف «يتدرج العلاج بالنسبة للانزلاق الغضروفي من العلاج الدوائي ثم العلاج الطبيعي من 3 إلى 6 أسابيع، وفي بعض الحالات يكون هناك تدخل جراحي حسب حالة كل شخص إضافة إلى الفحص عن طريق أشعة الرنين المغناطيسي».
مشاركة :