كثيرون يقللون من أهمية الإدارة والتسويق في نجاح المشروعات وفشلها، ويعتقدون أنها أمر يسهل القيام به، ولا تحتاج إلى تخصص ودراسة وخبرة، لكن معظم أسباب فشل المشروعات الاستثمارية يرتبط غالبًا بالإدارة، والطريقة التي تُدار بها دفة المؤسسات والشركات، من بينها الأندية الرياضية، التي كشفت معظمها عن أزمات مالية خانقة، وديون متراكمة على إداراتها المتتابعة، تلك الإدارات التي تتقاذف فيما بينها الديون الثقيلة، وتزيد عليها الملايين، حتى يفشل النادي في الاعتماد على نفسه، وعلى استثماراته إن كانت له استثمارات أصلاً. وقد لا يخفى على الرياضيين أن هذه الأندية مصدرها الأهم (فزعات) أعضاء شرفها، هؤلاء الذين لا يُراهن عليهم دائمًا، ويتوقف دعمهم على مدى علاقتهم برئيس النادي، إن كانت جيدة أم سيئة، وهذا أمر يجب على الأندية التخلص منه، وتجاوزه، والبدء بشكل عاجل في تأسيس أصول ثابتة، واستثمارات دائمة ومستمرة، تضمن للنادي القدرة على إيفاء التزاماته تجاه اللاعبين والكادر الإداري والتدريبي، بدلاً من نظام (التسول) الذي تعتمد عليه معظم إدارات الأندية. في مرحلة ما، نجحت بعض الأندية في التعاقد مع شركات كبيرة كراعية لكرة القدم فيها، لكن هذا النجاح توقف أمام طموحات الأندية وتطلعاتها، وربما فساد بعض الإدارات، مما جعلها في مهب الريح، وقابلة للسقوط في أي لحظة، على خلاف الأندية الأوروبية التي تتعاقد بذكاء مع لاعبين كبار، من فئة سوبر ستار، وتستثمر فيهم، داخل الملعب وخارجه، من خلال استثمار نجوميتهم في الإعلانات التجارية وقمصان الفريق وغيرها، فتغطي تكاليف التعاقد الباهظة وتضيف الأرباح من وراءهم، وهذا هو الاستثمار المطلوب، الذي يجعل الأندية ناجحة ومربحة. أصغر الأندية في أوروبا لديها ملاعب خاصة، تستضيف فيها الأندية الأخرى في اللقاءات الرسمية التي تجمعها بها، بينما أكبر أنديتنا، وأكثرها جماهيرية، لا يوجد لديها ملعب خاص، ما عدا ملاعبها المخصصة للتمارين، لأن سعة مدرجاتها لا تمثل شيئًا بالنسبة لجماهيرها، بمعنى أن لديها جماهير تستطيع إشراكها في خططها التسويقية، لكنها لا تعرف أبجديات التسويق، ولا مبادئ إدارة الأعمال، وإلا فإن من أكبر أندية أوروبا، نادي أرسنال الإنجليزي، استفاد من طيران الإمارات، الذي وفر له ملعب كرة رائع، يعد الثالث في إنجلترا، بعقد يمتد حتى 2028، ثم تعود ملكية ملعب الإمارات للنادي الإنجليزي... أنديتنا تحتاج إلى إداريين ورجال أعمال قادرين على استغلال أنصاف الفرص لتحقيق أحلامها، وتطوير الكرة السعودية.
مشاركة :