في ظل الانتشار العمراني الخانق في المدن الكبرى والمدن الناشئة وسيطرة الغابات الخرسانية وجفاف العاطفة كلما ازدادت مشاكل زحمة أو اختناق المرور، وتأثير ظروف الضغوط العملية على الفرد أو المجتمع كلما ازداد حنين الناس إلى الطبيعة، حيث الهدوء والدعة وموارد التراث الجميل والبعد عن صخب الحياة ولا بد أن تسعى هيئة السياحة والآثار بالتعاون مع إمارات المناطق والأمانات ووزارة الزراعة بتهيئة المواقع الطبيعية والمحافظة عليها من العبث أو الاندثار والتعريف بها إعلامياً، وتدريب المرشدين وأصحاب الحملات السياحية على برامج سياحة الأرياف أو الصحاري أو الغابات النائية، جازان المعروفة بتنوع مناخاتها وبيئاتها الطبيعية تشكل حجر الزاوية في تعدد بدائل السياحة، وإذا كان الإعلام والمهرجانات السياحية قد عَرفت بالجزر الجازانية العذراء كجزر فرسان وآمنة والعاشق، وأحبار وغيرها وكذلك بجبال فيفا والعيون الحارة ووادي لجب، فإن هناك مواقع طبيعية ذات مناخ فريد وغابات خضراء وتراث متميز تحتاج إلي اكتشاف سياحي جديد. جبال الحشر التي تقع إلى الشرق من مدينة جازان ب150 كلم انتقلت إليها "الرياض" في جولة ميدانية رصدتها عدسة زميلنا المصور مرزوق الفيفي في أنحاء الجبل المدهش بجماله وناسه البسطاء الكرماء، حيث يتطلع رئيس مركزها محمد يحيى كريري إلى تفعيل الجانب الإعلامي لهذه الطبيعة الفاتنة كما يصفها ويقول: "إن توجيهات سمو أمير المنطقة متواصلة للجهات المعنية بتفعيل الجانب الخدمي والسياحي للحشر وقراها وخاصة توسعة الطريق الذي يربطها بمحافظة الدائر والمحافظات المجاورة كالريث وفيفا ومنطقة عسير، وأن هناك برامج تنفذ من وقت إلى آخر برعاية المركز للاحتفاء بالنشاطات والفعاليات الشعبية والترويجية بجبال الحشر داعياً في الوقت نفسه رجال الأعمال إلى إقامة المنتجعات السياحية في الحشر وقراها وخاصة من الجانبة والشامية وغيرها". من جهته أكد محافظ الداير بني مالك محمد هادي الشمراني: "أن طبيعة بني مالك رائعة وجميلة ونحن دوماً نسعد بالكثير من الزوار والمتنزهين ونقيم من فترة إلى أخرى مهرجانات اقتصادية وسياحية للتعريف بهذه المحافظة ومكوناتها الاقتصادية والتراثية وتعد جبال الحشر منتجعاً سياحياً فريداً في مكوناته الطبيعية والبشرية وثروته الحيوانية وآثاره وثراه التليد، ونأمل أن تكون هناك طرق أكثر اتساعاً ومزدوجة إلى هذه الجبال تحقيقاً لتطلعات سمو أمير المنطقة لتسهيل وصول الزوار والسائحين ولوصول مزيد من الخدمات والمرافق التنموية إليها".
مشاركة :