الاستراتيجية الأمريكية تستعيد الرقة في سوريا وتضع أكراد العراق في موقف حرج

  • 10/18/2017
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

إذا كان سقوط الرقة يكشف الفاعلية العسكرية لاستراتيجية الولايات المتحدة في سوريا والعراق المستندة إلى الأكراد، فإن المواجهات للسيطرة على كركوك تكشف بالمقابل ضعف السياسة الأمريكية. وأدى الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان، الذي أجري أواخر سبتمبر/ أيلول، دون أن تتمكن واشنطن من وقفه، إلى خلاف بين حليفي الولايات المتحدة في العراق وسوريا، الجيش العراقي الذي سلحته واشنطن ودربته، والمقاتلون الأكراد الذين منعوا في 2014، تنظيم «داعش» من السيطرة على كركوك، والذين ساهموا بشكل كبير في استعادة الرقة في سوريا. وبدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإثنين، عاجزا لدى إعلانه أن بلاده «لا تنحاز لأي طرف» في الأزمة بين الأكراد وحكومة بغداد للسيطرة على محافظة كركوك العراقية، علما أن للجيش الأمريكي عسكريين لدى الجيش العراقي وقوات البشمركة الكردية على حد سواء. بدوره أعلن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، أنّ الولايات المتحدة تحاول تهدئة التوتر بين بغداد والأكراد، فيما أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت، أن الولايات المتحدة «قلقة للغاية»، و«تشجع الحوار». وتقول ليندا روبنسون من مركز «راند» للأبحاث والدراسات، إن تحرك الإدارة الأمريكية عبر دعوة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، إلى إلغاء الاستفتاء قبل يومين فقط من موعد إجرائه، جاء «متأخرا جدا». وتقول روبنسون، إن فوز الـ«نعم» في الاستفتاء على انفصال كردستان العراق مع مناطق متنازع عليها، ولا سيما محافظة كركوك الغنية بالنفط، وضع حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي، في موقف صعب للغاية، مضيفة، أن الأخير، وهو شيعي، يخشى تنامي سطوة فصائل شيعية أكثر تشددا تدعمها إيران.«استياء» وتضيف روبنسون، أن الإدارة الأمريكية «مستاءة» من أكراد العراق، مشددة في المقابل على أن التباينات مع بارزاني يجب ألا تؤثر على التعاون بين واشنطن وقوات سوريا الديمقراطية، المؤلفة من تحالف كردي عربي. وتشكل التطلعات الانفصالية الكردية، تهديدا لثلاث دول تشهد علاقاتها مع واشنطن توترات على مستويات مختلفة هي تركيا وإيران وسوريا. ففي حين أن التوتر الدبلوماسي على أشده مع تركيا، العضو الفاعل في حلف شمال الأطلسي، تسعى واشنطن إلى الإبقاء على علاقات جيدة مع الجيش التركي، الذي يضع قاعدة إنجرليك بتصرف التحالف الدولي في حربه ضد الإرهابيين بقيادة الولايات المتحدة. وتشهد تركيا منذ 1984، تمردا يقوده مقاتلو حزب العمال الكردستاني، وتعتبر تركيا هذه القوات الكردية، تنظيما «إرهابيا». من جهتها ترى إيران، العدو التاريخي للولايات المتحدة، والتي تضم بدورها أقليات كردية، أنه من مصلحتها أن يخسر المقاتلون الأكراد مناطق سيطرتهم في العراق وفي سوريا، حيث تدعم طهران قوات النظام السوري ضد الإرهابيين، وكذلك ضد فصائل معارضة مدعومة من واشنطن. وفيما ينوه البنتاجون، بقدرات المقاتلين الأكراد، يحرص العسكريون الأمريكيون على عدم تقديم أية وعود لهم. ويقول المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل راين ديلون، إن «قوات سوريا الديمقراطية أثبتت أنها شريك فاعل وقادر». وردا على سؤال حول إمكانية قيام التحالف بتعليق تدريباته العسكرية للأكراد على خلفية الاستفتاء، أجاب ديلون، أن أي قرار لم يتخذ، وأن التدريب مستمر. ويقول المحلل ديفيد بولوك من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن التوتر الذي تشهده كركوك يصب في مصلحة طهران بشكل كبير، وإن الأكراد انسحبوا من المدينة دون قتال، لأنهم «فهموا أن أحدا لن يأتي لنجدتهم». ويضيف المحلل الذي زار مؤخرا أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، أن الولايات المتحدة «استغلت الأكراد ضد داعش وتخلت عنهم في العراق، وهذا الأمر يمكن أن يتكرر في سوريا أيضا». ويضيف بولوك، «يقال لهم لقد بذلتم كل شيء على مدى ثلاث سنوات، ولكننا نتخلى عنكم».

مشاركة :