المصالحة الفلسطينية... شراكة حقيقية أم اندماج موقت؟ - مقالات

  • 10/18/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

برعاية مصرية وقعت حركتا «فتح» و«حماس»، اتفاقاً تاريخياً للمصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي الذي دام 10 سنوات متواصلة، حيث تم الاتفاق على إزالة كل المشاكل الناجمة عن هذا الانقسام، بدءاً بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية من جديد، وتسلم السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة بحلول الاول من ديسمبر المقبل، أي تمكين حكومة الوفاق من ممارسة كل مهامها بشكل أوسع من خلال ادارة المعابر الحدودية ونشر نحو 3000 عنصر من الشرطة داخل القطاع الذي تسيطر عليه «حماس» منذ عام 2007. ونرى ان معبر رفح له وضعه الخاص في بنود الاتفاق بعد ايقاف العمل فيه مدة طويلة، والآن آن أوان بدء العمل لاصلاحه واجراء بعض الترميمات فيه بالتعاون مع القاهرة، حيث لقيت السلطة الفلسطينية الدعم المصري الكبير بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي لانهاء الانقسام الفلسطيني الذي عانى منه الكثير من الدول العربية والاسلامية، وبالتالي طي صفحة الخلافات في الداخل، اصبح ضرورة وخطوة ايجابية في تاريخ فلسطين واملا جديدا للشعب المناضل. لذلك ما يجب عمله اليوم، هو التوجه بقوة نحو انجاح مشروع المصالحة الوطنية من خلال تقديم دعم اكبر من المملكة العربية السعودية والأردن، ليكون متوجاً للجهود المصرية الحالية لمواجهة المشروع الصهيوني المبني على أسس غير صحيحة ويخالف الواقع الجغرافي وهو الاحتلال بكل معانيه. فاليوم يتجاهل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اتفاق المصالحة ووثيقة الوفاق الوطني لانهاء الانقسام في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة العربية من اضطرابات سياسية وخلافات طائفية، ويضع امام المصالحة الوطنية شروطا غريبة يستحيل تطبيقها، ليستمر المستوطنون والمتطرفون اليهود بالتعنت والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني على أراضيه، ثم يخالف المواثيق والاعراف الدولية من خلال وضع الحجر الاساس لتجمع استيطاني جديد يضم اكثر من ألف وحدة استيطانية في مستوطنة «بيتارعيليت» جنوب الضفة الغربية، ويقول بكل صلافة امام مؤيديه: «لا توجد حكومة اخرى عملت من اجل الاستيطان مثل حكومتي»! فقد وعد نتنياهو بشق طريق جديد يربط مستوطنة بيتارعيليت بالقدس، وسيصل عدد سكان المستوطنة الواقعة جنوب بيت لحم الى قرابة 50 ألفاً، ما يجعلها ان تكون واحدة من اكبر المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية، فضلاً عن انجاز المزيد من بناء «جدار الفصل» المثير للجدل الذي يمر بأراضي الضفة الغربية بطول 42 كلم وجدران اسمنتية أخرى وسياجات وخنادق وطرق عسكرية مغلقة يبلغ طولها 712 كلم، وسط التحذيرات الدولية من مغبة الاستمرار بهذا النهج الاستيطاني! وبالتالي جاءت المصالحة لردع الاطماع الصهيونية الاستيطانية على الأراضي المحتلة من خلال اتخاذ قرارات وطنية عدة استجابة لصوت الجماهير الثائرة في القدس وفي كل مكان في فلسطين، وانتصاراً لما حققه وحدة الشعب الفلسطيني في معركة ابواب الاقصى أخيراً. نعم، آن الاوان بأن يفتح قادة «فتح» و«حماس» والفصائل الاخرى، صفحة جديدة للوصول الى وسيلة تنهي الاحتلال عن كل الأراضي المحتلة، لتستعيد كل الحقوق المسلوبة لاقامة دولة فلسطين عاصمتها القدس الشريف. ولعل ما يتعرض له القطاع من حصار جائر وظالم، لهو كاف على ما نصبو اليه ثم يليه التدنيس المستمر على المسجد الاقصى الواقع، والتعامل مع هذا المكان المقدس وكأنه ملك لليهود وللمشروع الصهيوني من قبل متطرفين لا يفقهون أبجديات التاريخ الاسلامي. ما نريد قوله، ان اتفاق المصالحة الذي تم توقيعه في القاهرة، اثلج صدورنا وصدور العرب والمسلمين في كل بقاع الأرض، ونبارك للشعب الفلسطيني هذه الخطوة الايجابية، ونحن اليوم بانتظار ترسيخ هذه الوحدة الوطنية من خلال شراكة حقيقية واندماج حقيقي بين الحركتين من اجل مصلحة الوطن. ولكل حادث حديث... alfairouz61alrai@gmail.com

مشاركة :