ما الذي سيحدث في حال وضِعَتْ ورقة نبتة ذابلة، وبالقرب منها ورقة طازجة؟! بهذا السؤال تحرشت بمن أظن أن التحرش بها سيفضي إلى شيء ما.. فأجابت: «اعتداء حتى تخضر اليابسة..»!! تعجبت؛ حيث لم أجيء على ذكر اليبوسة في سؤالي، بل ورد ذبول!! وبين الذبول واليبوسة مسيرة عام!! عن الاعتداء كتبت (رجاء عالم): «حين لا يواجه المعتدي أي مقاومة منك يفقد متعة الاعتداء». «وقد أعود يوماً لرأي رجاء».. حيث لا مكان للاعتداء هنا والسؤال ما زال قائماً: - ما الذي سيحدث في حال وضعت ورقة نبتة ذابلة بالقرب من ورقة طازجة!؟ أجرى هذه التجربة بروفيسور وخبير ميتافيزيقي؛ فكانت النتيجة أن الورقة الطازجة أرسلت أشعة الطاقة الكاملة لديها لمساعدة الورقة الذابلة؛ محاولة بذلك تقديم الغذاء. بمعنى أن اليخضور الحي استطاع إنقاذ الورقة الذابلة؛ الأمر الذي يؤكد وجود لغة في الطبيعة تستخدمها الأجسام البيولوجية.. فهل يمكن لتلك اللغة أن تنشأ بين البشر؟ حيث يمكن لطاقة بشرية نشطة وطازجة أن تهب جزءاً من طاقتها لجسد بشري اعتراه الذبول الكسول والخامل!!. ذهب بعض العلماء (قديماً) إلى أن العمليات التي تجري في دماغ الإنسان تؤدي إلى حدوث انفعالات نفسية هيجانية على الجلد، قادرة على إحداث نفس الانفعالات عند النبات... وهو ما يُعرف بالتحسس الكهربائي. وقد حاول دكتور في العلوم النفسية دراسة ذلك؛ فأدرك أنه من الضروري رفع درجة التأثر والانفعال للحالة المراد دراستها بالتنويم والإيحاء، ومن ذلك عندما أوحوا إلى طالبة، وصلت إلى مرحلة متقدمة من التنويم، أنها وردة جميلة جداً، وأن جميع المتنزهين في الحديقة معجبون بها، وأن شغفهم آخذ في الازدياد، فظهر لديها ارتفاع إيجابي في حدة الانفعال، كذلك ظهر هذا الانفعال على النبتة التي كانت بجانبها. وهو علم لم يُمنح الاهتمام!! ربما لأسباب هم أكثر إدراكاً منّا بها، ولا أظنها الأسباب التي تبرر إهماله طالما أن نتائجه الإيجابية ملموسة وإن كانت بنسب متفاوتة؛ حيث إن التحسس والحقول البيولوجية، التي عبارة عن مجموعة ممتدة من حقول الإنسان الفيزيائية أو ما يطلق عليه الاتصال البيولوجي في فترة من الزمن، أتت بنتائج مبشرة لولا أن هناك مَنْ وقف منها موقف الضد. من تلك النتائج رؤية (أبيقراط) أن من شروط العلاج الناجح معرفة الطبيب (برج) المريض، بل إنَّ التحسس أمكن إثباته مع الماء، وهو يتحسس بالموسيقى. وبما أن الماء يشكِّل 84 في المائة من الدماغ ونسبة 90 في المائة من الخلايا اللمفاوية فإن للموسيقى التأثير الإيجابي في الجسد بأهمية بالغة، ولكن ليس جميع أنواع الموسيقى!!. ولعل الطفل خير مثال يشير إلى ما ذهبوا إليه من أنه لا يمكن العثور على أم بديلة للطفل الرضيع؛ فهو يتحسس بوالدته لأنه يبقى على اتصال معها؛ فهو يستقبل حقولها البيولوجية. أيضاً شعور الأم بالمصائب التي تحدث مع ولدها رغم المسافة الكبيرة التي تفصل بينهما؛ فالحقل البيولوجي: هو مجموع الحقول الفيزيائية المعروفة علمياً بالحقل الكهربائي والمغناطيسي والكيميائي والحراري، أو علم الطاقة الحيوية البشرية، وفي شأنها تقام دورات ولكن بقدرات وإمكانات متواضعة يمكن أن تتطور إذا قارنا بين إنسان العصور القديمة والإنسان المعاصر؛ ففي العصور القديمة كان الإنسان يتمتع بقدرات ومهارات فطرية رائعة مثل مقاومة جسده للأمراض، والاستشعار عن بُعد، والاستبصار، والقوة البدنية، وقوة التحمُّل، والذاكرة القوية؛ حيث يمكنه تنفيذ الكثير من العمليات الحسابية والرياضية بشكل يضاهي الآلات الإلكترونية الحسابية، وربما يمكن حدوثه لإنسان العصر الحالي إذا ما وجه عمل الدماغ ونغّمه بالاتجاه الضروري مع إلغاء الأسباب المعيقة. الإنسان الذي فارقته كل هذه القدرات والمهارات يعاني الآن من الإصابة السريعة والعدوى بالأمراض، ضعف المقاومة، الهزال، الإحباط، التوتر، الانعزالية، ضعف الذاكرة، ضيق التنفس، ضعف البصر والسمع. وذلك كله بسبب بُعد الإنسان المعاصر عن السلوك الإنساني الفطري، وعن مصادر الطاقة الموجودة في الطبيعة التي تؤمّن له دوماً التغذية الحيوية التي لا غنى عنها؛ لذلك كان لزاماً على كل فرد في هذا الزمان أن يدرك ما يحدث له ولجسده وما يرتكب من أخطاء جهلاً بحق نفسه؛ لكي يقف بعدها وقفة تأمل ويقرر أن يسعى جاهداً وبإصرار على أن يغير سلوكه وطريقة معيشته اليومية والطريقة التي يفكر بها ويشعر؛ ليصل إلى التحرر من أعباء هذه الحياة في القرن الواحد والعشرين، ويطلق العنان لطاقاته وقدراته الكامنة؛ ليكمل حياته مستوعباً الطبيعة جيداً.
مشاركة :