تعد شركة "هواوي" الصينية المصنعة للهواتف الذكية اليوم أحد أكبر منافسي شركتي "آبل" و"سامسونغ"، بل إنها تنمو بسرعة كبيرة ومن المحتمل أن تتفوق على شركة "أبل" في مجال الهواتف الذكية إما هذا العام أو العام المقبل، وذلك وفقاً لتصريحات المحلل فرانسيسكو جيرونيمو من شركة أبحاث السوق IDC، حيث عمدت "هواوي" إلى تطوير نفسها في السنوات القليلة السابقة بشكل قد يسبب القلق لباقي الشركات العاملة في نفس المجال. وتتواجد الشركة الصينية المصنعة للهواتف الذكية بالحد الأدنى ضمن سوق الهواتف الذكية في الولايات المتحدة، لكنها أثبتت وجوداً قوياً في أسواق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وتمتلك الشركة أيضاً العلامة التجارية الفرعية Honor، وهي العلامة التي تبيع الهواتف عبر الإنترنت فقط بأسعار أقل، حيث تعتبر هذه العلامة التجارية واحدة من الشركات الرائدة في الهند ضمن مجال الهواتف مقبولة السعر جنباً إلى جنب مع "ون بلس". وقد كافحت شركة "هواوي" في السنوات الأولى من أجل العثور على موطئ قدم ضمن مجال صناعة الهواتف الذكية العاملة بواسطة نظام تشغيل أندرويد، وقطعت شوطاً طويلاً منذ العام 2014، حيث تشير بيانات شركة أبحاث السوق IDC إلى أن "هواوي" باعت 38.5 مليون هاتف ذكي في الربع الثاني من العام 2017، مما أدى إلى حصولها على نسبة 11.3% من سوق الهواتف الذكية في جميع أنحاء العالم. بينما قامت شركة "أبل" خلال نفس الفترة بشحن 41 مليون هاتف "آيفون"، مما سمح لها بالحصول على حصة سوقية بلغت نسبتها 12%. ويبدو أن طموحات "هواوي" قد تأتي ثمارها قبل الموعد المحدد من قبلها، حيث صرح ريتشارد يو الرئيس التنفيذي لمجموعة أعمال المستهلكين في فبراير 2016 بأنه يأمل أن تكون الشركة رقم "2" في سوق الهواتف الذكية في غضون ثلاث سنوات، ورقم "1" في غضون خمس سنوات. ويبدو أن "أبل" في خطر من أن ينخفض ترتيبها إلى المركز الثالث، ضمن قائمة كبار الشركات المصنعة للهواتف الذكية، وتشكل سرعة نمو العملاق الصيني هذه مصدر قلق كبير لشركة "سامسونغ" أيضاً، وذلك تبعاً للهدف المعلن لشركة "هواوي" بأن تصبح رقم "1" في سوق الهواتف الذكية. ويعود الفضل في ذلك إلى الأداء الجيد لوحدة مبيعات الهواتف الذكية، والقيمة النقدية الآخذة في الازدياد بسبب زيادة أسعار الأجهزة الرائدة. ووفقاً لجيرونيمو، فإن أحد الأسباب التي تسمح لشركة "هواوي" بتحدي شركة "سامسونغ" و"أبل" يعود إلى تركيزها على الذكاء الصناعي، حيث أعلنت قبل أيام قليلة عن سلسلة هواتفها الجديدة 10 Mate، العاملة بواسطة معالجها Kirin 970، الذي يمتلك وحدة معالجة عصبية مخصصة، وهو الأول من نوعه في عام أندرويد، ويقال إنه أسرع بمرتين بالمقارنة مع المحرك العصبي لشركة "أبل" في معالج A11.