داهم الجيش الإسرائيلي مقار مؤسسات إعلامية فلسطينية في مدن مختلفة في الضفة الغربية المحتلة، وأغلق كثيراً منها، بتهمة تقديم خدمات تلفزيونية لحركة حماس.وداهمت القوات الإسرائيلية، ليل الثلاثاء الأربعاء، المكاتب بعد ساعات من إعلان الحكومة الإسرائيلية رفضها التفاوض مع حكومة وحدة وطنية فلسطينية تضم حماس، ما لم تتخلَ الحركة عن سلاحها وعن العنف، وتعلن الاعتراف بإسرائيل.وتعتبر إسرائيل حماس «منظمة إرهابية»، وقد خاضت معها 3 حروب منذ عام 2008 في غزة.وقال مسؤول في نقابة الصحافيين الفلسطينيين لوكالة الصحافة الفرنسية إن القوات الإسرائيلية أغلقت مكاتب شركات «بالميديا» و«ترانسميديا» و«رامسات» الإعلامية الفلسطينية، في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، لـ6 أشهر.وقام الجيش أيضاً بمصادرة مواد إعلامية من هذه المؤسسات، واعتقل شخصين، أحدهما مسؤول في إحدى هذه المؤسسات.كما داهم الجيش مكاتب «بالميديا» في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية.وداهم الجيش الإسرائيلي أيضاً مكاتب إعلامية في مدينة رام الله، مقر السلطة الفلسطينية، بحسب وسائل الإعلام الفلسطينية.وأعلنت متحدثة باسم الجيش أن القوات «فتشت عدة مكاتب إعلامية وشركات إنتاج يشتبه ببثها مواد تحريضية، والتشجيع والاحتفال والترويج للعنف والإرهاب ضد الإسرائيليين».وتابعت: «بالإضافة إلى ذلك، صادرت القوات معدات ووثائق من الشركات الإعلامية التي قدمت خدمات لقناتي الأقصى والقدس، وهما منظمتان محظورتان» تتبعان حركة حماس.ولم يكن بإمكان المتحدثة تحديد عدد المكاتب التي تم إغلاقها الليلة الماضية، أو تقديم أي تفاصيل عن المواد التحريضية.ومن جهته، قال الجنرال يواف مردخاي، منسق أنشطة الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة المسؤول عن وحدة الإدارة المدنية، في تصريح على صفحته على موقع «فيسبوك» باللغة العربية، إن «الجيش اقتحم 8 شركات فلسطينية للاتصالات والإنتاج، توفر خدمات إلى قناتي الأقصى والقدس» التلفزيونيتين.وقال مردخاي إن «القناتين تبثان التحريض المستمر على دولة إسرائيل»، متهماً القناتين بأنهما ألهمتا كثيراً من الفلسطينيين للخروج وارتكاب هجمات.وأضاف: «سيعاقب كل من يحرض على دولة إسرائيل، ويتعاون مع محطات تحريضية».وتقدم هذه الشركات سلسلة خدمات مختلفة لقنوات تلفزيونية محلية وعربية ودولية، منها خدمات لوجيستية وفرق عمل ومصورون واستوديوهات وخدمات البث.وقال إبراهيم الحصري، المدير التنفيذي لشركة «ترانسميديا»، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن القوات الإسرائيلية اقتحمت، فجر اليوم (الأربعاء)، مقر شركته، موضحاً: «رأيناهم يصادرون الأجهزة والمعدات الخاصة بالشركة. وبعد انسحابهم، توجهنا إلى الشركة، ووجدنا أنه تم إغلاق الأبواب بالصفائح الحديدية».وأشار الحصري إلى أن «شركات الإنتاج في فلسطين وفي كل العالم تقدم خدمات إنتاجية وخدمات تقنية أكثر منها إخبارية. نحن لسنا وكالة أنباء، عملنا تقني بحت، ونحن غير مسؤولين عن المحتوى والمضمون الذي تقدمه هذه القنوات».وترك الجيش الإسرائيلي بياناً باللغة العربية على أبواب هذه الشركات، جاء فيه: «امتنعوا عن مد يد العون للإرهاب والتحريض، وبهذا تصونون مصدر رزقكم، وتحمون عائلاتكم».وأدانت الحكومة الفلسطينية اقتحام المكاتب، وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة، يوسف المحمود، في بيان نشرته وكالة «وفا»، إن «قوات الاحتلال ارتكبت اعتداءً سافراً وخرقاً فاضحاً مزدوجاً لكل القوانين الدولية، عندما اقتحمت المدن الفلسطينية، ونفذت اقتحاماً بحق مكاتب إعلامية تتعامل مع الكلمة والصورة، تحت حجج واهية لا تصنف إلا تحت عناوين الاعتداءات التي يصر الاحتلال على تنفيذها ضد شعبنا الفلسطيني».وفي بيان، قالت شركة «بالميديا» الفلسطينية، التي تعرضت مكاتبها للمداهمة في مدن رام الله والخليل ونابلس، إن «قوات الاحتلال قامت بمصادرة معدات وأجهزة من داخل مكاتب الشركة الرئيسية في رام الله والخليل ونابلس، بالإضافة إلى إغلاقها إلى مدة 6 أشهر».وأضافت الشركة أن هذا العمل «يهدد استمراريتها بمواصلة عملها، وتقديم خدماتها للقنوات الفضائية، ومواصلة إنتاجها لكثير من البرامج لعدد من وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية».وأكد مسؤول في الشركة أنه مع هذه الإغلاقات، فإن 3 من أصل 5 مكاتب للشركة في الضفة الغربية تم إغلاقها، وأضاف أنه بسبب هذا الإغلاق، أصبح قرابة 50 شخصاً بلا عمل.وتغلق السلطات الإسرائيلية باستمرار محطات إذاعية أو شركات إعلامية، أو حتى قنوات تلفزيونية، بذريعة «التحريض على الكراهية» والعنف.
مشاركة :