أقرت فرنسا وللمرة الأولى ودون مواربة بالسيناريو الذي تفضله بشأن مصير المسلحين الفرنسيين الذين يقاتلون في سوريا والعراق، وهو أن يقضي هؤلاء في المعارك أو تحت قنابل التحالف الدولي بقيادة واشنطن. بات الهاجس الكبير لفرنسا هذه الأيام مع اندحار المسلحين الجهاديين في سوريا والعراق، هو كيفية منع عودة المئات منهم إلى أراضيها. وأقرت للمرة الأولى ودون مواربة بالسيناريو الذي تفضله في هذا المجال وهو أن يقضي مئات المسلحين الفرنسيين في المعارك أو تحت قنابل التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وقالت وزيرة الجيوش فلورنس بارلي "إذا قضى الجهاديون في هذه المعارك، سأقول إن هذا أفضل" وذلك قبل ساعات من سقوط الرقة. وبالنسبة للأوروبيين وفرنسا خصوصا التي تشكل هدفا مفضلا لتنظيم "الدولة الإسلامية"، يشكل هؤلاء المسلحين المصممين وذوي الخبرة في القتال "قنابل موقوتة" محتملة إذا عادوا إلى بلادهم. ولايزال هناك نحو 500 فرنسي من الإناث والذكور في سوريا والعراق في الأسابيع الأخيرة، بحسب السلطات الفرنسية. ودانت محكمة فرنسية مؤخرا أما لثلاثة أبناء بتهمة تمويل الإرهاب بعد أن أرسلت أموالا لابنها الذي تحول للتطرف وسافر فيما بعد للقتال في سوريا وقتل هناك في ظروف غير معروفة، وحكمت عليها بالسجن لمدة عامين. وقضت محكمة أخرى بالسجن عشر سنوات على امرأة فرنسية سافرت ثلاث مرات إلى سوريا دعما لابنها المقاتل في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية". استراتيجية ليست جديدة وكشف مصدر أمني فرنسي أنه مع تحرير قوات سوريا الديمقراطية الرقة الثلاثاء فإن المتطرفين الأجانب الذين كانوا فيها "قتلوا وبعضهم فر" إلى مناطق سيطرة الجهاديين على الحدود السورية العراقية. ولم يوضح المصدر جنسيات هؤلاء. وهاجس فرنسا الساعية إلى منع عودة محتملة لهؤلاء المسلحين ليست وليدة اليوم. لكنها أخذت بعدا أهم مع خسارة المتطرفين معاقلهم في سوريا والعراق. وبحسب أسبوعية باري ماتش الفرنسية ووال ستريت جورنال الأمريكية، فإن عناصر القوات الخاصة الفرنسية طاردوا لفترة طويلة متطرفين فرنسيين في الموصل بمساعدة طائرات بدون طيار والتنصت وسلموا العراقيين لائحة أهداف لتدميرها. اتفاق ضمني مع الفرنسيين وقال الفريق الركن عبد الغني الأسدي قائد قوات مكافحة الإرهاب العراقية لباري ماتش في حزيران/يونيو 2017 "لدينا اتفاق ضمني مع الفرنسيين (..) لنتجنب قدر الإمكان أن يخرج فرنسي حيا من الموصل". اغتيالات أم موت خلال المعارك؟ ولئن كان الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند كشف في 2016 لمؤلفي كتاب مقابلات أنه قرر "على الأقل أربعة" اغتيالات لمسؤولين عن أعمال إرهابية، فإن فرنسا باتت اليوم تنفي ضلوعها في اغتيال محدد الهدف مشيرة إلى واقع العمليات العسكرية. وقال النائب الأوروبي أرنو دانجان الذي أشرف على النشرة الاستراتيجية للجيوش الفرنسية التي عرضت الأسبوع الماضي، "حين تخوضون حربا تقضون على من يقف في مواجهتكم. لكن الأمر يتم خلال المعارك، أثناء الغارات". ويبقى السؤال قائما بالنسبة للناجين سواء كانوا من مقاتلين أو غيره. وفي العراق، يخضع كل من يتم القبض عليه من المقاتلين الفرنسيين وزوجاتهم للمحاكمة حيث يواجهون احتمال عقوبة الإعدام. في المقابل، تبذل السلطات الفرنسية جهودا لاستعادة الأطفال. والحالة الوحيدة المعروفة تتعلق بفرنسية تم توقيفها في الموصل مع أطفالها الأربعة ونقلت إلى سجن ببغداد. لكن الوضع يبدو أكثر تعقيدا في مناطق سيطرة المتطرفين في سوريا. فما الذي سيحدث للأسر الفرنسية الموجودة هناك وترغب في العودة إلى بلادها، أو المسلحين الأجانب الذين استسلموا لقوات سوريا الديمقراطية؟ وعلقت وزارة الخارجية على ذلك قائلة إن "أولويتنا اليوم هي تحقيق النصر التام على داعش". فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 18/10/2017
مشاركة :