تلقى النظام السوري أمس ضربة موجعة بمقتل قائد عملياته في محافظة دير الزور (شرق)، وأحد أبرز ضباطه اللواء عصام زهر الدين. وفي حين لم يعلن النظام رسميا تفاصيل عن كيفية مقتله، افادت وسائل اعلام النظام بان زهر الدين قتل بانفجار لغم أرضي ببلدة حويجة صقر في دير الزور دون اعطاء تفاصيل. في غضون ذلك، تتواصل المعارك التي يقودها النظام والميليشيات المساندة له في دير الزور لطرد تنظيم داعش منها، ويتواصل نزوح الآلاف من المدنيين في الأجزاء الخاضعة للتنظيم، مع تواصل الهجمة العسكرية المكثفة للنظام وروسيا من جهة وقوات سوريا الديموقراطية والتحالف من جهة أخرى. ونزح مؤخراً الاف المدنيين من بلدات الطابية وجديدة عكيدات مراط ومدن موحسن والميادين والبوليل والعديد من القرى الى مناطق في محافظة الحسكة. تسارع تطهير الرقة في سياق آخر، تتواصل المعارك ضد «داعش» في بعض الجيوب في مدينة الرقة. وقال طلال سلو المتحدث الرسمي باسم قوات سوريا الديموقراطية إن الحملة ستتسارع بعد هزيمة التنظيم في معقله السابق بالرقة. وقال إن «قسد» ستعيد نشر مقاتليها لينتقلوا من المدينة إلى جبهات القتال مع التنظيم بمحافظة دير الزور. وقال سلو إن النصر في الرقة سيكون له «تأثير إيجابي» على حملة دير الزور. جهود أميركية أوسع وربما تكون هزيمة «داعش» في الرقة البداية لجهود أميركية أكبر لاحتواء أي عمليات مسلحة للتنظيم وتحقيق الاستقرار بالمنطقة، في وقت تسعى فيه واشنطن جاهدة لوضع استراتيجية شاملة من أجل سوريا. وقال بلال صعب الباحث في معهد الشرق الأوسط إن استعادة الرقة لها أهمية رمزية، لكن الأمر يتعلق بانتصار باهظ الثمن، فمعالجة المشكلات الاقتصادية والسياسية للسكان السنة ستكون على نفس درجة أهمية المعركة العسكرية حتى لا يظهر «داعش» آخر. ومن بين المشكلات مشكلة توفير الأموال للمساعدة في إعادة بناء المدينة المدمرة وكيفية دعم الحكومة المحلية في مواجهة تمرد محتمل وكيفية منع النظام السوري المدعوم من إيران وروسيا من محاولة استعادة السيطرة على المدينة. في المقابل سيكون على الجماعات الكردية التي قادت المعركة ضد «داعش» في الرقة أن تخوض بحذر في عملية سلام معقدة لتفادي التوترات العرقية مع الأغلبية العربية في المدينة ولتأمين مساعدات ضرورية لإعادة بناء المدينة التي تحولت بفعل ضربات التحالف الجوية إلى انقاض. واللواء عصام زهر الدين (55 سنة) قائد بقوات الحرس الجمهوري السوري ليس ضابطاً عادياً في قوات النظام، بل هو قائد العمليات في دير الزور وتزعم عمليات للجيش السوري ضد المعارضة منذ انطلاق الثورة عام 2011 في حمص وحلب، قبل أن ينتقل إلى المنطقة الشرقية لقتال تنظيم داعش، وكان له دور في التقدم الذي أحرزته قوات النظام أخيراً في المحافظة، التي وصلت خلاله إلى مدينة الميادين الاستراتيجية، لذلك يعتبر مقتله ضربة معنوية قوية للنظام. وزهر الدين ينحدر من مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية وبدأ مسيرة عسكرية دموية نسبة للمجازر التي كان مسؤولاً عنها بدءاً من حي باب عمرو في حمص ومجازر في الغوطة الشرقية، وبرز اسمه في مجزرة مسرابا بريف دمشق في 2012، التي راح ضحيتها العشرات في إعدامات ميدانية، كما قاد عمليات لقوات النظام ضد المعارضة في حلب. رُقي إلى رتبة لواء وعُين قائدًا لفرع المخابرات العسكرية بالمنطقة الشرقية خلفًا للواء المقتول جامع جامع قبل أن ينتقل إلى المنطقة الشرقية لقتال تنظيم داعش، وكان قائد القوة التي حوصرت في مطار دير الزور العسكري من قبل داعش لمدة ثلاث سنوات، ولاحقاً قامت قوات بقيادته، بفك الحصار عن القوات المحاصرة، إضافةً إلى فك الحصار عن مطار دير الزور العسكري. أسس ما يُعرف بمجموعة «نافذ أسد الله» في مدينة دير الزور، وقام بتجنيد العشرات من أبناء محافظة السويداء الدروز في صفوف هذه المجموعة التي تتبع للواء 105 في الحرس الجمهوري. وانتشرت في مايو 2016 صور لزهر الدين وهو يتباهى بجانب جثتين معلقتين لعنصرين من داعش يظهر عليهما آثار تعذيب. ويتذكره السوريون النازحون خصوصاً في الفيديو الذي ظهر فيه مطلع سبتمبر الماضي مهدداً جميع من غادر سوريا، بالقول: «من هرب ومن فر من سوريا إلى أي بلد آخر ، من هالدقن ما ترجعوا.. إن سامحكتم الدولة فلن ننسى ولن نسامح»!. هو من مواليد عام 1961 من بلدة الصورة الكبيرة بريف السويداء الشمالي. يتحدر من عائلة معظم أفرادها متطوعون في قوات النظام، فجده لأبيه هو الفريق عبدالكريم زهر الدين وزير الدفاع السوري السابق وأحد قادة الانفصال في سوريا. ويقول ناشطون سوريون إن لزهر الدين يداً في كل ما يحصل في الجنوب السوري، عبر ابنه يعرب زهر الدين الذي يعتبرونه قائد ميليشيات الخطف في السويداء، التي تعمل بالتنسيق مع فرع الأمن العسكري. (دمشق، ا ف ب، رويترز، الاناضول)
مشاركة :