في بطرسبورغ، وعلى مرأى من عشرات الوفود البرلمانية المشاركة في المؤتمر الاتحادي البرلماني الدولي ووسط عاصفة من التصفيق، صنع رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم «مشهداً تاريخياً» بإرغامه وفد الكنيست الإسرائيلي على مغادرة القاعة خلال الجلسة الختامية للمؤتمر، واصفاً الوفد بالجبان وقاتل الأطفال. فبعد النجاح في تبني الاتحاد البرلماني الدولي قضية «الروهينغا»، خاض الرئيس الغانم، مواجهة ديبلوماسية ضد الغطرسة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية والعربية، حيث طالب بخروج الوفد الإسرائيلي المشارك في المؤتمر من القاعة، متصدياً لمداخلته حول أوضاع البرلمانيين الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية، وهو ما تحقق بعد كلمته. وقال الغانم في مداخلته أمس، «أولا أشكر اللجنة على تقريرها المحايد، وثانياً ما ذكره ممثل هذا البرلمان (الإسرائيلي) المحتل الغاصب يمثل أخطر أنواع الإرهاب وهو ارهاب الدولة وهو ما يمثله هذا الغاصب». واضاف الغانم مخاطباً الوفد الإسرائيلي: «أقول له في هذه الثواني ينطبق عليه المثل المعروف عالمياً (إن لم تستحِ فافعل ما شئت)، عليك أن تحمل حقائبك وتخرج من هذه القاعة بعد أن رأيت ردة الفعل من كل البرلمانات الشريفة في العالم». وتابع: «اخرج الآن من القاعة إن كان لديك ذرة من الكرامة يا محتل، يا قاتل الأطفال». وعقب مداخلة الغانم انسحب الوفد الإسرائيلي من القاعة وسط تصفيق عشرات من الوفود البرلمانية المشاركة في المؤتمر. وفي تصريح صحافي عقب المداخلة، قال الغانم «إن كلمة وفد الكنيست الاسرائيلي استثارت العديد من الوفود البرلمانية وعلى رأسها الوفد الكويتي، ودفعنا للرد عليه حيث أكدنا انه لا ينتمي لقاعة المؤتمر التي تضم ممثلي البرلمانات الشريفة وان عليه ان يخرج منها». وقال الغانم «قلت لوفد الكيان الغاصب ان عليه ان يحمل حقائبه ويخرج من القاعة، ولانه جبان وبسبب ردة الفعل على مداخلاتنا ومداخلات البرلمانيين الشرفاء، اضطر أن يخرج مذعوراً من القاعة». واضاف «اقول لكل من يحاول ان يثبط الهمم ويقلل من العزائم ان المولى عزوجل لا يكلف نفساً الا وسعها، ونحن وضعنا طرد الكنيست الاسرائيلي من الاتحاد البرلماني الدولي ليكون هدفا لنا، وليصبح أكبر انجاز سياسي منذ ما يقارب نصف قرن». ووصف عدد من اعضاء الوفد الكويتي المشارك في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي الـ137 ما حدث في الجلسة الختامية للمؤتمر وتصدي رئيس مجلس الأمة للوفد الاسرائيلي ومطالبته بمغادرة القاعة، والانتفاضة العربية التي انتهت بمغادرة الوفد الاسرائيلي بـ «المشهد التاريخي». وقال النائب محمد الدلال: «اليوم مشهد تاريخي، اذ شهدنا انتفاضة عربية واسلامية ضد الكيان الصهيوني الذي خسر جولة سياسية برلمانية، تعكس حقيقة ممارسته الاجرامية والكلمات التي قيلت من الوفود العربية بحق الانتهاكات الاسرائيلية مؤثرة وكبيرة، التي اجبرت وفد الكينست الاسرائيلي على الخروج من القاعة». بدوره، قال النائب عمر الطبطبائي: «ان الكيان الصهيوني هو من يقف وراء الجرح الفلسطيني، وبفضل من الله استطاع الوفد الكويتي ومعه المجموعة العربية والاسلامية والدول الصديقة المؤمنة بهذا الحق الوقوف ضد هذا الكيان، مما أجبر الكيان الاسرائيلي على الانسحاب من الجلسة، وبهذا لا يستطيع ممارسة ألاعيبه الاعلامية داخل البرلمان الدولي». وأثنى النائب وليد الطبطبائي على «المواجهة البرلمانية الدولية العربية الإسلامية»، حين رفضوا حجج ممثلي الكيان الصهيوني المعترضين على تقرير حقوق الانسان، الذي يدين اعتقال البرلمانيين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي، واعتبر رد الكويت ودول أخرى عربية واسلامية بالممتاز، وأعرب عن اعجابه بمشهد تصدي البرلمانيين حول العالم لممثل الكيان الصهيوني، «الذي ألجأوه إلى الخروج من قاعة الاجتماع العام صاغراً ذليلاً». وأكد النائب خليل الصالح «إن هذا الموقف يعد ترجمة لحجم تأثير الديبلوماسية البرلمانية الكويتية، والنقلة النوعية التي حققتها في تبني قضايا الأمة». وقال الصالح «إن العبارات التي وجهها الغانم لوفد الكيان الصهيوني نقلت مشاعر الكويتيين تجاه هذا الكيان الغاصب إلى العالم»، مشيراً إلى ان «هذا الانتصار السياسي لقضية القدس خطوة مشرفة في طريق دعم القضية». البرلمان اللبناني يصفق وقوفاً لمرزوق | بيروت - «الراي» | ... وقوفاً وبالتصفيق، وجّه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري وباسم «مجلس النواب اللبناني المحترم» تحية «تقدير وإعجاب للأخ مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي الذي طرَدَ اليوم (أمس) بكلامه عن إرهاب الدولة الوفد الإسرائيلي من مؤتمر البرلمان الدولي المنعقد في بطرسبورغ». وبعدما قال بري متوجهاً إلى الغانم «شكراً جزيلاً»، علا التصفيق من أعضاء البرلمان الذين كانوا يتابعون كلمة رئيس مجلس النواب اللبناني وقوفاً في مستهلّ الجلسة المسائية المخصصة لاستكمال مناقشة مشروع الموازنة العامة لسنة 2017.
مشاركة :