ورشة «تشيللو» لاكتشاف المبدعين الصغار

  • 10/19/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الشغف هو أول طريق الإتقان والمثابرة لتفتح أبواب النجاح.. وفي عالم الموسيقى والفنون يكون للممارسة الشخصية والتوجيه المباشر دور كبير في خلق المبدعين وتشكيل المواهب الشابة، ودفعها للانطلاق بثقة نحو الأمام.. من هنا تأتي قيمة الفعاليات التي تطلقها «أوبرا دبي» بتنظيم «ورشة عمل» شهرية يقودها أحد الفنانين العالميين المتخصصين في لون ما من ألوان العزف أو الأداء، ويشارك فيها الطلاب الموهوبون داخل الدولة لصقل مهاراتهم ومنحهم فرصة الأداء المباشر أمام أفضل المحترفين.تضمنت الفعالية الخاصة بهذا الشهر إقامة حفلة موسيقية باستوديو الأوبرا لعازف التشيللو العالمي «جاي جونستون» وعازفة البيانو العالمية «أميرة فؤاد» بحيث يسبقها ورشة عمل للطلاب الموهوبين في عزف التشيللو يقودها الفنان العالمي الذي يعتبر واحداً من أبرع عازفي التشيللو في العالم. قبل بداية الورشة بدأ الطلاب يتوافدون على المبنى، حاملين آلاتهم الموسيقية بطريقة مميزة ف«التشيللو» آلة وترية كبيرة تكاد تكون أضخم حجماً من بعض هؤلاء الطلاب، ولكنهم يحملونها في صندوقها الضخم بعناية، وأثناء توافدهم على القاعة بدا على ملامحهم مزيج من الفرح والقلق والحماس والرهبة والانبهار في آن واحد.. هم متحمسون لخوض التجربة والعزف أمام هذا الفنان الكبير، ومنبهرون من فخامة المبنى والقيمة التي يمثلها «دبي أوبرا» لكل منهم، وخائفون من أن ترتبط هذه الذكرى العظيمة في أذهانهم فيما بعد بغلطة أو هفوة قد يرتكبونها أثناء العزف. ولكن بمجرد بداية ورشة العمل استطاع الفنان العالمي «جاي جونستون» أن يمتص هذه المشاعر المتناقضة، ويخطف اهتمام العازفين الصغار، ويذيب القلق في نفوسهم، وتجلت شخصيته المرحة في الضحكات التي نجح في انتزاعها منهم، والبساطة التي تعامل بها معهم.. وعندما بدأ كل طالب عزف مقطوعته على آلة التشيللو الخاصة به كان «جاي» ينصت باهتمام، ويحرص على تشجيعه، ويوجه ملاحظاته لكل طالب، فيدربه على حركة اليد والأصابع والرسغ، وطريقة التعامل مع القوس بحرفية ومهارة، ثم يقوم بمشاركتهم العزف في بعض المقاطع ليقدم لهم تدريباً عملياً على العزف والتحكم المثالي في أدواتهم، وفي نهاية الورشة كان لنا لقاءات مع مجموعة من هؤلاء الطلاب الموهوبين. نصائح رائعة تقول الطالبة سيلفي وافس عن تجربتها، أعيش في دبي من 6 سنوات، وقد زرت أوبرا دبي أكثر من مرة؛ لحضور بعض العروض المذهلة مثل «وست سايد ستوري» و«كاتس»، وأشعر بسعادة بالغة لأنني أزور الأوبرا هذه المرة للعزف بها، وتقديم موهبتي وحضور ورشة تعليم العزف على التشيللو، فهي زيارة لها مذاق خاص، وقد تعلمت واستفدت كثيراً من توجيهات ونصائح جاي جونسون الرائعة، ورغم أنني أنوي أن أكون مهندسة في المستقبل إلا أن الموسيقى ستظل هوايتي المفضلة. أما ليكسي شنودة فتقول: هذه ليست المرة الأولى التي أزور فيها أوبرا دبي.. حضرت من قبل عروضاً مثل زواج فيغارو، وحفل «الكسندر غندين» ولكنني سعيدة جداً بهذه الفرصة الذهبية التي أتاحتها لي دار أوبرا دبي؛ للاستفادة من خبرة فنان عالمي مثل «جاي جونستون»، وأن أحظى بفرصة العزف المنفرد أمامه، وأن يقوم بتوجيهي والتعليق على أدائي.وتلتقط كارينا آن خيط الحديث، وتقول: لقد حرصت على الحضور؛ لحبي للموسيقى، وتقديم الدعم المعنوي لأختي التي تشارك في ورشة التعليم، خاصة أنها كانت تشعر بالإثارة والمسؤولية؛ لأنها ستقوم بالعزف أمام فنان عالمي لأول مرة.. وقد استمتعت كثيراً، وأتوق لحضور ورشة تعليم الموسيقى القادمة والمتخصصة في آلة الكمان التي أعزفها. أما «لوسي لوريدون» فتعبر عن شعورها وتقول: أنا أتيت اليوم خصيصاً من أبو ظبي؛ لحضور هذا الدرس التعليمي، وكانت تجربة مفيدة جداً زادت من ثقتي بنفسي وبقدرتي على العزف. وتعلمت الكثير في هذه الدقائق الذهبية التي منحت لنا مع عازف التشيللو جاي.. وأتمنى أن يكون هناك المزيد من هذه الورش التعليمية، فنحن بحاجة لها بالفعل. وقالت والدتها ماري لوريدون: أعمل مدرسة كيمياء في أبوظبي، وابنتي مغرمة بالموسيقى منذ نعومة أظفارها، وكنت أحاول توجيهها لتعلم آلة موسيقية، وتركت لها حرية الاختيار، وفي سن السابعة اختارت العزف على آلة التشيللو، واستمرت بها حتى الآن. وأخيراً تقول موللي كارتر، مدرسة موسيقى ترافق بعض تلميذاتها المشاركات: شجعت طالباتي على الحضور؛ لأني شعرت بأهمية الحدث وحجم الاستفادة التي يمكن أن يحصلوا عليها من تجربة عملية للعزف أمام محترفين، والاستفادة والتعلم من أحد أفضل عازفي التشيللو في العالم، وأرى أنها تجربة ملهمة تثري علاقتهم بالموسيقى وبالفن.. وقد حضرت معهم؛ لأشجعهم وأشد من أزرهم جونستون: سعدت بلقاء المواهب تعقيباً على زيارته لدبي وعزفه في أوبرا دبي عبر حفلات «موسيقى في الاستوديو» ولقائه مع الطلاب من خلال ورشة العمل التعليمية يقول الفنان العالمي «جاي جونستون»: هذه هي زيارتي الثانية لدبي التي زرتها سابقا قبل 17 عاماً ضمن جولة سياحية نظمتها مؤسسة BBC واستمتعت كثيراً وقتها.. ولكنني فوجئت هذه المرة بحجم التغيير والاختلاف الذي شاهدته وحجم التطور والتقدم المذهل الذي شهدته دبي، ليس فقط في المباني العملاقة والمنشآت الفاخرة، وإنما أيضاً امتد هذا التطور ليشمل الفنون والثقافة، وأكبر دليل على ذلك هو وجود دار أوبرا دبي التي تحمل الكثير من الرقي والأناقة والإبهار في تصميمها وعروضها ومستوى الإمكانات والتقنيات المتوفرة في الاستوديو الذي أقيمت به الحفلات.. وسعدت جداً بمشاركة أميرة فؤاد العزف في هذا الحفل وبذلنا وقتا وجهداً للتعارف أكثر وخلق نوع من التجانس بين أساليبنا في العزف و نجحنا في خلق هذا التوافق في وقت قصير جداً. وعن تجربته في التعامل مع المواهب الشابة من الطلاب قال: سعدت للغاية بهذه التجربة ولقاء عازفين صغار موهوبين والتمكن من إضافة شيء إلى روحهم وأدائهم وإعطائهم دفعة من الثقة بالنفس، خاصة أنني وجدت مستواهم متميزاً. وأتمنى أن أكون أضفت إليهم شيئاً مفيداً.

مشاركة :