عائلة القذافي تلاحق قطر قضائيا بتهمة دعم الإرهاب في ليبياأعلن محامي عائلة العقيد الراحل معمر القذافي أن فريقا من خمسة محامين يستعد لرفع قضية ضد شخصيات قطرية بتهمة دعم الإرهاب وتشريد الليبيين، وهو الموقف الذي يعزز اتهامات سابقة للدوحة من قبل الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر بدعم الجماعات المتشددة في البلاد.العرب [نُشر في 2017/10/19، العدد: 10786، ص(4)]مستقبل غامض تونس - تستعد عائلة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي لرفع شكوى في محكمة الجنايات الدولية ضد شخصيات قطرية كانت لها اليد الطولى في إسقاط النظام سنة 2011 بتهمة دعم الإرهاب وتشريد الليبيين. وأعلن محامي العائلة خالد الزايدي مساء الثلاثاء عن تشكيل فريق من 5 محامين دوليين لمقاضاة شخصيات قطرية أمام محكمة الجنايات الدولية. وأكد الزايدي، في مؤتمر صحافي عقده في تونس، أن الدعوى ضد الشخصيات القطرية تتعلق بتهمٍ تخص دعم الإرهاب والتسبب في تشريد الليبيين. ويأتي الإعلان عن هذا القرار قبيل يومين من ذكرى قتل معمر القذافي على يد “الثوار” في 20 أكتوبر 2011 في مسقط رأسه بمدينة سرت وسط ليبيا. وبدأ دور قطر في ليبيا منذ أحداث الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي من خلال دعم الجماعات الإسلامية بالمال والسلاح. وقالت تقارير إعلامية إن حجم التمويل الذي وصل من الدوحة إلى الجماعات منذ 2011 بلغ حوالي 750 مليون يورو. ولم يقف دعم الدوحة لهذه الجماعات والميليشيات عبر المجلس العسكري طرابلس عند الأسلحة والأموال فحسب بل تعداها إلى إرسال جنود كانوا يرافقون زعيم الجماعة الليبية المقاتلة ورئيس المجلس العسكري بطرابلس عبدالحكيم بلحاج أثناء أحداث الإطاحة بنظام القذافي حتى دخل باب العزيزية تحت غطاء طائرات الناتو.وتأسست الجماعة الليبية المقاتلة في أفغانستان أواخر ثمانينات القرن العشرين، ثم اعتبرت على أنها تمثل الجناح الليبي للقاعدة ودخلت في مواجهات مع النظام. ويدعم قرار عائلة القذافي اتهامات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر والسلطات المنعقدة شرق البلاد المتمثلة في مجلس النواب والحكومة المؤقتة برئاسة عبدالله الثني بدعم قطر للإرهاب في ليبيا. ويقول الجيش إن الجماعات الإرهابية وجدت دعما خارجيا من قطر التي استخدمت جماعة الإخوان المسلمين كواجهة لتوفير الدعم السياسي لتلك الجماعات. وتشهد ليبيا حالة من الفوضى والانقسام السياسي منذ نحو ثلاث سنوات. وتواصل الأمم المتحدة جهودها لإيجاد مخرج للأزمة التي تعصف بالبلاد، وهو الأمر الذي لا يبدو سهلا في ظل تواصل الخلافات حول اقتسام السلطة بين الفرقاء السياسيين.الفوضى من شأنها تعزيز موقف سيف الإسلام نجل معمر القذافي وتقوية شعبيته للعب دور سياسي محتمل في ليبيا ويقول مراقبون إن هذه الفوضى من شأنها تعزيز موقف سيف الإسلام نجل معمر القذافي وتقوية شعبيته للعب دور سياسي. وأوضح الزائدي أن سيف الإسلام بدأ عمله السياسي داخل ليبيا منذ فترة مع الليبيين بعد أن أصبح يتمتع بحريته. وقال الزايدي إن “سيف الإسلام غير بعيد عن الساحة الليبية، وهو موجود، ويتواصل مع قيادات الشعب الليبي والقبائل، من أجل عقد مصالحات وتسوية سياسية حقيقية”، مضيفا أنه “يملك حق المشاركة في العملية السياسية مثله مثل أيّ ليبي آخر”. ويرى محامي عائلة القذافي أن فشل المفاوضات على غرار ما يحدث الآن في تونس يحتاج لدور سيف الإسلام في الوصول لاتفاق سياسي ومصالحة وطنية حقيقية”، مضيفا أنه “الأمل الوحيد المتبقّي لفئة كبيرة من الشعب الليبي الذي ينتظر ظهوره لعرض رؤيته السياسية لإخراج البلاد من أزمتها”. وبدأ أنصار القذافي منذ أكثر من عام ترتيب عودة سيف الإسلام للمشهد السياسي عبر تشكيل حزب “الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا”، ضمّ عدّة قيادات شعبية وتشكيلات اجتماعية وعسكرية أعلنت كلّها تأييدها لنجل الرئيس الليبي الراحل حتى يلعب دورا رئيسيا في مستقبل القرار الليبي. وأفرجت كتيبة “أبوبكر الصديق” في مدينة الزنتان غرب ليبيا عن نجل القذافي بموجب قانون العفو العام الذي أصدره مجلس النواب في أغسطس 2015. لكن القذافي الابن مازال مطلوبا من قبل محكمة الجنايات الدولية. ويواجه سيف الإسلام تهما عديدة تتضمن “التحريض على إثارة الحرب الأهلية والإبادة الجماعية وإساءة استخدام السلطة وإصدار أوامر بقتل المتظاهرين والإضرار بالمال العام وجلب مرتزقة لقمع الاحتجاجات التي اندلعت إبان أحداث إسقاط نظام والده”.
مشاركة :