أكد عضو هيئة التدريس بجامعة شقراء، الدكتور نهار بن عبدالرحمن العتيبي، أن مِن أسعد الأخبار التي زفّها خادم الحرمين الشريفين لكل مسلم، الأمرُ بإنشاء مجمع خادم الحرمين الشريفين للحديث الشريف الذي أنشئ لخدمة المصدر الثاني من مصادر التشريع وهو السنة النبوية المطهرة. وقال "العتيبي": إن صدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله بإنشاء مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للحديث الشريف؛ هو أمر كريم لنصر حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو القائل عليه الصلاة والسلام: (ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه)، وقال عليه الصلاة والسلام حاثاً على اتباع سنته ومحذراً من البدع: (مَن أحدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد). وتابع: البدع يمكن معرفتها من خلال معرفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال التمييز بين الأحاديث الصحيحة وبين الضعيفة؛ فما وافقها كان من سنته عليه الصلاة والسلام، وما خالفها كان أمراً مبتدَعاً يجب الحذر منه وتحذير المسلمين؛ لذلك فإنشاء مجمع خادم الحرمين الشريفين هو خدمة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، الذي شرّف الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم بخدمة رسالته وأمرهم سبحانه وتعالى باتباعه وطاعته". وأضاف "العتيبي": "لقد تَضَمّن هذا الأمر الكريم إنشاء مجمع علمي يضم كبار علماء الحديث؛ ليصبح هذا الصرح الشامخ -بإذن الله تعالى- مكملاً لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف؛ فيكون هذان الصرحان المباركان لطباعة القرآن الكريم والسنة النبوية، وهما المصدران الرئيسيان للدين الإسلامي، وسيتم توزيع الحديث الشريف الصحيح في أصقاع المعمورة، وبلا مقابل؛ فينتفع به القريب والبعيد وكل من انتسب إلى هذا الدين الخالد بفضل الله تعالى". وأردف: "إن هذا القرار المبارك والنافع ليُبرز للعالم أجمع، حِرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وما هذا المجمع إلا دليل ناصع على هذا الحرص، وها هو يجلي حب خادم الحرمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحرصه الدائم على نشر سيرته". وأضاف "العتيبي": "إن نجاح المملكة العربية السعودية في تجربتها الرائدة والفريدة في طباعة المصحف الشريف، كررت نفسها بإنشاء مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للحديث الشريف، بتحدٍ أكبر وبطموحات عالية، وبإشراف القيادة وفقها الله تعالى، ولا شك أن هذا المشروع الجبار سيكون -بإذن الله- فيه من الخير الشيء الكبير، وسيكون فيه -بعد توفيق الله- حصانة للشباب من التطرف والغلو ومن الانسلاخ من الأخلاق السيئة؛ من خلال بيان أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تدعو إلى الاعتدال والوسطية وتحارب الغلو والجفاء والإفراط". وتابع: "يتبين ذلك من خلال اختيار أحد أعضاء هيئة كبار العلماء؛ وهو الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ، وهو من كبار العلماء الذين لهم عناية بحديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهو من مراجع العلماء الكبار في الحديث الشريف رواية ًودرايةً وعنايةً وتفسيراً؛ فشكر الله لخادم الحرمين هذا الأمر المبارك الذي أثلج قلوب المسلمين، وبارك الله في عمره وعمله، وأعانه على كل خير، وأبعد عنه كل شر، إنه سميع مجيب".
مشاركة :