أبوظبي: نجاة الفارس استضافت مؤسسة بحر الثقافة أمس الأول، الدكتور سعيد البوسكلاوي في محاضرة بعنوان «الفيلسوف أبو بكر بن باجة.. سيرة حافلة وأفكار أصيلة» بالتعاون مع جامعة زايد. قدم للمحاضرة الدكتور صلاح حيثاني بالتعريف بضيف الأمسية، ثم أوضح أن ما وصلنا عن ابن باجة كان شحيحا وطفيفا، رغم أنه كان شاعرا وموسيقارا وطبيبا وفيلسوفا، وفلكيا حتى أنه كان الأب الشرعي للفلسفة العقلانية العربية.من جهته شكر الدكتور سعيد البوسكلاوي الحضور ومؤسسة بحر الثقافة ثم قدم عرضا توضيحيا عن سيرة ابن باجة مبرزا بعض جوانب الجدّة في فكره الفلسفي والعلمي، قائلا: ظل هذا الفيلسوف المسلم مغمورا إلى زمن قريب، برغم أنه حظي بمكانة مهمة في تاريخ الفلسفة والعلوم والفن، فهو صاحب سيرة حافلة، وحياة علمية وعملية متميزة، حيث كان وزيرا في الدولة المرابطية إلى حين وفاته مسموما على الأرجح، وقد ترك مؤلفات متميزة في مختلف العلوم الطبيعية والإنسانية تحوي مساهمات مهمة في تاريخ العلم، وفي علم الديناميكا بالخصوص، خاصة فيما يتعلق بقانون سقوط الأجسام وغيرها، التي أفاد منها الأوروبيون لاحقا. وناقش المحاضر عدة محاور اشتملت بعض معالم سيرة ابن باجة وأهم مؤلفاته، ثم بعض أفكاره الجديدة في علم الفيزياء، وبعض عناصر تجديده في علم الإنسان. وأوضح الدكتور سعيد البوسكلاوي أن كلمة باجة تعني الفضة، وقد لقب كذلك بابن الصائغ، حيث كان والده صائغا، ولا يُعرف الشيء الكثير عن شيوخه وتلاميذه، باستثناء تلميذه وصديقه الإمام الوزير أبو الحسن ابن الإمام. وأضاف أن ابن باجة كان متعدد التخصصات والمواهب، عازف محترف وشاعر ورياضي مبحر في علم الرياضيات، فقد تدرج في العلوم، وكان رجل سياسة تقلد منصب الوزارة مرتين، ثم استقر حكيما أي طبيبا وفيلسوفا في البلاط المرابطي. وأضاف: تعرض ابن باجة إلى عدة محن، فاعتقل مرتين، وكان له حساد بسبب مكانته لدى الحكام، وله أعداء من زملائه في الحرفة في الطب وفي الشعر، ومنهم ابن خاقان، وابن السيد البطليوسي، والطبيب ابن زهر.ولفت إلى أن ابن باجة كان شاعرا كتب في المدح وفي الشوق وفي الفراق وكان أيضا ملحنا اتقن صنعة الموسيقى، قبل علم الفلك والعلم الطبيعي، ومعظم رسائله في الموسيقى قد فقدت باستثناء رسالة في الألحان وهي رسالة يتيمة وغير مكتملة.
مشاركة :