وقال معالي الأستاذ بن معمر "إن الغرب في كثير من الأحيان كان يظهر عدم قدرة رؤية وتقبل الإسلام كثقافة شرقية وهو ما أدى إلى الربط بين الدين الإسلامي وبين التطرف مستغلاً الأحداث المتطرفة للجماعات الإرهابية في الشرق والغرب ، وبدا أن المصالح السياسية والاقتصادية بين الغرب والشرق كما لو أنها تتعارض مع طموحات شعوب الشرق في العدالة والكرامة والسلام" , مؤكداً أن بناء معرفة عقلانية بين الشرق والغرب تتطلب مواجهة مثل هذه الأخطاء الكبير من أجل تصحيح مسار هذه العلاقة على أسس سلمية . ولفت الانتباه إلى أنه من الأخطاء الإعلامية والسياسية الكبيرة ما حدث عندما تم تصوير الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية مع بعض المنظمات الإرهابية كما لو أنه حرباً بين الإسلام والغرب نظراً للآثار الكارثية لمثل هذه الرؤية القاصرة التي قد تؤدي إلى تأييد الصراع بين الطرفين ويسمح لجماعات متطرفة أن تجعل من إرهابها سببا ً لاختطاف الإسلام وخلخلة أمن بلدان الشرق والغرب على حد سواء ، لذا يجب على المؤسسات الإعلامية وعلى المنابر السياسية عدم ربط الدين، أي دين كان بتصرفات أفراد أو منظمات خارجين على التعاليم الدينية والأخلاق والمثل العليا . وختم بن معمر مداخلته مشدداً على أن إيمان القيادة في المملكة العربية السعودية بالحوار بوصفه أول طريق للخروج من ذلك المأزق التاريخي الذي تشهده العلاقة بين الشرق والغرب ، هو ما ألهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ حفظه الله - لإطلاق مبادرته للحوار العالمي بداية من مؤتمر مكة المكرمة لتعزيز التواصل الإنساني بين جميع البشر وهي المبادرة التي توجت بإنشاء مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع والأديان والثقافات في فيينا من قبل المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة أسبانيا وعضوية الفاتيكان كعضو مراقب بعد تفاعل المجتمع الدولي معها وتأييده لها ، ليصبح المركز حاضنة عالمية مستقلة للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العالم أجمع على أسس صلبة وقناعة راسخة بأن الطريق السليم لمواجهة التطرف في العلاقة بين الشرق والغرب لا يتم إلا بالبحث والتأمل في القيم الإنسانية والأخلاقية الكبرى للأديان التي تقوم على احترام حق الحياة وحق الاختلاف وحقوق الكرامة والحرية وقيم التعايش والتفاهم والتعاون والتسامح بين البشر كافة، مشيراً إلى أن إدراك المركز أن ثمرة جهوده في تحسين وتطوير هذه العلاقة المتوترة بين الشرق والغرب لن تتحقق إلا عبر صيغ متجددة للتعاون بين جميع المؤسسات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات التطوعية ومنظمات حقوق الإنسان والقيادات الدينية المستنيرة من مختلف الأديان والثقافات. // انتهى // 16:06 ت م تغريد
مشاركة :