المثل المصري الشعبي أعلاه ينطبق كثيراً على دهاليز حياة المواطن وتعاملاته اليومية مع الآخرين لمواجهة مُتطلبات المعيشة، فكل من حوله ينظر إليه على أنَّه مشروع مُباح للربح والكسب والأكل من جيبه، بدأ من صاحب البقالة في ناصية الشارع، وانتهاءً بالطبيب في غرفة العمليات، فالكل يريد أن ينال أكبر حصة من جيبه مُقابل كل خدمة يقدّمها له، الأمر الذي يتطلب التكيّف الإيجابي دائماً مع المُتغيِّرات والمستجدات، من أجل المُضي قدماً في هذه الحياة بستر وكفاية، شريطة أن يملك هذا المواطن الوعي والفهم والإدراك الكافي لكل خطوة إصلاحية جديدة، وأنَّها تأتي لصالحه في نهاية الأمر، وليست زيادة على كاهله أو مُبرراً لتتكالب عليه مخالب التجار, وتزيد الخناق حول مصروفاته وميزانيته. في الأيام المُقبلة عليك أن تتعوّد على سماع مُصطلح (القيمة المُضافة) الذي سيردده كل من يطمع في الأكل من جيبك ببلاش، ركوب الموضة أمر سهل جداً على التجار، نتيجة غياب وعي المُستهلك، وفهمه الكامل لمعنى وحدود ونطاق وتفسير تطبيق القيمة المُضافة - هذه بالمناسبة مسؤولية عدة جهات - لتوضيح الأمر بشكل أسهل، وهنا عليك دائماً البحث عن الخيارات الأنسب والأفضل لك، وعدم الركون إلى شمَّاعة (القيمة المُضافة) التي ستدر أرباحاً مُضاعفة لجيب التاجر، وستتحول إلى أيقونة أكل دون إشباع، في حال استجاب المُستهلك واستسلم للحيل المتوقّعة - كما في تجارب سابقة - عند أي زيادة أو مكرمة يحصل عليها المواطن . أرجو ألا يكون المُستهلك جاهزاً ومُستعداً لتقبل أي ارتفاع أو استغلال تحت بند (الحياة تزداد صعوبةً وتعقيداً يوماً بعد آخر)، ولا يكلّف نفسه البحث عن الخيارات الأقل سعراً، أو إعادة صياغة احتياجاته بالبعد عن الكماليات أو السلع الترفيهية المُستهدفة بشكل مُباشر من مثل هذه المُتغيِّرات، بينما يفترض أنَّ سواها من المُتطلبات الأساسية للحياة محمية من التأثر، ومشمولة بأشكال الدعم الحكومي الجديدة لحساب المواطن. الحديث عن فرض القيمة المُضافة على المدارس والمستشفيات الأهلية والخاصة، سيجعلنا نخوض تجربتين مريرتين، إمَّا بالتأثير المُباشر على الرسوم والأسعار مثلما يحدث مع التجار ومنافذ البيع، أو بالقبول بجودة أقل وتجاوز أي تقصير وخلل مثلما يحدث مع المصانع والشركات المنتجة لعبوات أقل تضمن الربح وتناسب السعر الجديد، وكلتا التجربتين خطرة على منتجات ومخرجات التعليم والصحة. حماية المواطن والمستهلك تبدأ أولاً بتكثيف وعيه، وفهمه للتكيّف مع هذه المُتغيِّرات كثقافة جديدة، حتى لا يقع فريسة (لتاجر) سيأكل ببلاش من جيبه ولن يشبع أبداً، حتى يفهم المواطن حقيقة ومعنى (القيمة المُضافة) بشكل صحيح. وعلى دروب الخير نلتقي
مشاركة :