تعلمت من أحلامي التي رقصت معها على تلك القنطرة أن أكبر مع اللحظات وأن أشرد مع محارة البحر وأتلمس لزوجه العالم وأنا أمسك بأنامل أحلامي وأغيب خلف أهدابها ونهرب معاً عن دقات هذا الزمان، ونغرق في فصول ازدواجية بين الحقيقة والخيال وننقاد أمام كل العيون المحدقة التي تجاسرت لتحصي علينا سيوف الكبرياء ولذة التحليق بعيداً. أمسكت بحلمي الأول وأنا أرحل مع الطيور العائدة من قوافي الشمس وقطوف الوهج تصاعدت أنفاسي وأنا أرى حلمي يتطاول إمامي ليسبقني إلى الرقصة الأولى رقصة الغياب والحضور كما أراد أن يسميها حلمي فانصعت لأوامره وقررت أن أغيب معه عن الوعي وأنا أشهد انتفاضاته وأفكك أزرار عقله والتقط أنفاسي من عينيه واستعد لدفع فاتورة الحلم الجميل في أن أصبح امرأة شامخة وأن أنمو مع الأشجار الوارفة الظلال، أن أكون مختلفة وأن أهرب من هشيم الوقت... رقصت قطراتي مع الحلم الذي عانق خصري وانصهر بلهيب أنفاسي واختبآ خلف ترقبي وأنا لا أرى إلا الوجوه التي تراقب انحناءات جسدي «تهمتي الأزلية. تغاضيت عن كل التهم التي التصقت بحلمي ومارست رقصاتي الهستيرية وأنا أتوغل في أنفاق كهوفي وأبحث عن إحساس أروع وعن زخات مطر تغسلني لأغرق من جديد في حلمي وأنسى كل العيون التي تعد أنفاسي وأضع الرتوش الأخيرة على بواباتي الخاوية وانصاع لالتفافات حلمي. أغيب أعواماً مع حلمي بالتجاوز والقوة وأنزرع كشجرة معه على بوابات النساء واختبئ خلف سيقان أشجاري لعلي ألمح طيفي يأتي ليكبر أكثر من ظلي ومن مساحات الألم والظلم والقهر، أسكب من أناملي قطرات اسقيها لحلمي وأنا أراه ينضج مع الوقت ويغتسل من قرارات الانصياع ويصبح مارداً خارجاً من أنقاض التفاهات والرغبة في أن يقول لكل الوجوه إنني أستحق أن أشارككم هذه الحياة بقراري وأنني لست مجرد جسد إنني أفق آخر ورؤية مغيبة.
مشاركة :