أتساءل بدءا، ألا يحق للمجتمع محاكمة المتسبب والمتواطئ على الشباب المغفل لينثر دمه من كابول الى امريكا وحتى الرقة والموصل شمال العراق، على مدى عشرات السنين ، في حروب تخططها المخابرات الغربية والامريكية وينفذها آلاف الحمقى معظمهم من بني جلدتنا، من أقارب وأصدقاء وأشقاء! ألا يحق للمجتمع ان ينتصر لأمهات هؤلاء الجهلة، (كحق عام) أم إن الجاهل الأرعن ، المغسول دماغه من كل مؤسسات البلد يعتبر في حكم المستباح دمه وماله ومستقبله ؟ لماذا لا يتفق الجميع على إيقاف هذا الجرم الشنيع بحق شباب نزق ومغفل وجاء نتيجة لتطرف المؤسسات والمجتمع، ليتم تقديمهم كالقرابين في حروب مفتعلة من أكاذيب ودعايات الإعلام السياسي. يؤسفني ما يفعله هؤلاء الشباب في بلدان الجوار وغير الجوار، كما يؤسفني أن يتم استعمالهم مثل الحطب تماما، وعلى نحو رخيص جدا، دون أن نجتمع على منع هذه الجريمة الانسانية والوطنية المخزية. لو بالكلام فحسب. لقد أصبحت أداري وجهي عن الأصدقاء في العراق وسورية ، لأني أشعر بأن داعش خرجت من بيتي .فالإخوة الدعاة في تويتر ومواقع التواصل، والفضائيات أيضا لم يقصروا من حيث العار الطائفي الذي يرتكبونه يوميا بدم بارد! كما إن خطباء الجمعة مازالوا إلى اليوم يدعون لإخواننا المستضعفين في أفغانستان ، فمن عساهم يقصدون غير تنظيم القاعدة ؟؟؟ ناهيك عن أن الرأي العام في السعودية شبه متفق على ان حزب الله صهيوني بلا شك، ويحتل لبنان ، أما جيش سوريا فهو ايراني يحتل سوريا، وبالنسبة لداعش فلا نعرف عنها شيئا . مع أن داعش في الواقع، ليست حالة غامضة ، بل هي تجسيد صريح لأخطر إفرازات التراث الاسلامي (كما تلقيناه) والذي لا يحفل بمفردات الوطن كقيمة حضارية ، وذلك لحساب عروش الخلافة اللقاحية التي يسمونها مجازاً بلاد الإسلام ، والتي تهدف فقط الى التوسع والتغلب والسبي وضرب الأعناق وبتر الأطراف وجلد الظهور!. لكن الناس تهول الأمر ، وتتحدث عنه كما لو أننا لم نقرأ مآثر الحجاج ، أو لم نعرف ما كان عليه معاوية المتعجرف، وكأن هند بنت عتبة ليست معلقة بالتاريخ من أنيابها وكأن موسى بن نصير لم يكن ظاهرة تاريخية وهو قادم من شمال إفريقيا، يجر خلفه ٦٥ ألف سبية أمازيغية. ثم نسمع من يتحدث باستغراب مفتعل عن داعش، بوصفها شيئا غريبًا وليست من أهل الدار؟؟
مشاركة :