مع موسم بدء الدراسة يبدأ موسم آخر وهو الشكوى والتذمر من كثرة الطلبات مع غلاء الأسعار. وعند بدايات التعليم في بلادنا كانت الأمور تسير بسهولة، وموسم الدراسة لا يُمثّل أذى ولا قلقا لدى الأسر. قد لا يُصدّق القارئ أن "ربع الفرخ" من الورق ويمثل في لغة العصر ذلك الحجم الذي يُسمى A4 وكان يكفي الطالب ليومين متتاليين(كل يوم وجه يكفي ليوم وكلمة "فرخ" كما وردت في المعجم: صحيفة ورق تُستخدم للكتابة.. يُقسم هذا إلى أربعة أقسام، والربع يكفي ليومي دراسة. القول هذا قبل ظهور الكراريس (الدفاتر). وعندما ظهرت تلك اعتمد الأستاذ دفترا لكل مادة. الإملاء الإنشاء، الحساب إلى آخره. زمننا هذا تولته الصناعة والتقنية والهوى والولع والمباهاة والعلامات التجارية المميزة (الماركات)، من مبتكرات خيال تجاري بحت لا يهدف إلى زراعة المادة في نفس الطفل بقدر ما يهدف إلى تغيير جرعات الموضة والذوق والزخرفة. القول هذا في الكراريس والأقلام وأدوات يحشرها الصغير في حقيبته ليتماثل مع أقرانه في الصف. وكأن الفصل الدراسى معرض خيال فني. والبدائل لكل اداة مدرسية متوفرة. لكن أرى القوم لا يستمرئون شراءها من "أبو ريالي) مثلا لأنه لا يُريد أن يظهر في المحل مع ولده أو ابنته وكأن الموضوع عار أو سبّة. ومن الجانب الاقتصادي للأسرة ينصح بالحصول على الأدوات المدرسية من تلك المحلات التي عادة ترضى بقبول هامش ربح أقل مقارنة بالمكتبات والقرطاسيات، وأستطيع أن أؤكّد بأن محلات "أبو ريالين" ساعدت على حل جزء من مشكلة الغلاء المتكررة التي تواجه الأسر خلال بداية كل عام دراسي جديد. والإصرار على الغريب من الأدوات والكراسات والمراييل أمر لا صلة له بالتربية البتة. فالكراسات هي ذات الورق ويختلف الغلاف والزخرفة الخارجية. اشتكى عدد من الأسر من ارتفاع الأسعار بصورة مبالغ فيها، وفي هذا الموضوع يتفق أحد المستهلكين بأن البعض منهم اضطر إلى السلفة من أحد الأقارب كي يستطيع توفير الأدوات المدرسية لأبنائه. والمقدرون المتحفظون يرون أن أقل مبلغ هو ألف ريال، لكل ابن أو ابنة في الأسرة. أعان الله الناس، فتلك ميزانيات لم يُحسب حسابها.
مشاركة :