«تأخر الحمل».. أسباب متعددة وتقنيات علاج متطورة

  • 10/21/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تختلف وتتعدد الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الحمل، واكتشاف السبب الرئيسي يشكل عنصراً مهما للعلاج وأملاً جديداً، وسنوياً يتقدم العلم وتشهد مراكز الإخصاب تقنيات جديدة تلعب دورا مهما في حياة تلك الأسر المحرومة، لتتواصل المنجزات الطبية ويصبح بالإمكان علاج العقم المعروفة أسبابه والمجهولة منها، حتى لا يبقى الزوجان محرومين من نعمة الأبناء. ومعظم النساء المتزوجات يتمكن من الحمل خلال 6-9 أشهر من بدء العلاقة الزوجية، وفي حال تأخر الحمل لأكثر من هذه المدة، فبإمكاننا القول إن الحمل قد تأخر، وقد يكون ذلك بفعل مشكلة لدى المرأة أو مشكلة لدى الرجل أو مشكلة لدى الطرفين.طرحنا بعض التساؤلات على المختصين: ما سبب تأخر الإنجاب لدى الرجال والنساء؟ ما أبرز التقنيات الجديدة فيما يخص الإخصاب؟ وإلى أي مدة تتأثر معدلات الخصوبة في الخليج سلبًا بانخفاض فيتامين «د» والسمنة؟أكد الطبيب بانكاج شريفاستاف مختص أمراض النساء والتوليد في كونسيف، مستشفى الأمراض النسائية والإخصاب أن هناك حالة شائعة جداً في هذا الجزء من العالم تُعرف باسم مرض تكيّس المبايض وقد يؤدي هذا الأمر إلى عدم تمكن المرأة من إطلاق البويضات، أو قد تتعلق المشكلة بأنابيبها الرحمية، إذا كانت الأنابيب مسدودة بسبب عدوى أو بفعل عملية جراحية معينة، فسوف تعاني هذه المرأة صعوبة في أن تصبح حاملاً. إن لدى النساء الصغيرات في العمر الكثير من البويضات وهذه البويضات تكون في العادة ذات نوعية أفضل، بينما تتقدم المرأة في العمر، يميل عدد البويضات في المبيض إلى التناقص وتميل نوعية البويضات المتبقية إلى الانخفاض، وتعاني هذه البويضات احتمالية أعلى للاحتواء على كروموسومات مشوهة، ولهذا السبب تعاني المرأة صعوبة في أن تصبح حاملاً وخطرا أكبر لحالات الإسقاط وأيضاً احتمالية أكبر لإنجاب طفل يعاني تشوهات كروموسومية «متلازمة داون». قد يكون العامل الآخر المؤدي إلى تأخر الحمل هو السمنة. فالسمنة متفشية في هذا الجزء من العالم، وهو ما قد يؤدي بحد ذاته إلى تحفيز اضطراب هرموني «مرض تكيّس المبايض». وإذا كان الرجل يعاني ضعفاً فسوف يؤدي هذا إلى تأخر الحمل أو إلى الحيلولة بشكل كامل دون حصول الحمل. والسمنة، وتدخين السجائر، وتعاطي الكحول بكميات كبيرة، وتعاطي المخدرات، واستخدام السترويدات الابتنائية التي يبدأ بعض الرجال بأخذها لبناء عضلات لهم في صالة الألعاب الرياضية، كلها قد تؤثر في الرجال. إضافة، فهنالك مشاكل أخرى قد تسهم في هذه المشكلة كالاستخدام الزائد للحاسوب المحمول بوضعه فوق الفخذين مباشرةً. لقد كانت هناك بعض التقارير التي تفيد أن وضع الهاتف المتحرك في جيب البنطال قد يبث الإشعاع الذي قد يضر الرجل، إلا أن هذه التقارير لم يتم تأكيد صحتها. مجال الإخصاب يتطور وأضاف: إن مجال الإخصاب يتطور باستمرار، لدينا الآن أدوية أفضل لتحفيز نمو البويضات في مبايض النساء. في السابق، لم تكن هذه الأدوية نقية جداً، وكان يتم تطويرها من مصادر بيولوجية. أما الآن، فيتم تصنيعها مختبرياً وهي تعطينا نتائج ثابتة ومستقرة. وفي السابق لم يكن بمقدورنا الاحتفاظ بالجنين مختبرياً لأكثر من يومين أو 3 أيام. أما الآن، فإن لدينا بيئة مختبرية متخصصة لهذا الأمر، وقد أصبح بالإمكان الاحتفاظ بالأجنّة لمدة من 5-6 أيام. وقد أصبح بإمكاننا أيضاً أن نراقب نمو الأجنّة عبر منظومة الدائرة التلفازية المغلقة للتأكد من نمو الأجنّة بشكل سليم. ولدينا الآن أيضاً مرفق خاص يسمح لنا بالتحقق من كروموسومات الأجنّة قبل أن يتم استبدالها. فعلى سبيل المثال، في حالة النساء المتقدمات بالعمر، فإنهن يعانين احتمالية أكبر لإنتاج بويضات بكروموسومات مشوهة،وكذلك بالنسبة للمرأة التي مرّت بتجارب فاشلة سابقة للتلقيح الصناعي أو التي حملت لعدة مرات ألا أنها عانت الإجهاض في جميع حالات الحمل هذه، فهذه مؤشرات على وجوب قيامنا بالمراقبة الجينية السابقة للتلقيح بالنسبة للأجنّة. يمثل هذا الأمر تقدماً كبيراً في مجال الإخصاب. ونتيجة لذلك، فبإمكاننا أن نتأكد من كون الأجنّة التي تتم إعادتها إلى الرحم هي طبيعية من حيث الكروموسومات وقد يساعد هذا الأمر على تعزيز فرص الحمل بنجاح. عيوب الولادة والحمل وبالإمكان أيضاً استخدام هذا التطور لمراقبة الأجنّة من حيث الأمراض الوراثية الموجودة لدى بعض الأُسر. يمثل مرض فقر دم البحر الأبيض المتوسط (الثلاسيميا) مرضاً شائعاً ومنتشراً في أوساط سكان الإمارات العربية المتحدة.وعن آلية كشف عيوب الولادة أثناء الحمل، قال: إذا كنا نتحدث عن التشوهات في القلب والرئتين والكليتين، فهذه يتم الكشف عنها من خلال الفحص بالموجات فوق الصوتية. يجب أن تخضع جميع السيدات لفحص بالموجات فوق الصوتية بعد حوالي 19 أسبوعاً من موعد الحمل. يُسمى هذا الفحص بفحص التشوهات الخلقية. ولكن إذا كنا نرغب بالكشف عن حالات التشوه في الجنين، فعلينا القيام بعملية تسمى بالتشخيص الجيني لما قبل التلقيح وتُعرض هذه الخدمة على الزوجين اللذين لديهما طفل متأثر بمرض معين أو إذا كان لدى الزوجين تاريخ أسري من هذه الاضطرابات. فعلى سبيل المثال، فقد استقبلنا مؤخراً زوجين أتيا لنا من خارج الدولة، وكان لديهما طفل وقد تفاجآ كثيراً عندما اكتشفا أن الطفل أمهق (بجلد خالٍ تماماً من أي لون طبيعي). كان كلا الزوجين حاملين لجين المهق بنفسيهما دون أن يتأثرا به، ولم يُصب أي من أفراد الأسرة بالمهق ألا أن الطفل قد أُصيب به. وبالتالي، فقد أتيا إلينا للتأكد من إمكانية تفاديهما هذا الأمر في المستقبل. فقمنا بفحص كلا الزوجين الحاملين لهذا الجين تحديداً وعندما أجرينا التلقيح الصناعي لطفل الأنابيب لهذين الزوجين، وجدنا جنينين اثنين خاليين من هذا المرض. تمت إعادة هذين الجنينين وأصبحت السيدة حاملاً. لذا، هذه الطريقة التي بإمكاننا من خلالها تفادي حصول مرض وراثي لدى الطفل. عقم الرجال أكثر ولفت د.يوسف الحلو «مدير مختبر الأجنة في مركز فقيه» إلى أن العقم عند الرجال أكثر من النساء، ف 70% من الحالات التي يتم معالجتها في المركز مسؤول عنها الزوج وتكون نتيجة أسباب مكتسبة أو مولودة مع الشخص، والرياضيون الذين يستخدمون منشطات للعضلات فذلك يسبب العقم لهم وأيضا السمنة والتدخين وتعاطي المخدرات وعدم الحركة، وبالنسبة للنساء عامل السن يلعب دورا كبيرا واضطرابات الهرمونات وتكيس المبايض، ونقص فيتامين د يكون سببا ومعالجته بسيطة. د.سامر شعيب «مختص نسائية وجراحة» أكد أن أسباب العقم لدى المرأة سببه الرئيسي وجود تكيسات على المبيض، والمرأة التي تجاوزت ال35 سنة وغير مخططة للإنجاب فالأفضل أن تجمد البويضة حتى تحافظ على نوعية البويضة، وإن كانت المرأة مصابة بالسرطان فعليها تجميد البويضة قبل الكيماوي، والمريضة ببطانة الرحم المهاجرة وبحاجة إلى استئصال جزء من المبيض فالأفضل أن تجمد البويضة.د.كويشان باكال «المدير الإداري لمستشفى الدولي الحديث» أكد أنه سابقا لم يكن معروفا أسباب العقم ولماذا لا تحمل المرأة، والآن أصبحت الأسباب أكثر وضوحا من خلال جراحة المناظير، وعمليات اليوم الواحد حيث تستطيع المرأة أن تمارس حياتها بشكل طبيعي، واكتشاف المشكلة والسبب الرئيسي لتأخر الإنجاب هو بحد ذاته علاج وأمل جديد. وقال: أسباب تأخر الإنجاب لدى المرأة يتمثل في البطانة المهاجرة واضطرابات الهرمون وتكيس المبايض، وعادة يكون التشخيص متأخار ما يؤثر سلبا، وفي ظل التكنولوجيا الحديثة والعلوم الطبية والتطور العلمي أصبحت فرص العلاج أكبر، وتحقيق حلم المرأة في الإنجاب. نمط الحياة الخامل أكد الدكتور كريم المصري، رئيس قسم التوليد وأمراض النساء في مجموعة مستشفيات النور، أن الدراسات تشير إلى أن العقم أصبح يمثل مشكلةً صحيةً شائعةً على نحو متزايد في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ وبحسب النتائج الصادرة عن هيئة الصحة بدبي، تعاني نسبة تقدر ب 50% من النساء في الإمارات من مشاكل تتعلق بالخصوبة. كما تظهر الإحصائيات إمكانية تضاعف عدد حالات النساء المصابات بالعقم والباحثات عن تلقي العلاج في دبي وحدها من 5.975 حالةً في عام 2015 إلى 9.139 حالةً بحلول عام 2030. وقال: يمكن أن تعزى العوامل الرئيسية لارتفاع معدل حالات العقم في الدولة إلى البدانة الناجمة عن نمط الحياة الخامل، والزواج المتأخر الذي يقود إلى تأخر سن الحمل الأول. إضافة إلى ذلك، تلعب عوامل مثل انتشار مرض السكري والتدخين دوراً في هذه المسألة أيضاً، ويعاني واحد من كل خمسة أزواج في الإمارات العربية المتحدة مشاكل تتعلق بالخصوبة، وهي تعتبر نسبة مرتفعةً عالمياً. ويُعد تحديد سبب العقم المفتاح الأساسي لمساعدة الأزواج في سعيهم لبناء عائلة، يليه إيجاد الحل الملائم للمشكلة، والذي يمكن تحقيقه باستخدام التقنيات المساعدة على الإخصاب (ART). زواج الأقارب مشكلة أكد البروفيسور هومان فاطمي اختصاصي الطب التناسلي والجراحة التناسلية إن العشرينات تمثل الفترة التي تكون فيها النساء أكثر خصوبة، وبعد الوصول لسن ال 30 يبدأ معدل الخصوبة بالانخفاض ويزداد معدل الانخفاض بشكل أكبر مع الوصول لسن ال 35، ومع تقدم السن، يصبح المبيضان أقل قدرة على إنتاج البويضات وهو الأمر الذي يزيد من احتمالات العقم لدى النساء. وأضاف: الإحصائيات تبين أن امرأة بحالة صحية جيدة وعمرها 30 عاما لديها فرصة نسبتها 20% للحمل في كل شهر، بينما امرأة بحالة صحية جيدة عمرها 40 فإن نسبتها تصل ل5% في كل شهر. أما بالنسبة للنساء من عمر 45 وحتى 49 فإن الاحتمالات تنخفض لتصبح 1% وذلك نتيجة لانخفاض عدد ونوعية البويضات، ولذلك فإن النساء اللاتي يحملن في الأربعينات عادة ما يكن أكثر عرضة للإجهاض أو الولادة المبكرة، أو الإصابة بسكري الحمل، أو الإصابة بضغط الدم، أو حتى انجاب أطفال مصابين بتشوه خلقي. ورغم أن العلم قد نجح بمساعدة النساء على التحكم بشكل أكبر بساعتهم البيولوجية، إلا أنه في حالة الولادة بالذات، فإن مضاعفات الحمل في سن متأخرة هي أمر ممكن الحدوث.قال: تختلف أسباب حالات العقم عند الرجال والنساء في منطقة الشرق الأوسط عن سواها من دول العالم، فحالات القرابة تؤدي لانخفاض مخزون البويضات عند النساء اللاتي يحاولن الحمل ودائما ما نقول إن السر في نجاح العلاج يكمن في التشخيص الصحيح للحالة لأنه فقط عندما نحدد المشكلة بشكل واضح يمكننا تحقيق فرص أعلى لحمل سليم.وأشارت دراسة حديثة صادرة عن إحدى العيادات أن الأزواج الأقارب «حالات الزواج من أقارب الدرجة الأولى والثانية» يعانون نسبة عقم عالية في منطقة دول الخليج، كما أنهم أكثر عرضة لانجاب أطفال يعانون تشوهات جينية، ولكن إذا تم تشخيص الحالات بوقت مبكر فإنه من الممكن تجنب عدد كبير من هذه الحالات. تأثير السمنة على الإخصاب للسمنة تأثير مباشر على الإخصاب.. هذا ما يؤكده الطبيب بانكاج شريفاستاف مختص أمراض النساء والتوليد في كونسيف، مستشفى الأمراض النسائية والإخصاب. ففي بلدان مجلس التعاون الخليجي، توجد هناك نسبة كبيرة من الأُسر التي يعد فيها داء السكري مرضاً شائعاً، وفي هذه الأُسر، تعاني النساء معدلات عالية لمرض تكيّس المبايض. تؤدي السمنة إلى تزايد خطر الإصابة بتكيّس المبايض. ما دامت الفتاة نحيفة، فقد تعاني تكيّس المبايض، ولكن لا تظهر أية أعراض لهذا المرض عليها. أما إذا ازداد وزن هذه الفتاة 20 كيلوغراماً، فقد يصبح كامل المرض ظاهراً مع أعراض حبّ الشباب والشعر المتزايد وعدم انتظام الدورة الشهرية، وقد تؤثر هذه الأمور بشكل مباشرةً على خصوبتها.وعلى الرغم من وفرة أشعة الشمس في منطقة الشرق الأوسط، ألا أن نقص الفيتامين (د) أمر شائع نسبياً هنا، وتوجد أدلة تثبت أن نقص فيتامين (د) قد يؤثر في الخصوبة لدى كل من الرجال والنساء.

مشاركة :