الخصوبة.. مشكلات متعددة وعلاجات متطورة

  • 3/22/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: راندا جرجس تمثل صعوبة الحمل، وعدم الخصوبة إحدى المشكلات التي يمكن أن يواجهها الأزواج في بداية الحياة الزوجية، وربما يكون أحدهما أو كلاهما السبب في ذلك، وتعد زيارة الطبيب المختص أولى الخطوات للكشف عن العامل الذي يعيق القدرة على الإنجاب، حيث إن هناك العديد من الاختبارات والفحوص التي يجب أن يخضع لها الرجل والمرأة، والتي تضعهما على الطريق الصحيح لمعالجة أي مشكلة مرضية، وشملت التطورات التقنية الطبية كافة المجالات وباتت هناك الكثير من الطرق الحديثة مثل أطفال الأنابيب والحقن المجهري وغيرها من التقنيات المتطورة التي تأتى بنتائج فعالة. تقول الدكتورة أمل الملا استشارية أمراض النساء والتوليد أن الخصوبة تعنى القدرة على الإنجاب، وهناك بعض العوامل التي تؤثر في الإنجاب عند المرأة، وتنقسم إلى عيوب مولودة بها الأنثى تصيب الجهاز التناسلي، وفي الأغلب تكتشف عند تأخر الفتاة في البلوغ، وتكون ناتجة عن اضطرابات جينية كمتلازمة الاستئناث الخصوي حيث تولد الفتاة بدون رحم ولا مبيضين، أو يكون السبب ناجماً عن اضطراب في التكوين التشريحي للجهاز التناسلي أثناء تكون الجنين كوجود حاجز في الرحم، وفي الأغلب يمكن تصحيحه جراحياً، ويتم تشخيص مشكلات الخصوبة في حال تأخر الإنجاب، ولا توجد أسباب معروفة على وجه التحديد، ولكن هناك العديد من الأبحاث التي تشير إلى أن تراكم ذرات الأكسجين الحرة الضارة، تستثير تفاعلات كيميائية في الجسم، ما يؤدي إلى الإصابة بأمراض تؤخر الإنجاب، كبطانة الرحم المهاجرة، تكيسات المبيض، انخفاض مخزون المبيض، بالإضافة إلى عوامل ميكانيكية، مثل الاستئصال الجراحي لأحد أعضاء الجهاز التناسلي، أو وجود التصاقات في الحوض، تتسبب في انسداد قنوات فالوب. فئات مستهدفة تذكر د. أمل أن الجهاز التناسلي عند المرأة يتكون من المبيضين وهما المخزن الذي تخزن فيه البويضات، وهما المسؤولان عن إفراز الهرمونات الأنثوية لتنظيم الدورة الشهرية، والرحم السكن المهيأ للجنين، وقنوات فالوب التي تعتبر الممر الذي تتم فيه عملية الإخصاب، وعنق الرحم بوابة العبور للحيوانات المنوية، والمهبل أو قناة عبور الطفل أثناء الولادة، وهناك شريحة من الفتيات يمكن أن يعانين بعد مرحلة البلوغ بفترة من نقص الخصوبة، نتيجة بداية إصابتهن بأحد الأمراض، ويمكن أن تكون بعض العلامات دلالات على ذلك كالآلام المبرحة أو وجود بثور واضطرابات خلال فترة الحيض، ويمكن أن تؤدي إلى بطانة الرحم المهاجرة، أو زيادة الوزن والشعر في أنحاء الجسم، والتي تحدث نتيجة اضطرابات هرمونية، وتدل على وجود تكيسات المبيض، وربما يتأخر البلوغ عند بعض الفتيات إلى سن ال 16، وفي هذه الحالة يجب استشارة الطبيب لاكتشاف السبب ومعالجته. علامات مرضية تذكر د.أمل أن هناك بعض العلامات التي يمكن أن تظهر بعد الزواج، وتؤثر في الخصوبة كآلام مزمنة في الحوض، زيادة الوزن، بالإضافة إلى مشكلات مرضية تتسبب في عدم الحمل مثل اضطرابات الغدد الصماء، والغدة الدرقية والنخامية، واضطراب مستوى الكوليسترول في الدم، مقاومة عمل الإنسولين، وتجدر الإشارة إلى أن الخصوبة تنعدم بشكل كامل ولا يمكن تصحيحها، في حالة عدم وجود الرحم أو المبيض. ويمكن اللجوء إلى الإخصاب المساعد (أطفال الأنابيب) في حالات استئصال الأنابيب، أما لعلاج اللواتي يعانين من نقص مخزون المبيض، فهناك العديد من التقنيات العالمية قيد الدراسة مثل استخدام الخلايا الجذعية، والبلازما. أسباب العقم توضح الدكتورة باسمة جمال الدين أخصائية أمراض النساء والتوليد، أن العقم عدم القدرة على الإنجاب، وبدون استخدام أي موانع الحمل خلال سنة أو أكثر، ومع تأخر سن الزواج عند الفتيات تزداد نسبة العقم بسبب انهيار عدد البويضات، لتبلغ 25% بعد سن الخامسة والثلاثين، كما أن فحوص ما قبل الزواج من الإجراءات المهمة، فهناك حالات يتشارك فيها الطرفان في عدم حدوث الحمل تقدر بحوالي 30%، حيث تعتمد هذه العملية على خروج البويضة من المبيض وتلقيحها من قبل نطفة سليمة من الرجل، ومن ثم الانزراع في بطانة رحم جيدة السماكة بعد مرورها في الأنبوب، وحوالي 40% من حالات العقم عند النساء ناتجة عن خلل في الإباضة، أو لا يوجد مخزون كاف من البويضات، أو الإصابة بقصور المبيض المبكر نتيجة كبر السن، أو تعرضه للأشعة. وتضيف: يمكن أن تكون الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة سبباً في العقم حيث إنها تهاجم المبيضين، أو عدم إمكانية الإباضة والمعروف ب«المبيض عديد الكيسات»، وهناك حالات تفشل فيها الأنابيب بالتقاء البويضة بنطفة الرجل لأسباب تتعلق بالتهابات حوضية مزمنة، أو التصاقات ناتجة عن عمليات جراحية مسبقة، ويكون الحل الوحيد الحقن المجهري أو أطفال الأنابيب. أمراض الرحم تشير د.باسمة إلى أن العقم ربما يكون بسبب بعض المشكلات التي تتعلق بالرحم، مثل الأورام الليفية الداخلية، الالتصاقات، العيوب الخلقية، ويمكن أن تعالج جميعها بالجراحة عن طريق المنظار، وهناك أمراض يمكن أن تؤثر في الخصوبة، وتعرف بالأمراض المناعية مثل قصور الغدة الدرقية المناعي، بعض أنواع التهاب الغدة الدرقية، ولذلك ننصح كل أمرأة بشرح مشكلتها للطبيب، وتعتمد معالجة العقم على السبب، ولكن يجب الالتزام ببعض النصائح كالحفاظ على الغذاء الصحي، ممارسة الرياضة، تناول حمض الفوليك قبل الحمل بشهر واحد، الامتناع عن شرب الكحول والإقلاع عن التدخين، عدم تناول الأدوية التي تحتوي على الستيروئيدات البانية للعضلات سواء الرجال أو النساء. أطفال الأنابيب يؤكد الدكتور زكوان خريط، مختص طب الأمراض التناسلية والعقم أن ولادة ماري لويز براون بطريقة أطفال الأنابيب في عام 1978م كانت فتحاً مبهراً في تقنيات الإخصاب المساعد، وهو ذلك العلم الذي يلجأ إليه الأطباء لعلاج تأخر الحمل عند فشل الطرق الأخرى بما فيها العقاقير المنشطة والجراحة بالمناظير، وتعتمد الطريقة على خلط عدد من الحيوانات المنوية النشيطة يتراوح عددها من 100,000 إلى 500,000 مع كل بويضة حتى يتمكن واحد من اختراق جدار البويضة وتخصيبها، وفى الماضي كان يتم ذلك في أنبوب اختبار، أما الآن فتتم في أطباق خاصة تمكن مختص الأجنة من فحص البويضات الملقحة تحت الميكروسكوب. ويضيف: تستخدم الطريقة في علاج مشاكل قنوات فالوب أو ضعف التبويض وبعض الرجال الذين يعانون قلة عدد الحيوانات المنوية، وربما تصل نسبة النجاح بهذه الطريقة إلى 30-40%. الحقن المجهري يشير د.زكوان إلى أن طريقة أطفال الأنابيب ليست مناسبة لمن يعاني النقص الشديد في عدد الحيوانات المنوية أو التشوهات الشديدة، وفي هذه الحالات يفضل إجراء عملية التلقيح أو ما تسمى بالحقن المجهري، حيث يقوم مختص علم الأجنة بحقن حيوان منوي واحد داخل سيتوبلازما البويضة ليؤمن بذلك فرصة اللقاح أكبر وأضمن، وتعتبر هذه العملية من أكثر التطورات العلمية التي أحدثت فارقاً في حياة العديد من الأزواج ممن كادوا يفقدون الأمل في الإنجاب، لذلك فهي من أكثر العمليات التي تحتاج إلى دقة شديدة لنجاحها. تقنيات حديثة يذكر د.زكوان أن حضانات الإمبريوسكوب أو المعروفة بالحضانات الذكية باتت اليوم أحدث التقنيات في مجال الحقن المجهري والفرق بينها والحضانات الأخرى شاسع، لأنها تسمح بتصوير رحلة نمو الجنين على مدار الخمسة أيام، وفي النهاية مهما اختلفت الطريقة المتبعة في الإخصاب المساعد، يكمن الاختلاف الحقيقي في الاستراتيجية المتبعة من ناحية بروتوكول التحريض وتحضير الرحم وعدد وجودة البويضات والحيوانات المنوية، وكثير من العوامل الأخرى كعمر المريضة والسبب الرئيسي لمشكلة العقم، إلا أن نسب النجاح باتت مرتفعة. الغدة الدرقية توجد الغدة الدرقية أسفل الرقبة، وهي غدة صماء كبيرة الحجم، ولها وظائف متعددة كإفراز هرمونات لتنظيم النمو في جسم الإنسان، والتحكم في عمليات الأيض التي تُنتج الطاقة، لذا فإن حدوث أي خلل سواء بالإفراط أو نقص إنتاج الهرمون، يعيق أداء العديد من مهام أنظمة الجسم، حيث يسبب الإرهاق والتعب، كما تلعب الغدة الدرقية دوراً في تنظيم الدورة الشهرية، وحدوث عملية التبويض والحمل والإنجاب، لذلك ينصح أطباء النسائية بعمل تحليل الدرقية ضمن الاختبارات اللازمة للسيدات اللواتي يعانين تأخر الإنجاب، أو لديهن مشكلات في الخصوبة، والتأكد من عدم وجود أي خلل بها.

مشاركة :