فاطمة.. ابنة العامين تُركت تعاني من ألم كسر الكتف لـ8 ساعات والحضانة تتكتم! والدة فاطمة: المعلمة رفضت التحدث والمسؤولة ادعت أن طفلتي متعبة قليلاً فقطفي واقعة جديدة تدلل على استمرار حالة الإهمال وغياب الرقابة على حضانات تستقبل أطفالًا بأعمار «لا تسعفهم حروفهم على الشكوى»، تعرضت فاطمة ابنة العامين لكسر في الكتف يوم امس الاول الخميس خلال وجودها في الحضانة التي تقصدها يوميًا بهدف الرعاية والتعليم المبكر، فيما تكتمت إدارة الحضانة تمامًا على ابلاغ عائلتها بما حدث، ما أدى لبقاء الطفلة دون تشخيص وعلاج لأكثر من 8 ساعات، كانت خلالها فاطمة تعاني الألم دون أن تقوى على اخبار والديها بما حدث، كي تحصل على حقها الإنساني والقانوني بالتشخيص والعلاج. «الأيام» بدورها اتصلت بوالدة الطفلة التي روت لنا ما حدث، ونحن بدورنا نضع امام المسؤولين والمعنيين في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم هذه الواقعة.تقول والدة فاطمة «هذا العام قررت أن أسجل طفلتي في حضانة لتستفيد من الفترة الصباحية في أنشطة تعليمية تحاكي سنها، وبالفعل اخترت حضانة قريبة من مسكن والدتي وايضًا تحظى بسمعة جيدة، ولم اكترث لرسومها الباهظة طالما ان طفلتي ستحظى برعاية وتعليم جيدين». وتضيف «يوم الخميس تلقيت مكالمة في الساعه الحادية عشرة من قبل احدى الاداريات التي أخبرتني ان طفلتي يبدو انها تعاني من ارتفاع بالحرارة، ونامت ومن الأفضل أن نأتي ونصطحبها الى البيت، لكن الامر الملفت أنها كانت تتحدث لي وبكاء طفلتي يرتفع على مقربة منها، فاتصلت على الفور بزوجي كي يذهب للحضانة ويصطحب فاطمة للمنزل». وتتابع «ما أن وصل زوجي للحضانة حتى بدأت فاطمة تشير الى الجهة اليسرى من جسدها بمحاولة طفولية لإبلاغ والدها عن مكان الالم دون أن تتوقف عن البكاء.فسأل زوجي المسؤولة الإدارية عما اذا كانت فاطمة قد تعرضت للسقوط فاكتفت بإخباره ان فاطمة ربما تشعر بالخوف لا اكثر، نتيجة لعبها بالأرجوحات الموجودة في الحضانة». اصطحب والد فاطمة ابنته الى البيت، الا ان الالم الذي تشعر به فاطمة كان لديه رواية اخرى أصدق من كل ما تفوهت به المسؤولة الإدارية بمحاولة التكتم على أمرٍ كان يفترض ان يتم التعامل معه بمسؤولية تربوية وقانونية والاهم بمسؤولية إنسانية! تقول والدة فاطمة: «عدت الى منزلي من العمل. فوجدت طفلتي لا زالت تبكي ما يشير إلى ان الامر اكبر من كل ما ذكرته المسؤولة في الحضانة. حملت الطفلة الى احدى عيادات الاطفال فطلب منا الطبيب معرفة ما حدث من ادارة الحضانة كي يتمكن من تشخيص الحالة. لكن المفاجأة كانت ان معلمتها التي تشرف عليها مباشرة رفضت الحديث لي تمامًا بحجة أنها لا تتحدث للأمهات، علمًا بأنها هي من زودتني قبل ذلك برقم هاتفها كي اتواصل معي في حال رغبت بالاستفسار عّن شي يتعلق بابنتي!». تستدرك وتتابع «اتصلت بالمسؤولة الإدارية التي استمرت بالتكتم على ما حدث على نحو واضح في أنهم كانوا يريدون التهرب من إبلاغنا. فمرة تقول انها كانت متعبة من اللعب ومرة تقول إنها فقط تعثرت خلال اللعب. فطلبت منها أن تطلعنا على محتوى الكاميرات الموجودة في المبنى كي نعرف ما حدث مع فاطمة، إلا أنها تذرعت بأن الحضانة الان مقفلة بعد انتهاء الدوام الرسمي فطلبت منها أن تبلغ صاحبة الحضانة بالاتصال بِنَا كون الوضع طارئًا جدا». وتتابع «لكم ان تتخيلوا ان طفلة تبلغ من العمر عامين كانت قد أمضت نحو 6 ساعات وهي تعاني وإدارة الحضانة ترفض حتى إبلاغنا بما حدث كي نتمكن من التعامل مع الامر ونحن على بينة، الملفت بالامر ان المسؤولة تذرعت بأن وقت الدوام انتهى ولا تستطيع ان تطلع على محتوى الكاميرا، في حين تلقيت اتصالًا من صاحبة الحضانة من هاتف الحضانة الثابت، ما يشير الى انه كان بامكانهم الاطلاع على محتوى تسجيل الكاميرا اذا كانوا فعلاً لا يعرفون ماذا حدث لفاطمة». تؤكد والدة فاطمة ان الطبيب قد قام بتحويلهم الى المستشفى لعمل أشعة للجهة اليسرى لمعرفة ما حدث بعد ان تعاملت الحضانة بتكتم شديد مع الحادث، ليتم اكتشاف إصابة فاطمة بكسر في وسط الكتف ما يدلل على ان فاطمة قد تعرضت للسقوط، وهو الامر الذي اخفته ادارة الحضانة دون ادنى احساس بالمسؤولية الاخلاقية والإنسانية، الامر الذي دفع بوالد فاطمة للذهاب الى مركز الشرطة والتقدم ببلاغ ضد الحضانة. «الأيام» تحدثت لوالد فاطمة الذي اكد بدوره ان الحضانة قد تعاملت مع الواقعة على نحو لا يعكس ادنى اهتمام او مراعاة لاطفال أُؤتمنت الحضانة عليهم، وكان يفترض ان يتعاملوا بصدق وشفافية، كي يكسب الاهل الوقت بدلا من تأخير التشخيص الطبي. يقول والد فاطمة «أستطيع ان اتفهم ان الحوادث تقع سواء لطفل او كبير. لكن ان يتم التعامل مع تعرض طفلة للسقوط وإصابتها بكسور على هذا النحو غير القانوني واللإنساني فهذا امر لا يجب السكوت عنه من قبل الجهات المعنية؛ لذلك اناشد عبر صحيفتكم الجهات المعنية للتحرك وتشديد الرقابة على الحضانات والروضات التي تستقبل اولادنا ولا تتعامل بمسؤولية إنسانية عند وقوع الحوادث. اولادنا ليسوا رخيصين حتى تقوم العاملات بالحضانة بالتهرب من إبلاغنا بما حدث، وترك طفلتي لساعات تعاني، وهن يقدمن روايات كاذبة لنا بهدف التنصل من أي مسؤولية قد تترتب عليهن وعلى إدارة الحضانة»! وأضاف: «أريد حق طفلتي بالقانون.. نحن في دولة مؤسسات وقانون، ولا تقبل الجهات المختصة التهاون بحياة وسلامة الاطفال سواء في الحضانات او في المدارس»... وزير العمل والتنمية الاجتماعية يوجه بفتح تحقيقوجه وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل حميدان بفتح تحقيق بواقعة الطفلة فاطمة ابنة العامين التي تعرضت للإصابة بكسر في الكتف صباح الخميس خلال وجودها في احدى الحضانات الواقعة في المنامة وفق ما أكدته الوزارة لـ«الأيام». وقد كلف الوزير حميدان بفتح تحقيق والاطلاع على كافة تفاصيل الواقعة والتثبت منها وما أدى لإصابة الطفلة فاطمة وبناءً على نتائج التحقيق سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتسببين، وذلك بالتنسيق مع الجهات الرسمية المعنية وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم، وزارة الداخلية.
مشاركة :