في موجة عنف شديدة، قتل 14 من الشرطة المصرية، وأصيب 8 آخرون على الأقل، في اشتباكات مع عناصر «إرهابية» بصحراء الواحات بمحافظة الجيزة المتاخمة للعاصمة القاهرة. وقالت مصادر أمنية، أمس، إن «معلومات وردت للأجهزة الأمنية تفيد بوجود عناصر متطرفة اتخذت صحراء الواحات مخبأ لها، للتخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات الشرطة والجيش»، مشيرة إلى أن قوة أمنية اتجهت لتوقيف تلك العناصر، وخلال مطاردتهم وقعت «اشتباكات عنيفة»، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من رجال الشرطة. وتتعرض قوات الشرطة المصرية لهجمات متكررة على كمائنها منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي عن السلطة في عام 2013. وتقول الحكومة إن «عشرات من رجال الأمن قضوا في هجمات استهدفت مرتكزات ونقاطاً أمنية». وأعلنت حركة سواعد مصر (حسم) مسؤوليتها عن مقتل عناصر من الشرطة في أنحاء البلاد خلال الأشهر الماضية، كما تبنت كثيراً من حوادث استهداف الارتكازات الأمنية. وكانت الحركة قد أعلنت سابقاً مسؤوليتها عن عدد من العمليات الإرهابية، أبرزها محاولتا اغتيال مفتي البلاد السابق علي جمعة، والنائب العام المساعد زكريا عبد العزيز. وأكدت المصادر الأمنية «وقوع قتلى في صفوف الإرهابيين»، مرجحة انتماء العناصر الإرهابية لحركة «حسم» التي تصنفها الحكومة «إرهابية»، خصوصاً أن عناصر الحركة يتمركزون دائمًا في هذه المنطقة. وسبق أن أعلنت الداخلية قبل 10 أيام توقيف 14 عضواً من الحركة. ومطلع أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، زعمت «حسم» تبنيها انفجار بالقرب من سفارة ميانمار، بمنطقة الزمالك، بالقاهرة. من جانبها، تؤكد الشرطة المصرية أنه في الآونة الأخيرة قتل عدد كبير من قادة الحركة وعناصرها، خلال مداهمات مدن عدة بالبلاد، خصوصاً في الجيزة، كان أبرزها مقتل مسؤول الدعم المالي للحركة في تبادل لإطلاق الرصاص مع الشرطة، بضاحية مدينة 6 أكتوبر. وأكدت المصادر الأمنية نفسها أن «السلطات شددت، أمس، من إجراءاتها على الطرق الصحراوية بمنطقة الواحات لمحاصرة الإرهابيين»، موضحة أنه حتى الآن لا يوجد حصر بأعداد القتلى من الشرطة، ولافتة إلى أن المواجهات بين قوات الشرطة والإرهابيين وقعت في منطقة الكيلو 135 بالواحات، وما زالت مستمرة.