النعمة: المحبة.. مفتاح النجاة في الدنيا والآخرة

  • 10/21/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال فضيلة الشيخ عبد الله النعمة إن الأخوة بين المسلمين، والألفة والمحبة بينهم، من أعظم المبادئ وأرفع المكارم التي جاء بها الإسلام وحث عليها، وأوضح أن الألفة والمحبة بين المسلمين من أعظم أسباب دوام الصلة بينهم، بل من أعظم أسباب فلاحهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة.قال فضيلة الشيخ عبد الله النعمة: إن الإسلام دعا إلى التخلق بهذه الأخلاق، والتعامل بها، فالمسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يسلمه ولا يحقره ولا يحسده، والمسلمون في توادهم وتراحمهم، وتعاونهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ»، وأعظم رابطة تجمع بين المسلمين وتوحد صفوفهم وتبني دولتهم، وتقضي على عدوهم، رابطة أخوة الدين التي قال الله تعالى عنها «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ». وأضاف فضيلته في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب: إذا صدقت هذه الرابطة بين المسلمين، وتحققت شروطها، وقامت أركانها كما يريد الله عز وجل، فبنيت ‏على قواعد راسخة من الإيمان والتقوى، والقرآن والسنة، توحدت الصفوف وإن تباعدت الأقطار، وتآلف المسلمون وإن اختلفت البلدان، و تناصروا وتعاضدوا وإن اختلفت اللهجات، و تباينت الألوان، وأصبح المسلمون ‏وحدة ‏راسخة الدعائم متينه البناء، وقد روى أبو موسى الاشعري، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً، و شبك صلى الله عليه وسلم بين أصابعه». وأضاف: قضى الإسلام منذ بزوغ فجره على المظاهر العنصرية، والشعارات القبلية، والروابط العصبية، ‏والفوارق الجنسية، وعمد إلى بناء أمة الإسلام على أسس راسخة، وروابط ‏عالية من الإيمان والتقوى، والأخوة والمحبة. وأوضح أن من نظر في تاريخ أمة الإسلام، وقلب صفحات ماضيها، وتأمل سير سلفها ورجالها، أدرك أنه لم يكن لأمة الإسلام أن تجتمع لها كلمة، أو يتوحد لها صف، أو ترتفع لها راية، أو تقوم لها دولة يرهبها ‏العدو، ويرجوها الصديق، إلا بتآخيها فيما بينها إخاء عظيماً لا مثيل له في تاريخ الأمم والشعوب، زالت معه الفوارق، و تلاشت الشعارات، وأصبحت أمة الإسلام أمة عزيزة، مرهوبة الجناب، رفيعة العماد، ‏وطيدة الأركان، ذلك الفضل من الله وحده. وأضاف: دعا الإسلام أتباعه إلى المحبة والألفة، ومكارم الأخلاق، من بشاشة الوجه وطلاقته، ولطف اللسان وحلاوته، وسعة القلب وسلامته، وبسط اليد بالمعروف وبذله، وكظم الغيظ وتركه، وستر العيوب ونبذها، والبعد عن الكراهية والحسد، لافتاً إلى ما جاءت به نصوص القرآن والسنة من تأكيد على هذه القيم، وقد سار عليها السلف الصالح رضوان الله عليهم، حتى صنعوا جيلاً قرآنياً فريداً في محبته وتكاتفه وتعاونه وتعاضده، وتآلفه وإيثاره، وتضحيته وفدائه، يعيش الواحد منهم لإخوانه المسلمين لا لنفسه، يبذل لهم ماله وجاهه، ويفديهم بروحه ودمه، ويذود عنهم بعرضه ولسانه، وصدق الله العظيم حين وصفهم بأبلغ وصف فقال:{ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}.;

مشاركة :