تواصل، أمس، لليوم الثاني علي التوالي، «الملتقى الشبابي التطوعي» في نسخته الرابعة، والذي تنظمه جامعة قطر حالياً، بمبادرة من طلبة الجامعة بالتعاون مع مركز التطوع والخدمة المجتمعية بالجامعة، وتحت رعاية سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة، وبمشاركة وفود من دولة الكويت وسلطنة عُمان.في إطار فعاليات الملتقى، قام الوفد الطلابي العُماني والكويتي بزيارة مزرعة بلدنا الواقعة في منطقة الشمال، للتعرف على أهم منتجاتها، وأخذ جولة استكشافية في المزرعة. وبدأت الجولة في الساعة الثامنة صباحاً بأخذ جولة حول المزرعة، وانتهت بتناول وجبة الفطور مع المتطوعين ورؤساء فرق اللجنة المنظمة للملتقى. وقد أشاد أعضاء الوفد الطلابي الزائر للمزرعة بالمنتجات القطرية الوطنية، وأكدوا أنها تتطور بشكل مستمر في المجالات الإنتاجية كافة. وأعرب الطالب محمد المفرقي من جامعة الشرقية في سلطنة عُمان خلال الجولة عن سعادته وإعجابه بالمكان والأجواء الصباحية الجميلة، واختتم حديثه قائلاً: «ليس من الغريب أن نرى كل هذا الكرم من أهل قطر الأحباء». واستكمالاً لفعاليات اليوم الثاني، بدأ توافد الحضور إلى مبنى الإدارة والاقتصاد في جامعة قطر في الساعة الثالثة عصراً، وبدأت الإعلامية ابتسام الحبيل والطالب عبدالله الهلابي الترحيب بالحضور، وأشارت الحبيل في كلمتها إلى أهمية العمل التطوعي في بناء المجتمع، قائلة: «إن العمل التطوعي مصدر من مصادر التعلّم». وأضافت: «إن دولة قطر تبني البشر والحجر»، كما أكدت ضرورة التركيز على مفهوم «الإنسانية العالمية»، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها اليوم دولة قطر. كما عُرضت بعض أوراق العمل والتجارب المستوحاة من واقع مجموعة من الطلبة، حيث تطرقت الطالبة هبة الرئيسي -من كلية شمال الأطلنطي- في ورقتها إلى أهمية العمل التطوعي في بناء شخصيتها، وكسر حاجز الخوف والخجل، والاندماج مع المجتمع. وأضافت: «إن العمل التطوعي ساعدني في تحقيق حلمي، والوقوف على المنصة متحدثة كما أنا اليوم أمامكم». كما تضمنت الفقرة عرضاً تقديمياً آخر لمبادرة «ومن أحياها»، وهي لمجموعة طلبة من جامعة قطر، وهم: أحمد حازم، وأحمد أنور، وسمية المغازي. ويهدف فريق عمل المبادرة إلى إحياء القضايا العربية والإسلامية المهمشة، من خلال نشر الوعي بتلك القضايا بين طلبة الجامعات، عن طريق الفعاليات والحملات غير الروتينية. وفي مقابلة مع الطالبة سمية المغازي رئيسة لجنة الفعاليات في فريق «ومن أحياها»، قالت: «سبب مشاركتنا في الملتقى هذا العام، هو إيصال فكرة المبادرة بين الناس وطلبة الجامعات، وإحياء روح التطوع الإنساني فيهم». انتهت بعد ذلك الفقرة الأولى بأداء صلاة المغرب. خلال وقت استراحة المغرب، نزل الوفود والمشاركون لمشاهدة معرض المبادرات المشاركة في الملتقى، وقام أصحاب المبادرات بعرض ما لديهم من حملات وأهداف تجذب الشباب للتطوع والمشاركة، سواء كانت أهدافها مجتمعية أو رياضية وغيرها. مبادرات إيجابية تخدم قضايا حيوية أجرى فريق الصحافة في ملتقى الشباب التطوعي مقابلات مع رؤساء المبادرات، وكانت بدايتها مقابلة مع فرح حجاوي عضو من مبادرة «الروزنا الشبابية»، والتي أكدت أن «المبادرة عبارة عن مجموعة شبابية تطوعية مستقلة، أسسها مجموعة من الناشطين والباحثين في مدينة الدوحة عام 2015، تهدف إلى إثبات حضورها في المشهد الثقافي الفلسطيني خارج الأرض المحتلة، من خلال تنظيم فعاليات ثقافية، والدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وبناء تجمّع ثقافي وشبابي مؤثر في مجال العمل». وأضافت: «تحرص (الروزنا) على دعم ارتباط الشباب بقضيته الوطنية، وثقافته العربية، والإسهام في دمج الثقافة الفلسطينية في الثقافات العالمية، مستفيدة من التنوع الثقافي لجمهورها. جل اهتمامها بناء شباب واعٍ ومنتمٍ لأمته، وحامل للعقل الناقد، ومنفتح على العالم، دون تعصب، أو ذوبان يمحو الشخصية الوطنية القومية». كما قدّم مركز بداية -وهو مركز لريادة الأعمال والتطوير المهني- خدمات في مجالي الاستشارات أو ورش عمل أو ملتقيات أو حلقات نقاشية أو حملات توعوية. ويهدف مركز بداية إلى أن يفيد فئة مستهدفة، تحديداً من عمر 16 سنة إلى عمر 30 سنة، كما يقدّم خدمات أخرى لفئات الأعمار الأخرى، والهدف من وجودنا اليوم في «الملتقى الشبابي التطوعي» هو مشاركة المركز في حملة تُدعى «مهنتي لبناء وطني» أُطلقت من تاريخ 8 وحتى 30 أكتوبر، ويتوافق تاريخ الحملة مع مدة «الملتقى الشبابي التطوعي». ويهدف التواجد في الملتقى إلى التعريف بخدمات المركز بشكل عام، مع تسليط الضوء على الحملة، وأهمية دورها لمثل هذه الملتقيات أو الشباب المشاركين في الملتقى، بالإضافة إلى وجود بعض المسابقات والدورات المتاحة بالملتقى الشبابي التطوعي. وبالنسبة لمبادرة «العنابي انت قدها»، أشار المتحدث باسم المبادرة أحمد الشعيبي إلى أن المبادرة شبابية مجتمعية، تهدف إلى أن تكون منارة لمجتمع رياضي ذي أخلاق حميدة، يشجع بوطنية متماسكة. وقال: «نطمح إلى أن نكون قدوة لإخواننا ومجتمعنا، من خلال العديد من الفعاليات والورش والتدريب، وأيضاً من خلال إدارتنا للفعاليات، ونبرز دور الرياضة في تعزيز القيم والأخلاق التي تصنع منا قدوة، ونقول للمجتمع: أنتم قدها». وأضاف الشعيبي: «أما عن مشاركتنا في (الملتقى الشبابي التطوعي)، فهي فرصة كبيرة لإبراز دور شبابنا المتطوعين، خصوصاً أن الشباب أداروا مبادرة لثلاث سنوات تطوعية بالكامل، ومنها فعالية تضمنت 60 متطوعاً من أول مدير لأصغر مساند». برنامج حواري.. وفقرات ترفيهية بدأت فقرة البرنامج الحواري Talk Show، وقدّمها الكابتن عادل لامي، مرحّباً بداية بالجمهور، ثم عرض فيديوهات المشاركين بالمسابقة التي طُرحت، والتي توضّح قيمة العطاء والإنسانية عن مسلمي الروهينجا. رحّب بعد ذلك الكابتن لامي بالضيف محمد سعدون الكواري. وأُنجزت مسابقة تتضمن تحديات ترفيهية. ومن ثم عُرضت حلقة نقاشية عن «النجاح»، وأخرى مع الجمهور حول «التمسك بالمبادئ أو التخلي عنها». تخلل البرنامج الحواري كذلك مسابقة بين الضيف محمد الكواري وشخص من الجمهور، كما جرى كذلك خوض نقاش عن «الفشل». وعبّر الكابتن عادل لامي عن سعادته بمشاركته للسنة الرابعة سفيراً في «الملتقى الشبابي التطوعي»، معرباً عن ثقته بأن الشباب هم سر عطاء كل بلد، وكل البلاد التي نهضت فهذا بفضل شبابها، وخاصة في المجال التطوعي ومجال العمل الخيري. وأكد أن طاقات شبابنا هنا من خلال السنوات الـ 4 بالملتقى كانت رائعة جداً، وأنه شخصياً استفاد من هؤلاء الشباب المشاركين. وقال: «إن الملتقى يضيف لي الكثير، ويمنحني فرصة للاستزادة وتحسين المهارات التطوعية». وطُوي اليوم الثاني بتكريم المتدربين وتوزيع شهادات الحضور، وعرض نبذة عن برنامج اليوم الثالث، والذي سوف يتضمن محاضرة بعنوان «الخدمة المجتمعية في الجامعات»، ومن المقرر أن يقدّمها -اليوم- طلال الرواحي من سلطنة عُمان، وبعض الورش لمدربين أكفاء. تفاعل كبير في ورش العمل حضر الضيوف والوفود والمشاركون في الملتقى ورش عمل، ومنها ورشة «القيادة في الخدمة المجتمعية»، وقدّمها المدرب عمر الأنصاري، بالإضافة إلى ورشة «الابتكار في التطوع والخدمة المجتمعية» للدكتور عبدالله الفلكاوي، وورشة بعنوان «العمل التطوعي في الميدان التطوعي» تقدّمها المدربة هيا الشطي، وأخيراً ورشة «التطوع والخدمة المجتمعية في المناهج الدراسية» للمدرب عبدالعزيز دلول، وبعد ذلك انتهت فقرة الورش لأداء صلاة العشاء. وقدّم الأستاذ عمر الأنصاري ورشة «القيادة في الخدمة المجتمعية»، حيث أوضحت الورشة المفاهيم السائدة عن القيادة، والأمثلة التاريخية عن القادة الجيدين والسيئين، بالإضافة إلى عرض أنواع القيادة المتوافقة مع الخدمة المجتمعية، مثل القيادة الوسطى، والقيادة الخادمة، كذلك جرى استعراض بعض سمات القائد. ومن مجالات العمل التي طُرحت خلال الورشة: فن الإلقاء، وفن المناظرات، وفن القيادةـ وفن إدارة الفعاليات. كما قدّم الدكتور عبدالله الفليكاوي ورشة «الابتكار في التطوع والخدمة المجتمعية»، وتضمنت كيفية النظر إلى العمل التطوعي بطريقة غير تقليدية، وتميزت بطابعها العملي وليس النظري، حيث قُسّم الحضور إلى 6 فرق، وأُعطي كل فريق مشكلة معينة، وطُلب منه العمل على حلها خلال الورشة. وأكد الأستاذ عبدالعزيز دلول -مدرب مهارات حياتية- أن هذه هي المشاركة له، في الملتقى الذي ساعده في بناء نفسه مدرباً معتمداً في التدريب والتطوع، وكان يدعم الجمعيات الخيرية للأيتام، ويقدّم كل ما لديه من خبرة. وأوضح أنه سوف يقدّم ورشة عن «أهمية التطوع والخدمة المجتمعية وكيفية إدخالها في المناهج الدراسية»، حتى يكون منهجاً للطلاب في المدارس والجامعات؛ لتعريفهم أكثر عن التطوع وأهميته للمجتمع.;
مشاركة :