واشنطن تتخفى وراء محاربة الإرهاب لدعم تواجدها العسكري في أفريقيا

  • 10/21/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الكمين الأخير في النيجر والذي أسفر عن مقتل جنود من القوات الأميركية يكشف عن تزايد وجود هذه الوحدات في أفريقيا التي أصبحت المنطقة الثانية لعمليات تدخلها بعد الشرق الأوسط.العرب  [نُشر في 2017/10/21، العدد: 10788، ص(5)] تواجد مكثف واشنطن – يطرح التواجد العسكري للقوات الأميركية الخاصة في أفريقيا أكثر من سؤال ويفتح الباب أمام تحليل واسع للمهتمين بالشأن الأمني وخبراء العلاقات الاستراتيجية، فيما يؤكد مراقبون أن واشنطن تتحرك عبر خارطة جديدة متفق عليها مع بعض الدول مثل فرنسا يعززها تواجدها العسكري المكثف في أكثر من منطقة بالعالم وأساسا أفريقيا بعد الشرق الأوسط وأفغانستان. وكشف الكمين الأخير في النيجر والذي أسفر عن مقتل أربعة جنود من القوات الخاصة الأميركية عن تزايد وجود هذه الوحدات في أفريقيا التي أصبحت المنطقة الثانية لعمليات تدخلها بعد الشرق الأوسط. ومهمة هؤلاء الجنود هي وقف تقدم الحركات الجهادية، أي شل حركة الشباب في الصومال وإضعاف تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الساحل وليبيا ومصر وتنظيم القاعدة في مالي واحتواء جماعة بوكو حرام في نيجيريا، بحسب ما يذكره مسؤولون في القوات الخاصة الأميركية. ومن أصل ثمانية آلاف من أفراد القوات الخاصة الأميركية الذين ينشرون يوميا في العالم في 2017، يتمركز نحو 1300 في أفريقيا وحوالي خمسة آلاف في الشرق الأوسط، بحسب ما أقر به مسؤولون طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم. وخلال خمس سنوات ارتفع عددهم ثلاثة أضعاف في القارة الأفريقية، حيث لم يتجاوز عددهم 450 جنديا في 2012. وقالت القيادة الأميركية لأفريقيا إن هؤلاء هم فرق من حوالي 12 جنديا من قوات النخبة هذه، مدربين ومجهزين بشكل كبير يعمل كل منهم بين ثلاثين وتسعين يوما كمدربين لنحو 300 جندي في أي دولة أفريقية، وهم ينشرون كل يوم في نحو عشرين بلدا، لم تكشفها. وأفاد تقرير قدمه قائد القوات الأميركية في أفريقيا الجنرال توماس والدهاوزر للكونغرس بأن “العسكريين الأميركيين منتشرون خصوصا في تشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا والصومال وأوغندا والسودان ورواندا وكينيا”. وفي بداية مايو الماضي قتل جندي أميركي كان يقوم رسميا بمهمة نصح ومساعدة للجيش الصومالي، برصاص سلاح خفيف خلال هجوم على الإسلاميين الصوماليين، فيما لا يزال الغموض يكتنف العملية التي جرت في الرابع من أكتوبر مع جنود نيجيريين في غرب النيجر على الحدود مع مالي. ودافع وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس عن هذه العملية، موضحا أن “الجنود الأميركيين منتشرون هناك لمساعدة شعوب المنطقة على الدفاع عن أنفسهم من الإرهابيين الذين ينشرون عدم الاستقرار والقتل والفوضى انطلاقا من هذه المنطقة”. وتدعم الولايات المتحدة العملية العسكرية الفرنسية “برخان” في خمس دول في منطقة الساحل (موريتانيا ومالي وتشاد والنيجر وبوركينا فاسو). وقد تركت لفرنسا مهمة محاربة الجماعات الإسلامية المتشددة في هذه المنطقة مع الحلفاء الأفارقة. وقدمت الولايات المتحدة خصوصا عمليات تزود بالوقود جوا للطائرات الفرنسية وتتبادل المعلومات الاستخبارية مع فرنسا.

مشاركة :