وعد بتسريع مفاوضات بريكست يخفف الضغوط على مايكسبت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بعض التأييد من قادة الاتحاد الأوروبي حول مفاوضات بريكست، لكن مراقبين يؤكدون على أن هذه التطمينات الغاية منها التخفيف من حدة الضغط الذي تعيشه ماي في الداخل بسبب فاتورة بريكست الباهظة.العرب [نُشر في 2017/10/21، العدد: 10788، ص(5)] مسكنات ظرفية بروكسل - تجاهل قادة الاتحاد الأوروبي الجمعة مطالبة رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي في قمة للاتحاد بمناقشة اتفاق للتجارة بعد خروج بلدها من عضوية الاتحاد، لكنهم خففوا موقفهم وأدلوا بتصريحات إيجابية وتحدثوا عن محادثات مستقبلية. وناشدت ماي باقي قادة الاتحاد الأوروبي خلال عشاء في بروكسل، الخميس، مساعدتها لإسكات دعوات في بريطانيا للانسحاب من محادثات الانفصال المتعثرة، بمنحها تأكيدات على أنهم يتوقعون التوصل إلى اتفاق في الأسابيع المقبلة، وهو ما امتثل له الزعماء ببيان رسمي طال انتظاره. وكان السبب الرئيسي لتعثر محادثات الانسحاب رفض ماي الإفصاح عن المبلغ الذي تنوي دفعه من 60 مليار يورو (70 مليار دولار) تطلبها بروكسل. وقالت ماي إن “تحديد المبلغ النهائي يعتمد على طبيعة العلاقات المستقبلية التي يتم التفاوض بشأنها وطالبت الاتحاد الأوروبي بالمضي قدما وبدء محادثات بشأن اتفاق للتجارة الحرة لما بعد الانسحاب”. وأضافت أنها “متأكدة ومتفائلة بشأن التوصل إلى اتفاق يستفيد منه الجانبان”، لكنها اعترفت في المقابل بأنه “لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه”.إيمانويل ماكرون: الاتحاد الأوروبي بعيد عن الوفاء بالالتزامات المالية مثلما تأمل بريطانيا وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل “بعكس ما يصوره الإعلام البريطاني، انطباعي هو أن المحادثات تمضي قدما خطوة بخطوة”، ووصفت المقترحات التي تطالب في بريطانيا بوقف المحادثات بأنها “عبثية”. وأضافت “ليست لدي شكوك مطلقا في أننا إذا ركزنا جميعا.. فسيكون بمقدورنا التوصل إلى نتيجة جيدة. من جانبي لا توجد أي مؤشرات على أننا لن ننجح”. لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال إن “الاتحاد الأوروبي بعيد عن الوفاء بالالتزامات المالية الضرورية بشأن خروج بريطانيا من التكتل للمضي قدما في المحادثات بشأن التجارة، كما تأمل بريطانيا”. وأضاف في إشارة إلى تعهدات ماي في الأسابيع الأخيرة بأن بريطانيا ستفي بالتزاماتها المالية “أوصي بالبدء بالوفاء بالالتزامات المالية”. وتكهن مصدر أوروبي بأن التحضيرات ستتيح “كسب الوقت” لأن “الفكرة هي أن القادة على استعداد لاتخاذ قرار في ديسمبر القادم حول مهلة مفاوضات (المرحلة الثانية من المحادثات) إذا تم تحقيق تقدم كاف”. ويتزايد القلق إزاء تباطؤ المفاوضات من احتمال انتهاء المهلة دون التوصل إلى اتفاق، لكن ميركل اعتبرت أنه “لا يوجد أي مؤشر” على الفشل. وتابع ماكرون أنه بينما تم تحقيق “بعض التقدم” في إطار مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مازال التكتل وبريطانيا “بعيدين” عن المكان الذي يتعين أن يقفا فيه. وبعد مغادرة ماي لم يستغرق قادة الاتحاد الأوروبي سوى أقل من دقيقتين قبل أن يصدقوا على بيان معد مسبقا بأن بريطانيا لم تنجح في تحقيق “تقدم كاف” في ما يخص مقترحات لتسوية ثلاث قضايا رئيسية باتفاق الانسحاب، وهي حقوق مواطني الاتحاد الأوروبي في بريطانيا والحدود الجديدة مع أيرلندا وفاتورة الانسحاب. لكن القادة تركوا الباب مفتوحا أمام التوصل إلى اتفاق في القمة الدورية المقبلة للاتحاد الأوروبي في ديسمبر القادم. وفي خطوة قد تجنبهم أسابيع من التأخير فقد أمروا مفاوضي الاتحاد ببدء إعداد رغبات بروكسل خلال فترة انتقالية تسبق خروج بريطانيا، لكنهم لا يزالون يريدون الأموال. وقال بيان صادر عن زعماء الاتحاد “الاتحاد الأوروبي لاحظ أنه بينما أعلنت المملكة المتحدة أنها ستحترم التزاماتها المالية التي أخذتها على عاتقها خلال عضويتها، فإن ذلك لم يترجم إلى التزام قوي وملموس من المملكة المتحدة بالوفاء بكل هذه الالتزامات”.
مشاركة :