سيكون الجمهور الكويتي على موعد مع فرقة «كركلا» في عرضيْن لمسرحية «إبحار في الزمن» في 26 و27 أكتوبر الجاري على خشبة المسرح الوطني بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، ضمن فعاليات الموسم الثقافي الأول. هذا العمل الذي يحمل توقيع المخرج إيفان كركلا، تم تقديمه للمرة الأولى العام الماضي في بعلبك في إطار «مهرجانات بعلبك الدولية» في الذكرى الـ 60 لانطلاقتها، ثم أعيد تقديمه هذه السنة في بيروت على مسرح الفوروم. «إبحار في الزمن» يحكي قصة طريق الحرير الذي انطلق من بعلبك إلى عُمان، مروراً بالهند والصين وبلاد فارس، وصولاً إلى البندقية، وسيتم تقديمها ضمن سبع لوحات مختلفة راقصة، على وقع أشعار جلال الدين الرومي وعمر الخيام، والميجانا والعتابا اللبنانيتين والدبكة البعلبكية، ووسط شاشة ثلاثية الأبعاد تدمج الصورة والحركة مع الرقص الحيّ على المسرح، ومسار البحّارة والخيّالة العرب في رحلاتهم إلى هذه البلاد البعيدة. وقد كتب نص هذا العمل وأشعاره عبدالحليم كركلا وصمّمتْ رقصاته إليسار كركلا. عشية التوجّه إلى الكويت، تحدّثت «الراي» إلى إيفان كركلا، الذي يطلّ في مؤتمر صحافي اليوم في مسرح الاستوديو مع عبدالحليم وعمر كركلا، إضافة إلى أسماء عديدة، وكان الحوار الآتي معه: • ما العرض المسرحي الذي ستقدّمه فرقة كركلا في الكويت؟ - «إبحار في الزمن»، وهي مسرحية غنائية مستوحاة من أحداث طريق الحرير، الشعوب التي مرّت على طريق الحرير، الشعوب التي سارت على هذا الطريق كوسيلةٍ لحوار الحضارات وطلباً للتجارة في ذلك الزمن القديم، فنجحوا في بناء جسرٍ من التفاعل الحضاري والتبادل الثقافي بين الشرق والغرب، الأمر الذي كان له الأثر العميق في تاريخ البشرية. • ما تفاصيل هذا العمل لناحية الفنانين المشاركين فيه، عدد الراقصين، الأزياء، اللوحات...؟ - يشارك في هذا العمل كوكبة من أهمّ نجوم المسرح والغناء، وهم المطربون: السيدة هدى حداد، جوزف عازار، إيلي شويري، سيمون عبيد وهادي خليل، والممثلون: رفعت طربيه، منير معاصري، ألكو داوود، علي الزين، نبيل كرم، روميو الهاشم وهشام مغريش. كما أنه إلى جانب مسرح كركلا، تشارك فرق من الهند والصين حيث يبلغ عدد المشاركين في العمل 120 فناناً. وهذا العمل يشكل أكبر حشد غنائي راقص عَرَفه المسرح العربي. • ما الخصوصية التي تُميِّز هذا العرض كونه سيُعرض على مسرح دار الأوبرا؟ - الخصوصية تكمن في تقنية كركلا الفريدة في دمْج السينما والمسرح معاً، عبر آخر ما توصّلتْ إليه التقنيات المعاصرة. • نعيش في عالم عربي تسوده الحروب والانقسامات، هل سيكون هناك إسقاط على الواقع المؤلم الذي يهدّد منطقتنا وشعوبنا العربية؟ -لا تقوم الشعوب من كبوتها إلا بفعْل الإبداع الفني والثقافي والحضاري الذي يشيع الفرح ويعيد الأمل إلى النفوس. • ما أهمية الفن في شكل عام والرقص في شكل خاص في تنوير الشعوب، أم أن هدف الفن يبقى ترفيهياً وليس أكثر؟ - هناك فارق شاسع بين ما يسمى بالـ art show وبين ما يسمى بالـ business show، فالأخير هو فنّ ترفيهي لا يحمل أيّ معانٍ أو قِيَم سوى الترفيه عن النفس، أما الـ art show فيحمل رسالة إنسانية تعكس تطلعات الشعوب نحو الرقي والإبداع، وبهذا الفنّ يكتمل مفهوم الحضارة. • إخراجياً، ما الفارق بين تقديم عمل مسرحي في هياكل بعلبك وبين تقديمه على مسرح الأوبرا؟ - لكل مسرح رؤية إخراجية تتزاوج مع أبعاد المكان، فعندما يُقدَّم العمل في هياكل بعلبك، على المُخرج أن يندمج مع روعة المكان وفضائه الساحر... وعندما ينتقل إلى مسرحٍ مغلق، عليه أن يكتشف كيف يمكنه التفاعل مع أبعاد المكان وتقنياته لينقل المُشاهد إلى عالم الدهشة والخيال. • كفرقة عالمية عرضت أعمالها المسرحية على أهم المسارح في العالم ووصلتُم إلى الصين، ما الشعور الذي تعيشونه عندما تَعْرِضون عملاً في دولة عربية؟ - نشعر بأن من غاياتنا أن نقدّم للأجيال العربية صورة مشرقة عن تراث أجدادهم بشكل مُعاصر وما تحمله من آفاق ومضمون إنساني بحيث يتعرف من خلالها على الأزياء والموسيقى والعادات والتقاليد، فنجعله يفاخر بهذه الرسالة الحضارية من خلال المسرح العالمي الراقص. • الرقص كما الموسيقي لغة عالمية، هل استطاع الرقص أن يوحّد الشعوب أم أن السياسة والحروب تبقى أقوى من الفنّ ورسالته وأهدافه؟ - حرص مسرح كركلا عبر مسيرته على أن يحمل رسالة إنسانية مستوحاة من التراث العربي أجمع، فتمكّن من تجسيد صورة راقية لهذا التراث كوحدة عربية ثقافية، في حين فشلت السياسة في هذا المفهوم. فالفن هو مقياس للحضارة ومدماك أساسي في نهضة أيّ شعب. وحتى في زمن الحروب يبقى الفن هو بارقة الأمل التي نتمسك بها، فمَن هم أهمّ حكّام إنكلترا بعهد شكسبير؟ ومن أهمّ حكّام روسيا بعهد تولستوي؟ ومن أهمّ حكّام فرنسا في عهد بودلير وفولتير؟ ومن الملك في عهد سقراط؟ لقد بقيتْ أسماء أبطال الفن والفلسفة، ونسي التاريخ أسماء الحكّام السياسيين.
مشاركة :