واشنطن تدعو الجيش العراقي إلى الحد من تحركاته في مناطق النزاع

  • 10/22/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دعت الولايات المتحدة الحكومة العراقية إلى الحد من تحركات القوات الاتحادية في المناطق المتنازع عليها والتنسيق مع حكومة إقليم كردستان في شأنها، بعد يوم على اشتباكات أجريت بين الطرفين على طريق كركوك– أربيل، فيما طلبت فرنسا من بغداد احترام حقوق الأكراد، ودعا رئيس الجمهورية فؤاد معصوم إلى وقف «التهديدات العسكرية والاعتداءات» في المناطق المتنازع عليها. وسيطرت قوات الجيش العراقي على كامل محافظة كركوك، بعد اشتباكات عنيفة شهدتها ناحية التون كوبري أول من أمس مع قوات البيشمركة، فيما تصاعدت مخاوف أطراف محلية ودولية من انتشار الجيش في المناطق المتنازع عليها ووصولها إلى ضواحي مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان صدر مساء أول من أمس، إن «الولايات المتحدة تعرب عن قلقها إزاء تقارير عن اشتباكات عنيفة حول بلدة آلتون كوبري شمالي العراق. ولتجنب أي سوء تفاهم أو اشتباكات أخرى، نحضّ الحكومة المركزية على تهدئة الوضع من خلال الحد من تحركات القوات الاتحادية في المناطق المتنازع عليها والتنسيق مع حكومة إقليم كردستان». وأضاف البيان أن «إعادة السلطة الفيديرالية على المناطق المتنازع عليها لا تغيّر بأي حال من الأحوال من وضعها، فهي تظلّ موضع نزاع حتى يتم حل وضعها وفقاً للدستور العراقي، وإلى أن تصل الأطراف إلى حل نحضّها على تنسيق الأمن والإدارة الكاملين لهذه المناطق. وتحقيقاً لهذه الغاية، يجب على جميع الأطراف الدخول في حوار الآن على أساس الدستور العراقي، كما عرض رئيس الوزراء العبادي وقبلت حكومة إقليم كردستان علناً». وأكد بيان الخارجية الأميركية أن «الولايات المتحدة ستبقى ملتزمة بعراق موحد وآمن وديموقراطي، وأن إقليم كردستان يبقى مكوناً أساسياً في هذا البلد». ورحبت بدعوة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي القوات الاتحادية لحماية أرواح المواطنين الأكراد، وللحوار المستند إلى الدستور مع حكومة إقليم كردستان. ورحّبت حكومة إقليم كردستان ببيان الخارجية الأميركية، وأعلنت في بيان أمس ترحيبها «بالإيقاف الفوري للقلاقل والاشتباكات الجارية بين قوات البيشمركة والقوات العراقية في المناطق المتنازع عليها، وتعبّر عن موافقتها بأن يكون إيقاف الاشتباكات وتدهور الأوضاع بالتنسيق مع القوات العراقية وقوات التحالف الدولي». وأضاف البيان أنه «بغية حلحلة المشاكل، فإن حكومة اقليم كردستان ترحب بالحوار مع بغداد بأسرع وقت وفي إطار الدستور العراقي ومن دون أي شروط مسبقة». ودعت فرنسا أيضاً الحكومة العراقية إلى ضبط النفس بعد سيطرتها على آخر منطقة في محافظة كركوك الغنية بالنفط. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية، أنييس روماتيه إسباني، في مؤتمر صحافي: «نطلب من الحكومة الاتحادية (العراقية) احترام حقوق الأكراد كاملة»، مضيفة أن على «الأكراد أيضاً أن يقبلوا بالحوار مع بغداد في إطار الدستور». وكانت الأمم المتحدة عبّرت عن قلقها إزاء تقارير عن «تهجير قسري لمدنيين غالبيتهم أكراد وتدمير ونهب منازلهم وشركاتهم» في شمال العراق، وقالت إن غالبية الانتهاكات التي تم الإبلاغ عنها وقعت في بلدة طوزخورماتو شمال محافظة صلاح الدين. إلى ذلك، دعا رئيس الجمهورية فؤاد معصوم أمس إلى الشروع في وضع حلول «عاجلة ومقنعة» لتجاوز الأزمة الراهنة في المناطق المتنازع عليها، ووقف «التهديدات العسكرية والاعتداءات». وقال معصوم في كلمة خلال حفل أقيم أمس في بغداد لمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس «المجلس الأعلى الإسلامي»: «‎لا بد أن أشدد بهذه المناسبة على الأهمية المطلقة للحوار لدرء أخطار التفرقة والتشظي والاحتراب، لاسيما في هذه الفترة الاستثنائية الخطورة، والمقترنة باندلاع خلافات عميقة وأبرزها الأزمة الناتجة من استفتاء الشهر الماضي في إقليم كردستان». وشدد على «وجوب الشروع فوراً في وضع حلول عاجلة وعادلة ومقنعة للجميع تهدف إلى تجاوز الأزمة الراهنة في المناطق المتنازع عليها، لاسيما وقف التهديدات العسكرية وحفظ حياة المدنيين وإيقاف التجاوزات والاعتداءات وطمأنة المواطنين بالحرص على حمايتهم ورعايتهم على وجه المساواة مع كافة العراقيين من دون أدنى انتقاص من حقوقهم الدستورية وكرامتهم». واتهم رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الحكومة الاتحادية بتهديد وحصار ومعاقبة «الشعب الكردستاني»، معتبراً إجراءات الحكومة الأخيرة «تجاوزاً واضحاً» على الدستور العراقي. وقال بارزاني في بيان مساء أول من أمس أنه « بعد أن عبّر شعب كردستان وفي شكل سلمي عن رأيه في تقرير مصيره، وهو حق طبيعي لكل شعب وقومية، يعاني شعبنا اليوم من تهديد وحصار وعقاب جماعي». وأشار بارزاني إلى أن «الحكومة العراقية تحاول اليوم بكل ما أوتيت من قوة وبحجة فرض القانون بمعاقبة شعب عبّر عن رأيه، ولم يرتكب أية جريمة». وأضاف أن «هذا العقاب الذي يتعرض له شعبنا، هو بحد ذاته خرق وتجاوز لكل الحدود والقوانين والأعراف وهو تجاوز واضح على الدستور العراقي»، معتبراً أن «الحكومة تريد أن تفرض رأيها وإرادتها على شعبنا بالتآمر وحشد القوى المضادة وقوة السلاح لكسر إرادته وكرامته». ودعا بارزاني الى «منع حدوث كارثة جديدة ضد شعب كردستان»، مطالباً شعوب العالم بأن «يضغطوا على حكوماتهم ومراكز القرار ليتدخلوا ضد هذا الظلم الذي يتعرض له شعب كردستان»، طالب «جميع الكردستانيين المقيمين في اوروبا والولايات المتحدة بأن ينظموا تظاهرات سلمية وأنشطة مدنية لدعم شعبنا وأن يطلبوا من شعوب هذه الدول التي يعيشون فيها إيقاف هذه الحرب والحصار الذي يتعرض له شعبنا».

مشاركة :