المؤتمرات والمعارض .. سؤال وأكثر من جواب

  • 10/22/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

صناعة المؤتمرات والمعارض من النشاطات الحديثة التي أصبحت محركا للاقتصاد في عديد من الدول، ويكفي أن تطلب حجز غرفة في فندق في باريس أو لندن أو دبي في موسم إقامة هذه المناشط لتدرك بعد المعاناة، مدى تأثيرها في جعل مرافق الإيواء وصالات العرض والمطاعم ووسائل النقل مشغولة طوال أيام السنة، خاصة حينما تخف حركة السياحة أو ما يسمى low season، وفي بلادنا لا نجد أثرا لهذا النشاط عدا مؤتمرات محلية تقام خلال فترات متباعدة، أما المعارض فأقل منها بكثير وتقام فقط على هامش بعض المؤتمرات.. وأمام ظاهرة عجيبة، وهي أن الملاحظ حينما تقام المؤتمرات والمعارض في بعض دول الجوار أن الشركات العارضة والراعية والحاضرين معظمهم من السعودية.. ما يدعو إلى طرح سؤال كبير: لماذا لا تقام هذه المؤتمرات والمعارض في السعودية؟! وتأتي الإجابات بشكل متكرر وغير مقنع.. فهناك من يقول إن السبب عدم توافر الفنادق وقاعات العرض الكبيرة، ومنها من يقول إن السبب هو صعوبة الحصول على التأشيرات، ومنها القائل إن مواسم المعارض في الصيف، والجو هنا لا يساعد، ولو أن دول الجوار لا تقل حرارة عن بلادنا.. وهناك من قال إن موظفي الشركات أو حتى الجهات الحكومية عارضين أو مشاركين أو زوارا تقدم لهم رحلات المعارض والمؤتمرات كجزء من الحوافز.. وكل هذه الادعاءات يمكن الرد عليها بأن بلادنا الآن في مرحلة تحول، والفنادق والصالات الجديدة والفخمة أكثر من أن تحصى.. أما الحصول على التأشيرات فإن التنظيمات الجديدة التي أعلنت عنها وزارة الخارجية فيها من المرونة ما يسقط هذا السبب، أما الجو فقد أجبنا عنه من قبل عند المقارنة بدول الجوار، وبالإمكان توقيت المؤتمرات والمعارض في غير أيام الصيف القاسية.. ويبقى السبب الأخير وهو أن رحلة حضور المعارض جزء من حزمة التحفيز، لنقول إن التضحية بمصلحة الأفراد لمصلحة هدف وطني وهو نجاح هذا المحرك المهم للاقتصاد الوطني أولى، كما أن هناك حوافز أخرى يمكن تقديمها للموظفين! وأخيرا: أين البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات الذي تتلخص رؤيته ورسالته في تطوير هذه الصناعة وتهيئة البيئة الداخلية والخارجية المؤثرة فيها، والعمل على تطوير مراكز ومدن للمعارض والمؤتمرات لتعزيز القدرات لإقامة فعاليات كبيرة وذات جودة عالية، والأهم من كل ذلك الذي لم نجد له أثرا حتى الآن استقطاب معارض ومؤتمرات متميزة تسهم في تطوير القطاعات الاقتصادية والخدمية في بلادنا.. ولعل معرض "جايتكس" الذي يقام كل عام في دبي ويشهد إقبالا كبيرا من السعوديين أكبر مثال على ذلك.. وفي انتظار أن يوضح البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات الخطوات القادمة لجعل المدن الكبيرة وحتى المدن الصغيرة على الشواطئ مراكز مهمة للمؤتمرات، لكي نرى هذا النشاط المهم وقد أصبح متوافقا مع وزن السعودية على المستويين الإقليمي والدولي، ولإظهار ما نعيشه من تطور في مختلف المجالات وفق أحدث الأساليب.author: علي الشدي

مشاركة :