جسدت مسرحية عُرضت في بيروت يوم الجمعة 20 أكتوبر/ تشرين الأول، مأساة الحرب السورية من منظور إحدى العائلات، في أول ظهور للمسرحية في لبنان في أقرب نقطة يمكن أن تتاح فيها للعرض بمحيط الوطن. ومسرحية «بينما كنت أنتظر»، مأخوذة عن قصة واقعية لشاب عُثر عليه مضروبا وفاقد الوعي قرب مستشفى في دمشق عام 2013، لكن ملابسات ضربه ووفاته اللاحقة يلفها الغموض للآن. وصمم عمر أبو سعدة، مخرج المسرحية الذي كان يعرف الشاب وأسرته شخصيا على تسليط الضوء على القصة. وترسم المسرحية خارطة التحولات لدى الشاب تيم من الأمل في التغيير في بدء الانتفاضة عام 2011، إلى اليأس بعد تحولها إلى الحرب. وقال أبو سعدة، «رقابيا مستحيل بنعرض (المسرحية) بالشام على الإطلاق لأنه بسوريا فيه خطوط وفيه سقوف وفيه رقابة كل عمرا موجودة، يعني من قبل 2011 ، ولا زالت لليوم، فالأكيد إنه ما في جو إنه يستقبل هيك عرض بسوريا.. مستحيل». وأضاف، «بالتأكيد سؤال صعب وما بعرف فعلا بفكر كتير وقت أعمل عرض مسرحي بهي القصة فعلا بس بالأخير بلاقي إنه ما في مهرب يعني هذا هو الموضوع تبعي. يعني أنا عايش هاي القصة وهي مستحوذة على كل تفكيري ومسيطرة على حياتي بشكل من الأشكال بكل شي». وقدمت المسرحية عرضها الأول في بروكسل عام 2016، ومنذ ذلك الحين تنقلت بين فرنسا والولايات المتحدة واليابان وأماكن أخرى. واضطر الكاتب المسرحي والمخرج محمد العطار مؤلف العمل الذي عاش سابقا في لبنان، إلى مغادرة بيروت في 2015، عندما فرضت الحكومة اللبنانية قيودا مشددة على السوريين في البلاد، لكنه يقول، إن اضطراره لمغادرة لبنان ساعده على رؤية الحرب بشكل مختلف. وقال، «الانتظار بعتقد من الأشياء القليلة إللي بتجمع السوريين اليوم لأن السوريين اليوم مختلفين.. مختلفين سياسيا.. مختلفين بوجهات النظر.. مختلفين حول تعريفات أساسية بتتعلق بالبلد. شكل البلد بشكلا المستقبلي بكل شي. بس من الأشياء اللي بتجمعون على اختلاف الضفاف السياسية إللي واقفين عليها اليوم هي الانتظار وإذا بدك وهادا قاسي شوي فقدان القدرة على التحكم بالمصير إلى حد كبير». وأضاف العطار، «هو حقيقية مو جلد للذات.. هي منها محاولة حتى نفهم أكثر لأن اللي صاير فينا مأساوي.. بس بيكون مأساوي أكتر إذا ما تعلمنا شيء منه أو إذا ما قدرنا نقدم أي مراجعة عميقة له لأن هذا سيكون كارثيا. كارثي بعد كل هذا الثمن الباهظ اللي ما زال يدفع». ويتفق أبو سعدة والعطار على أن المسرحية تهدف إلى إثارة النقاش بشأن حرب لم تنته بعد. وبدأت الأزمة السورية بانتفاضة شعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، لتتحول إلى حرب أهلية تقترب الآن من عامها السابع. وأودت الحرب بحياة مئات الآلاف، وشردت أكثر من نصف السوريين، وتسببت بأسوأ أزمة لجوء بالعالم. وعمل العطار من قبل في بيروت مع المخرج أبو سعدة، على عمل مأخوذ من الأسطورة اليونانية «أنتيجون»، التي قدمتها مجموعة من اللاجئين جميعهم من النساء.
مشاركة :