دعا وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في الرياض، أمس، «الميليشيات الإيرانية» إلى مغادرة العراق مع اقتراب حسم المعركة مع تنظيم «داعش»، في دعوة تعكس سعي الولايات المتحدة الحثيث للحد من نفوذ طهران في الشرق الأوسط، في وقت توجت السعودية تقاربها مع العراق بمجلس اقتصادي تنسيقي مشترك أطلقه رسمياً في الرياض خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. السعودية: المجلس الجديد يؤسس لمرحلة طموحة من العمل التجاري والاقتصادي والاستثماري غير المحدود، على أن يشكل حجر الأساس في العمل والتخطيط المتوسط والبعيد المدى. ودعا تيلرسون خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي عادل الجبير في ختام زيارة للرياض «الميليشيات الإيرانية» إلى مغادرة العراق. وقال تيلرسون: «بالطبع هناك ميليشيات إيرانية، والآن بما أن المعركة ضد تنظيم (داعش) شارفت على نهايتها، فإن على تلك الميليشيات العودة إلى موطنها، على جميع المقاتلين الأجانب العودة إلى مواطنهم». وطالب الدول والشركات الأوروبية التي تقيم «علاقات تجارية مع الحرس الثوري الإيراني» بوقف هذه الأعمال، معتبراً أن هذه الدول والشركات «تواجه مخاطر كبيرة». وقبيل دعوته هذه، شارك تيلرسون في الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي العراقي الذي تأتي ولادته تتويجاً لتقارب سعودي عراقي سياسي ودبلوماسي واقتصادي، بدأ قبل أشهر بزيارات متبادلة رفيعة المستوى بعد قطيعة دامت نحو 27 عاماً. وأطلق العاهل السعودي والعبادي أعمال «مجلس التنسيق السعودي العراقي» بحضور تيلرسون. وقال الملك سلمان أمام العبادي والوفد الوزاري الكبير المرافق له، إن «الإمكانات الكبيرة المتاحة لبلدينا تضعنا أمام فرصة تاريخية لبناء شراكة فاعلة لتحقيق تطلعاتنا المشتركة». وأضاف: «إننا نواجه في منطقتنا تحديات خطرة تتمثل في التطرف والإرهاب ومحاولات زعزعة الأمن والاستقرار في بلداننا، ما يستدعي منا التنسيق التام لمواجهة هذه التحديات». وجرى خلال الاجتماع التوقيع على محضر تأسيس «مجلس التنسيق السعودي العراقي». ورأى رئيس الوزراء العراقي خلال الاجتماع، أمس، أن المنطقة «لا تحتمل المزيد من التقسيم، ولا استمرار النزاعات»، داعياً الى «إنهاء النزاعات المسلحة ووقف سياسات التدخل في شؤون الآخرين من أجل مصلحة خاصة لهذه الدولة أو تلك، والبدء بمرحلة جديدة من التعاون الشامل والتكامل الاقتصادي المشترك». وقالت وزارة الخارجية السعودية، إن العبادي التقى على هامش إطلاق أعمال المجلس المشترك ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وبحث معه «العلاقات الثنائية ومستجدات الأوضاع في المنطقة، والجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب». وقالت وكالة الأنباء الرسمية السعودية، إن المجلس المشترك الجديد يؤسس لمرحلة «طموحة من العمل التجاري والاقتصادي والاستثماري غير المحدود»، على أن يشكل «حجر الأساس في العمل والتخطيط المتوسط والبعيد المدى». كما أعلنت السعودية والعراق في بيان مشترك، أمس، إعادة تشغيل خطوط الطيران من السعودية إلى العراق، وافتتاح قنصلية للمملكة، ومكتب تابع لشركة طاقة، وإعادة افتتاح مكتب شركة «سابك» في العراق. كما سيدرس الجانب السعودي إمكانية التعاون في تأهيل طريق جميمة - سماوة، واستكمال تنفيذ طريق الحج البري في محافظة الأنبار، ودراسة الجدوى الفنية والاقتصادية لمشروع الربط الكهربائي السعودي العراقي.
مشاركة :