حور القاسمي: نهدف إلى حراك فني وثقافي متواصل

  • 10/23/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اختتم بينالي الشارقة «تماوج» مساء أمس الأول فعاليات الفصل الثاني من دورته الثالثة عشرة، ومشروعه الرابع والأخير «على طبق مخاتل» في بيروت. حيث شهدت المدينة تظاهرة ثقافية متكاملة تنوعت بين المحاضرات والمعارض وعروض الأداء والأفلام والمسرح، وذلك في مقاربة جمالية للمفاهيم التي طرحها «تماوج»، وبالتحديد ثيمة «الطهو» التي اختارتها القيّمة كريستين طعمة، كي تكون ختام المشاريع الموازية التي جسّدت ثيمات البينالي.وقالت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون ومدير البينالي: «لقد اختبر «تماوج» وعلى امتداد عامٍ كامل، العديدَ من القضايا المحوريةِ التي قاربتْ المكوّنات الثقافية والاجتماعية في المنطقة، عَبرَ صياغة برنامج متكامل من العروض والفعاليات والمشاريع الموازية التي توزعتْ على خمس مدن هي: الشارقة وإسطنبول وبيروت وداكار ورام الله، مثّلتْ الشارقة نقطة ارتكازها الرئيسية»، وأضافت: «إنّ هذه المشاريع في صيغتها المتكاملة، إلى جانب مدرسة بينالي الشارقة الثالث عشر تشكّلُ بمجملِها رؤيةَ كريستين طعمة في صياغةِ دورة استثنائية تجاوزتْ الحدودَ الجغرافية، والمفاهيم المعتادة حول ماهيّة البينالي، وأوجدتْ حالة من الحراك المستمر والتفاعل، بين مختلف البنى الاجتماعية والمؤسساتية، وبين تعبيراتها الفنية والثقافية».شهد الفصل الثاني من البينالي إطلاق معرضين للقيّمين هشام خالدي وريم فضة في مركز بيروت للفن ومتحف نقولا سرسق. حيث يستكشف معرض «ثمرة النوم»، فكرة السبات بوصفه مجازاً مواتياً للتعبير عن تجربة تثمر لغة تشكيلية بغية توظيف الفن في خدمة قضايا مجتمعية مُلحّة. بينما يسعى هشام خالدي في معرضه «تعبير لا يمكن التنبؤ به عن قدرة الإنسان» في مركز بيروت للفن، إلى مناقشة اللحظة الراهنة للحرمان من الحرية، والتي تشهد تحوّلات لا يمكن تجاهلها، يحتجّ فيها جيل شاب محبَط على قرارات فرضتها عليهم أجيال سالفة، وإرث لا يد لهم فيه. وحول ثيمة العروض التي تضمنها فصل الختام «على طبق مخاتل»، قالت كريستين طعمة قيمة البينالي: «إنه يستقرئ إرثنا المطبخي، في إنتاجنا واستهلاكنا له، وكيف تسهم عاداتنا الغذائية في تشكيل أمزجتنا الثقافية والسيكولوجية».سعى بينالي الشارقة في هذه الدورة إلى صياغة تساؤلات وطرح أجوبة حول واقع الفن، وذلك بمنهجيّة قائمة على سياسات التعاون بين الأمكنة التي يشتبك ويلتقي معها البينالي، محاولاً الانخراط فيما هو عملي وملموس.وقد استثمرت طعمة موقع الشارقة الفريد في المنطقة لتمديد فترة البينالي عبر تقاطعات مع مدن مختلفة، حيث دعت أربعة محاورين لخلق منصات متنوعة للحوار الفني والإنتاج عبر أربعة مواقع أخرى. وقد نظم هؤلاء المحاورون مشاريع تتمحور حول الكلمات المفتاحية التي تضم الأطر المفاهيمية لبينالي الشارقة 13: حيث استكشف قادر عطية ثيمة «الماء» عبر مشروعه «يحيا استقلال المياه» في داكار (8-9 يناير/ كانون الثاني 2017)، وتأملت زينب أوز ثيمة «المحاصيل» من خلال مشروعها «بهر» في إسطنبول (13-16 مايو/ أيار 2017). بينما عاينت لارا خالدي عبر مشروعها «أراضٍ منقلبة» ثيمة «الأرض» في رام الله (10-14 أغسطس/ آب 2017)، وقدم ممثلون عن «أشكال ألوان» (الجمعية اللبنانية للفنون التشكلية) انعكاساً لثيمة «الطهي» من خلال مشروع «على طبق مخاتل» في بيروت.انطلق بينالي الشارقة في أكتوبر/ تشرين الأول 2016 بافتتاح مدرسة بينالي الشارقة 13، وهو برنامج تعليمي امتد على مدار العام، وقد ركز البرنامج على الحِرف، وفنون الطهي، والفنون الرقمية، والزراعة، والموسيقى. كما دعت طعمة خلال الفصل الأول من البينالي في الشارقة أكثر من 70 فناناً لتقديم أعمال تعكس الثيمات الرئيسية لهذه الدورة. وقد تم عرض الأعمال في عدة مواقع في أنحاء الإمارة، بما في ذلك استوديوهات الحمرية التي تم افتتاحها مؤخراً، كما عُرضت أعمال مكلفة جديدة. كما جاء لقاء مارس/ آذار 2017 بالتزامن مع البينالي متضمناً حلقات نقاش، وحوارات، وعروض أفلام، ومجموعة متنوعة من عروض الأداء المرتبطة بالإطار المفاهيمي للبينالي، وقد حصل كل من إنجي إيفينز وأوريل أورلو ودينو سيشي بوباب ووليد سيتي على جائزة بينالي الشارقة 13، كما منحت جائزة تقديرية للفنان الفلسطيني الراحل علي جابري (1943 - 2002) مخصصة لترميم أعماله الفنية.

مشاركة :